حكايات الفنانين مع الاكتئاب والصحة النفسية.. 3 يروون تجاربهم
تلقى الصحة النفسية اهتماماً كبيراً في الآونة الأخيرة، كما تنتشر وسائل للتوعية بشأنها بطرق مختلفة، ومن هنا ظهر ملتقى "ميدفست مصر".
وكان للملتقى أدوار عدة في دعم قضايا المرأة، ومناهضة العنف تجاهها، والذهاب إلى المناطق المختلفة للحديث عن الصحة النفسية، من خلال الأفلام كما حدث في صعيد مصر منذ شهور.
وكان آخر ما قام به "ميدفست" جلسة بعنوان "تنفس، تحدث، مثّل: حديث عن الصحة النفسية للممثلين". وكما يظهر العنوان فالجلسة التي كانت منذ أيام بمهرجان الجونة، ناقشت المشكلات الصحية النفسية للممثلين، باعتبارها قضية منتشرة يجب الاهتمام بها.
ويعود السبب في ذلك لأسباب قد تشمل الرفض أو خيبة الأمل في الأدوار أو فشل الاختبارات، أو الاستجابة غير المتوقعة من الجمهور والنقاد للعمل المطروح، وهي أمور كانت محل نقاش، شارك فيه عدد من الممثلين.
وكان بين الحضور من الفنانين، أحمد مالك، ومي الغيطي، ومحمد فراج، والكاتبة مريم نعوم، والدكتور نبيل القط المتخصص في الطب النفسي، وتحدث كل منهم حول الأمر والضغوط التي قد يتعرضون لها.
كان حديث أحمد مالك حول أهمية التوازن النفسي، بين حياة الفنان الشخصية والعملية. وقال مالك: "عندما أكون شغوفا بعمل ما، أعاني من حالة اكتئاب، نتيجة أني وهبت نفسي ووقتي للعمل". ثم تستمر هذه الحالة بالنسبة له بعد الانتهاء من الشخصية، على ما قال خلال الندوة.
ورأى مالك أن العلاج بالدراما، أمر مهم. إضافة إلى لعب الرياضة والقراءة بهدف الفصل بين الشخصية التي يقوم بتمثيلها وشخصيته الحقيقية.
وبالنسبة للفنان محمد فراج، فقد تحدث عن أهمية الوعي بالمجهود النفسي والذهني اللازمين لتحضير الشخصية، لا سيما وإن كانت أكثر تعقيدا من غيرها.
وقال إن "وعي الممثل يجب أن يتضمن معرفة ما هو مقدم عليه من حرب نفسية بينه وبين الشخصية التي يؤديها".
وضرب فراج المثل بإحدى شخصياته في مسلسل سبق أن كان له دور فيه.
فيما كان حديث الفنانة مي الغيطي، عن أهمية الصحة العامة للفنانين الذين يعملون لساعات طويلة قد تمتد لأكثر من 16 ساعة، ويحدث هذا أحياناً دون تفهم أن "الفنان إنسان يمرض ويتعب ويحتاج إلى الراحة حتى يؤدي الشخصية التي يقوم بتمثيلها على أكمل وجه".
وقالت الغيطي إنها تعرضت في أحد الأعمال لتأدية دورها دون اعتبار لآلامها الجسدية وليس النفسية فحسب.
وكان حديث الكاتبة مريم نعوم عن دور مواقع التواصل الاجتماعي، والتعليقات الخارجة، نتيجة إسقاط البعض حياتهم على حياة الفنانين: "الفنان الموهوب يملك شخصية أكثر تعقيداً، لذلك أدعو بعض المخرجين لتغيير تقنية الضغط على الممثلين، بالأخص الضغط النفسي الذي أحياناً يتم فرضه بهدف إخراج الإبداع من الممثل ولكنه يترك أثراً عكسياً بعد انتهاء العمل".
كما وجهت دعوة لضرورة تواجد أخصائي نفسي بمواقع التصوير، للتأكد من تحقيق التوازن النفسي لفريق العمل، وهو ما سينعكس على أعمالهم.
وكان للدكتور نبيل القط، تعليق على ما ذكره الفنانون، معتبرا أن الاكتئاب، أحد أكثر المشاكل النفسية التي يعاني منها الممثل، سواء أثناء المشهد أو بعد الانتهاء منه.
وقال القط: "مَن درس التمثيل يعلم جيداً أن الممثلين لديهم قدرة أعلى على ضبط النفس وينتمون لفئة من الناس لديها دور مجتمعي مميز. أدعو الممثلين لرفض تحويل أنفسهم وأجسادهم لخدمة المخرج والمنتج".
ومساء الإثنين، نشرت صفحة "ميدفست مصر" صوراً للمشاركين في تلك الجلسة، وأبرز ما صرحوا به.
وقالت الصفحة إن الجلسة "تناولت الصحة النفسية للممثلين، وكانت مكانا آمنا للحديث عن أكثر ما يمرون به في المجال، والتوعية بأهمية العناية بالصحة النفسية".
وكانت العبارة المرفقة مع صورة الدكتور مينا النجار، مدير ومؤسس "ميدفست مصر": "أهدي الجلسة للفنانين اللي بيعانوا في صمت عشان الشغلانة كده".
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4xNDQg جزيرة ام اند امز