احتجاجات بجنوب وشمال لبنان.. وبيروت تلتقط أنفاسها استعدادا لـ"المساء"
وتيرة الاحتجاجات تراجعت في بيروت مع استمرار الدعوات للتظاهر مساء في الساحات، فيما بقيت التحركات على وتيرتها في مناطق أخرى.
تراجعت وتيرة الاحتجاجات الشعبية، صباح الأربعاء، في بيروت مع استمرار الدعوات للتظاهر مساء في الساحات، فيما بقيت التحركات على وتيرتها بمناطق أخرى لا سيما شمال وجنوب لبنان.
- السلطات اللبنانية تفرج عن الموقوفين في اشتباكات رياض الصلح
- شهر على احتجاجات لبنان.. مكاسب وإصرار على التغيير
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات اللبنانية الإفراج عن جميع الأشخاص الذين يتم توقيفهم بـ"ثكنة الحلو"، مساء الثلاثاء، إثر اشتباكات بين المحتجين وقوى الأمن في ساحة رياض الصلح بالعاصمة بيروت.
وكان نقيب المحامين المنتخب حديثا ملحم خلف قد تدخل شخصيا للمساعدة في الإفراج عن الموقوفين وطالب بإطلاق سراحهم، حيث حضر إلى "ثكنة الحلو"، وهو ما لاقى قبولا شعبيا وتضامنا من مختلف المناطق.
وبينما أوردت وسائل إعلام رسمية أن توقيف المتظاهرين جاء نتيجة مواجهات بينهم وقوى الأمن انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي نقلا عن ناشطين كانوا في ساحة التظاهر تشير إلى تعرض المتظاهرين للضرب والعنف بطريقة غير مسبوقة؛ ما أدى إلى سقوط عدد من المصابين في صفوفهم.
والأربعاء، عادت الحياة إلى طبيعتها إلى حد كبير في العاصمة بيروت، مع عودة الطلاب إلى مدارسهم وفتح المصارف أبوابها لليوم الثاني بعد إقفال أكثر من أسبوع.
وشهدت العاصمة اللبنانية أيضا، الأربعاء، وقفة احتجاجية لعدد من المواطنين أمام وزارة الشؤون الاجتماعية، وهم من موظفي ما يعرف بـ"مشروع الاستجابة للأزمة السورية للمطالبة بمستحقاتهم" التي لم يحصلوا عليها منذ أشهر.
وفي الجنوب، جابت مسيرة طلابية شوارع مدينة صيدا باتجاه عدد من المرافق العامة، وتوقف الطلاب أمام مؤسسة كهرباء لبنان داعين إلى مواصلة التحرك، ثم أكملوا مسيرتهم باتجاه ساحة إيليا.
وفي الشمال، جاب بعض المتظاهرين شوارع مدينة طرابلس منذ الصباح الباكر وعمدوا إلى التجمهر أمام الدوائر الحكومية والمؤسسات العامة والمدارس، وطالبوا إدارات المدارس بالإقفال، كما حثوا موظفي المؤسسات العامة على ترك مكاتبهم.
ومع بزوغ شمس الأربعاء، عمد محتجون بمحافظة عكار إلى إقفال الطرق الرئيسية، احتجاجا على اعتداء قوات الأمن على المتظاهرين في ساحة رياض الصلح مساء أمس الثلاثاء.
ونظموا في ساحة الاعتصام في بلدة حلبا مسيرة جابت شوارع البلدة وعمدوا إلى غلق جميع المؤسسات والمصالح الرسمية والمصارف والمدارس الحكومية والخاصة.
وقطع المحتجون صباحا كذلك، طريق عام حلبا بالكامل بالإطارات غير المشتعلة والعوائق الحديدية، وسمحوا فقط بمرور الآليات العسكرية والصليب الأحمر والحالات الطارئة، في حين بقيت جميع الطرق الفرعية الداخلية في المنطقة سالكة.
وأعلن الناشطون إضرابا عاما في المدارس كافة، داعين العكاريين إلى المشاركة الكثيفة في ساحة الاعتصام.
وكما في كل المناطق اللبنانية فتحت المصارف في مدينة طرابلس أبوابها أمام المتعاملين، وسط حماية وتدابير أمنية اتخذتها عناصر قوى الأمن الداخلي أمام الأبواب الخارجية.
وشهدت المصارف زحاما غير مسبوقا من قبل العملاء، دون تسجيل أي إشكال أو اعتراضات تذكر من قبل المواطنين.
وفي الضنية شمالي البلاد أيضا، أغلق المحتجون وطلاب الثانويات والمدارس الرسمية الأبواب، وقاموا بتعطيل الدروس فيها، بعدما أعلن الثلاثاء، أن اليوم سيكون يوم تدريس عاديا، كما أغلق المحتجون والطلاب مركز أوجيرو في بلدة بخعون.
وفي البقاع لم يختلف المشهد عن باقي المناطق اللبنانية؛ حيث استمر إقفال بعض الطرقات جزئيا من دون أن يؤثر ذلك على حركة السير اليومية للمواطنين.