بـ«جيش مواطنين».. بريطانيا تستشرف «لحظة 1937» مع روسيا

الجنرال السير باتريك ساندرز رئيس الأركان البريطاني دعا لـتدريب وتجهيز جيش من المواطنين لمواجهة احتمال اندلاع حرب مع روسيا في ظل انخفاض عدد الجنود.
وشدد ساندرز على حاجة الحكومة البريطانية إلى "تعبئة الأمة" في حال نشوب صراع مع روسيا.
وقالت صحيفة "تليغراف" البريطانية إن ساندرز يرى أن الجيش صغير جدا وأنه سيتعين على الحكومة استدعاء الشعب إذا ذهبت بريطانيا إلى الحرب.
وأوضحت أنه مع تقليص حجم الجيش إلى أدناه منذ عدة قرون، فإن الجنرال ساندرز، الذي انتقد علنًا خفض القوات، يريد أن يكون الرجال والنساء في بريطانيا مستعدين للاستدعاء، إذا دخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في حرب مع روسيا.
يأتي ذلك بعدما حذر مسؤول عسكري كبير في حلف الناتو من أن المواطنين العاديين يجب أن يستعدوا لحرب شاملة مع روسيا في السنوات العشرين المقبلة، وهو الأمر الذي سيتطلب تغييراً شاملاً في حياتهم.
وكان الأميرال روب باور قد قال إن الدول بحاجة إلى الاستعداد "للعثور على المزيد من الأشخاص إذا تعلق الأمر بالحرب"، كما شدد على ضرورة النظر في "التعبئة أو جنود الاحتياط أو التجنيد الإجباري".
وأشارت "تليغراف" إلى أنه من المفهوم أن قائد الجيش البريطاني لن يدعم التجنيد الإجباري، لكنه يرى ضرورة حدوث "تغيير" في عقلية الشعب البريطاني العادي، ليكون بإمكانهم التفكير بصورة أكبر مثل القوات المسلحة المستعدة ذهنياً لاحتمال نشوب حرب مع روسيا.
"لحظة 1937"
وسيتنحى الجنرال السير باتريك عن منصبه كرئيس للأركان العامة للجيش البريطاني بعد 6 أشهر، وكان قد حذر في عام 2022 من أن المملكة المتحدة تواجه "لحظة 1937" بشأن الحرب في أوكرانيا.
وقال في ذلك الوقت إن لندن يجب أن تكون مستعدة "للقتال والانتصار" لدرء التهديد الروسي.
و"لحظة 1937" هي فترة حاسمة سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية التي اندلعت بين عامي 1939- 1945.
وتشهد أفرع القوات المسلحة في بريطانيا أزمة تجنيد واستبقاء، ومن المتوقع أن ينخفض عدد الجنود المدربين تدريبا كاملا في الجيش إلى 72500 جندي.
ويبلغ عدد القوات النظامية في الجيش 75.983 ألف جندي، على الرغم من إصرار مصادر دفاعية على أن طلبات الالتحاق بالجيش كانت في أعلى مستوياتها منذ 6 سنوات.
الهاجس الأكبر
يبدو أن التحذيرات من اندلاع حرب مع روسيا هي الهاجس الأكبر لدى العديد من الدول الأوروبية، حيث قال قائد القوات المسلحة النرويجية، إيريك يوهان كريستوفرسن، أمس الثلاثاء، إن بلاده يجب أن تزيد الإنفاق الدفاعي في مواجهة حرب محتملة مع روسيا في غضون 3 سنوات، وذلك بعدما حثت السويد مواطنيها على الاستعداد للحرب.
وتتزايد المخاوف في ظل سعي الإدارة الأمريكية لتمرير حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 100 مليار دولار لأوكرانيا، وسط الخلاف مع الجمهوريين في الكونغرس في الوقت الذي تحذر فيه مصادر دفاعية من أن عودة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض سيمنح روسيا النصر.
وأمس الثلاثاء، التقى وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، حيث حث الآخرين على الانضمام إلى المملكة المتحدة في زيادة مساعداتهم، فيما تخطط لندن لرفع مساعداتها العسكرية هذا العام إلى 2.5 مليار جنيه استرليني.
وتنفق المملكة المتحدة 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، وقال شابس إنه يود زيادة هذه النسبة إلى 3% وذلك رغم التوترات في مجلس الوزراء بشأن الإنفاق الدفاعي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA==
جزيرة ام اند امز