مظاهرات "الجمعة" بمصر.. دعوة "لقيطة" روّج لها الإعلام
رغم أن مظاهرات 11 نوفمبر، بلا أب شرعي يتبنّاها، إلا أن الإعلام روّج لها كثيرا، ليثير ذلك جدلا بين من يراه أسلوبا سليما، ومن يراه أشبه بالدبة التي قتلت صاحبها
قبل 8 سنوات دعت حركة 6 إبريل المصرية إلى إضراب عام، أعطاها الإعلام المصري أكبر من حجمها، ففضّل كثير من المواطنين حينها المكوث في منازلهم وعدم إرسال أبنائهم إلى المدارس، خوفا من وقوع أعمال عنف، فكان ذلك نجاحا للدعوة.
ويرى مراقبون أن الإعلام المصري تفاعل مع الدعوة إلى مظاهرات غدا الجمعة في 11 نوفمبر 2016، أو ما يعرف بـ "ثورة الغلابة"، بنفس الأسلوب، فأعطاها أكبر من حجمها، بينما هي في الأساس "دعوة ضالة" بلا أب شرعي، بل إن جماعة الإخوان نفسها تبرّأت منها، ولم تنسبها لنفسها.
وتنتظر جماعة الإخوان خروج المصريين إلى الشوارع للانضمام إليهم، كما قال المتحدث الإعلامي للجماعة طلعت فهمي الثلاثاء الماضي، فهل يقدم الإعلام المصري خدمة جليلة للجماعة بالحديث الدائم عن هذا اليوم؟
أغلب المتابعات الميدانية التي قامت بها الصحف المصرية قبل أسابيع، تكشف عن عزوف المواطن المصري عن الاستجابة لهذه الدعوة، ولكن الإعلام المرئي من ناحية أخرى يواصل هذا الأسبوع النفخ في الحدث، وكأن مصر ستكون غدا الجمعة على موعد مع حدث جلل.
وينقسم الإعلاميون إلى فريقين في تبريرهم لهذا الاهتمام المبالغ فيه، ففريق يرى أن الاهتمام المبالغ فيه والتحذير من هذا اليوم، قد يدفع الكثيرين إلى الإحجام عن النزول إلى الشارع في هذا اليوم، وهذا هو المطلوب إثباته.
في المقابل يخشى فريق آخر، أن يكون الإعلام مثل "الدبة التي قتلت صاحبها"، فيؤذي الدولة، بينما هو يسعى لحمايتها، بإعطاء اهتمام مبالغ فيه لحدث تم نقل الدعوة إليه من فضاء الإنترنت، الذي لا يتعامل معه من تستهدفهم الدعوة، إلى شاشات التليفزيون، حيث يشاهدها السواد الأعظم من الشعب المصري.
وتشير الشواهد اليوم الخميس في الشارع المصري إلى إحجام المصريين عن المشاركة، فرغم شعورهم بعدم الارتياح بسبب القرارات الاقتصادية الأخيرة، التي أدت إلى ارتفاعٍ في أسعار السلع الغذائية، لكنهم يرون أن مواجهتها بالتظاهر، قد يقود بلدهم إلى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار تكون كلفتها أعلى بكثير مما تحملته ميزانيتهم بسبب تلك الزيادات.
ويرى أنصار الفريق الأول أن الوصول لهذه الحالة كان نتاج "الترهيب الإعلامي" من هذا اليوم، بينما الفريق الثاني يصر على أن تجاهلها وعدم نقلها من فضاء الإنترنت إلى شاشات التليفزيون، كان يجنبنا احتمالات التفاعل معها، ويجعلها بلا أي قيمة.