وآسفاه على تونس.. فيروس "سياسي" حولها من مصدر للفوسفات إلى مستورد
منذ سنة 2010 كانت تنتج شركة فوسفات قفصة 8.2 مليون طن في السنة لكنها أصبحت تنتج في السنوات الأخيرة أقل من 3 ملايين طن سنوياً
"وآسفاه على تونس" لسان حال الشعب التونسي بعدما تحولت بلاده من مصدر عالمي للفوسفات إلى مستورد لأول مرة في تاريخها، وبالأمس تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تونس مع عملية استيراد أول قافلة فوسفات في تاريخ تونس معبرين عن استيائهم من تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.
وهذه القافلة وصلت صباح أمس الأربعاء إلى ميناء غنوش التجاري جنوب شرق البلاد محملة بـ16500 طن من الفوسفات التجاري قادمة من ميناء عنابة بالجزائر.
وينتظر البدء في عملية تفريغ هذه الشحنة ونقلها عبر الشاحنات نحو معامل المجمع الكيميائي التونسي بقابس جنوب شرق البلاد.
وتأتي عملية التوريد في إطار خطة للمجمع الكيميائي التونسي تقضي بتوريد 40 ألف طن شهريا.
وشهد إنتاج الفوسفات في السنوات الأخيرة تراجعا حادا بسبب الإضرابات والاعتصامات المتكررة في شركة فوسفات قفصة "الشركة المنتجة للفوسفات" ما تسبب في عجز نسق الإنتاج.
ومنذ سنة 2010 كانت تنتج الشركة 8.2 مليون طن في السنة لكنها أصبحت تنتج في السنوات القليلة الماضية أقل من 3 ملايين طن سنوياً.
وجاءت حصيلة إنتاج شهر يوليو/تموز الماضي هي الأسوأ منذ بداية السنة الجارية، إذ إن كمية الفوسفات التجاري التي أنتجتها الشركة الحكومية لم تتجاوز حدود 120 ألف طن، مقابل توقعات أولية بتحقيق 480 ألف طن.
فيروس الاحتجاجات
كما تحولت شركة "فوسفات قفصة" من ممول لميزانية تونس إلى عبء ثقيل على كاهل الدولة، حيث كانت تسهم سنويا بمليار دينار لكنها أصبحت تسجل خسائر مادية تقدر بـ10 مليارات دينار بسبب كثرة الاحتجاجات.
وقد تسببت هذه التحركات الاجتماعية في التوقف النهائي للإنتاج منذ مطلع سنة 2020.
وتعاني شركة "فوسفات قفصة" منذ سنة 2011 من تراجع لافت في حجم إنتاجها من الفوسفات التجاري، بعدما كانت تحتل المراتب الأولى عالمياً على مستوى إنتاج الفوسفات الذي يعد أحد أهم مصادر دخل الدولة التونسية من النقد الأجنبي.
وأثارت عملية التوريد استياء العديد من الناشطين في الحقل السياسي باعتبار أن تونس كانت بالأمس القريب من أكبر منتجي الفوسفات في العالم.
وعبرت درة اليعقوبي النائبة السابقة عن استيائها مما حصل وكتبت على صفحتها الرسمية في "فيسبوك" أن تونس تضطر للمرّة الأولى إلى استيراد الفوسفات من الخارج بعد أن كانت تحتلّ المرتبة الخامسة من بين منتجي العالم لمادة الفوسفات.
في حين قال أحمد بن حسانة المحامي والناشط الحقوقي في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك "وآسفاه على تونس".
وتثير عملية توقف إنتاج الفوسفات والنفط في الجنوب التونسي بسبب الاحتجاجات الاجتماعية حملة استياء على شبكات التواصل الاجتماعي، محملين الحكومات المتعاقبة منذ سنة 2011 مسؤولية الفشل في إعادة قاطرة إنتاج الطاقة في تونس.
تحرك حكومي
وأكدت الحكومة التونسية، يوم الأحد، أن خسائر توقف إنتاج الفوسفات والنفط بسبب الاحتجاجات الاجتماعية كانت ضخمة، وسببت أزمة كبيرة لموارد الدولة.
وقال رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي إنه يتعين استئناف إنتاج الفوسفات والنفط المعطل بسبب احتجاجات اجتماعية، في أقرب وقت من أجل التنمية وإنعاش موارد الحكومة الغارقة في أزمة مالية.