احتجاجات "القصرين" التونسية.. غضب يكسر الحجر الصحي
احتجاجات تتواصل بوتيرة متصاعدة بمحافظة القصرين التونسية (غرب) في غضب شعبي يكسر الحجر الصحي الشامل بالبلاد.
مجموعة من سكان المحافظة الواقعة على الحدود مع الجزائر، يواصلون احتجاجاتهم المنددة بالبطالة والمطالبة بتوفير فرص العمل.
ووفق مراسل "العين الإخبارية"، نقلا عن شهود عيان، اقتحم محتجون غاضبون حقل "الدولاب" النفطي بمدينة سبيطلة بالمحافظة، وحاولوا إحراقه.
واستخدم الأمن التونسي الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين كسروا قرار الحجر الصحي الشامل المفروض منذ الخميس، ويتواصل حتى الأحد.
ومنذ نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، ينفذ شباب في "القصرين" اعتصاما للمطالبة بالتشغيل والتنمية بالولاية التي تواجه مخاطر الإرهاب.
وشهدت المحافظة أعنف الضربات الإرهابية جراء تواجد الجماعات المسلحة في الجبال المتاخمة لها (جبال السلوم والشعانبي)، آخرها ذبح راع يدعى عقبة الذيبي على يد جماعة تنتمي لتنظيم داعش الإرهابي.
وبخصوص كسر الحجر الصحي، قال الناشط النقابي بالمحافظة، محمد الصغير التليلي، إن تحرك الشباب سيستمر ما لم تستجب الحكومة للمطالب التي رفعها المحتجون.
وأوضح، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن الشروط الأساسية لوقف التحركات الميدانية هي بناء مستشفى بالمحافظة، وتشغيل 1500 شاب في حقل "الدولاب" النفطي، محذرا من تجاهل الحكومة للمطالب المرفوعة منذ أشهر.
تطاوين.. عودة التحركات
بعد هدوء استمر لنحو شهرين، عاد شباب في محافظة تطاوين جنوبي تونس للاحتجاج من جديد، في إطار ما يعرف بـ"اعتصام الكامور"، مطالبين رئيس الحكومة هشام المشيشي بتنفيذ الاتفاق المبرم بخصوص تشغيل 1000 شاب من المحافظة وتخصيص اعتمادات بما يعادل نحو 40 مليون دولار لتحسين البنية التحتية.
ونشر المتحدث باسم "تنسيقية الكامور"، طارق الحداد، مقطع فيديو عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، حذر فيه الحكومة من التراجع عن اتفاقياتها، ملوحا بعودة الاعتصام في حقل "الكامور" لإنتاج النفط.
ويرى متابعون أن الحجر الصحي وتوقف جميع مرافق الحياة الإنتاجية في البلاد سيعمق الأزمة الاقتصادية، خاصة في القطاع السياحي المتوقف عن النشاط بشكل جزئي منذ بداية ظهور "كورونا "بتونس مطلع سنة 2020.
وكشف منصور بلقاضي، المشرف على قطاع النزل بوزارة السياحة التونسية، أن 100 ألف عامل في القطاع فقدوا وظائفهم جراء الحجر الصحي، كما تم غلق أكثر من 70 وحدة فندقية بتونس منذ مارس/آذار الماضي.
وأعلنت الحكومة التونسية فرض حجر صحي حتى الأحد، على خلفية بلوغ عدد الوفيات الناجمة عن كورونا أكثر من 5 آلاف.
وأفادت مصادر حكومية لـ"العين الإخبارية" بأن السلطات الصحية أوصت بتمديد الحجر الشامل حتى نهاية يناير/ كانون ثان الجاري، من أجل كسر النسق المرتفع للإصابات (معدل ثلاثة آلاف إصابة يوميا من مجموع 12 مليون ساكن).
aXA6IDEzLjU4LjI4LjE5NiA= جزيرة ام اند امز