سيكولوجيا الإنجاز.. لماذا نحن مهووسون بالسعي نحو الفوز؟
لماذا نشعر دومًا بالحاجة إلى المنافسة والسعي وراء النجاح؟ ما الذي يدفعنا للمشاركة في السباق نحو الفوز، سواء كان ذلك في الجوائز، الترقيات، أو حتى اليانصيب؟
يتكرر هذا التساؤل مع كل حدث كبير مثل حفل الأوسكار أو الانتخابات، حيث ينشغل الجميع بتوقع الفائز. لكن، هل يتعلق الأمر فقط بالانتصار؟ أم أن هناك لذة خفية في الرحلة ذاتها؟
السعي نحو الهدف ومتعة الترقب
وفقًا لموقع psychologytoday لا يقتصر الأمر على الفوز فحسب، بل إن السعي نحو الهدف هو ما يمنحنا إحساسًا عميقًا بالسعادة، ويُعرف هذا الشعور بـ"الفرحة الاستباقية"، وهو ذلك الإحساس الإيجابي الذي يرافق توقع تحقيق النجاح.
وليس البشر وحدهم من يختبرون هذه الحالة، فقد أظهرت الأبحاث أن الحيوانات تعيش تجربة مشابهة، كما يتضح في تجربة البروفيسور مارتن سيلجمان، الذي يروي قصة سحلية جائعة فضّلت المخاطرة بحياتها مقابل الحصول على الطعام.
من منظور تطوري، تلعب هذه المشاعر دورًا أساسيًا في تعزيز فرص البقاء، حيث تحفز الكائنات على السعي وراء الموارد الضرورية مثل الغذاء أو التزاوج، وهو ما يفسر ارتباطنا العاطفي بالمكافآت والتجارب الممتعة.
ما الذي يحدث في الدماغ أثناء السعي؟
تشير دراسات براين نوتسن بجامعة ستانفورد إلى أن مجرد رؤية شيء مرغوب فيه يمكن أن يحفّز الدماغ على إفراز الدوبامين، وهو الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالمكافأة والرضا، وقد تكون لحظات الترقب والسعي نحو الهدف أكثر إشباعًا من تحقيقه.
تأثير الدوبامين على الدافع والإنجاز
يشير البروفيسور مايكل تريدوي إلى أن الأشخاص الناجحين يفرزون كميات أكبر من الدوبامين، مما يمنحهم إحساسًا بالرضا والإنجاز. إلا أن هذا الشعور يكون مؤقتًا، حيث يؤدي التعود عليه إلى الحاجة المستمرة لتحقيق أهداف جديدة للحفاظ على نفس مستوى التحفيز والمتعة.
كيف نتجنب هدر سعادتنا في سباق لا ينتهي؟
يؤكد البروفيسور دان جيلبرت من جامعة هارفارد أننا غالبًا ما نبالغ في تقدير مدى السعادة التي سيجلبها تحقيق الأهداف، كما أن تركيزنا على السلبيات يجعلنا نفقد الشعور بالرضا بسرعة. لذا، من المهم إعادة النظر في علاقتنا بالسعي المستمر لتحقيق المزيد.
استثمار السعي بطريقة إيجابية
يمكنك توظيف شغفك بالسعي نحو الأهداف دون أن يتحول إلى هوس يستهلك سعادتك، تشير الدراسات إلى أن التأمل يساعد في تعزيز التحكم العاطفي ويوسّع منظورك للحياة، كما أن بناء علاقات اجتماعية قوية وممارسة الإيثار يساهمان في تحقيق شعور أعمق بالرضا والاستقرار النفسي على المدى الطويل.
aXA6IDE4LjIxNy4yMjguMTk1IA== جزيرة ام اند امز