أوكرانيا تستنجد بـ«التنين».. فهل تلتهم نيرانه وقود الحرب؟
فيما تسعى أوكرانيا للحفاظ على الدعم الدولي مع اقتراب الحرب من عامها الثالث، يود رئيسها رؤية إحدى الدول تنضم إلى مساعيه من أجل السلام.
رغبةٌ عبّر عنها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولون آخرون هذا الأسبوع، خلال تجمع للنخبة العالمية في دافوس بسويسرا، وهو ما بدا بمثابة تكثيف للضغط على الصين، التي تعتبر أقوى حليف سياسي لروسيا.
وفي دافوس، قال زيلينسكي للصحفيين إنه "يود بشدة أن تشارك الصين" في خطة السلام الأوكرانية.
كذلك تحدث وزير خارجيته، لافتا إلى أن بلاده تريد المزيد من الاتصال مع الصين على "جميع المستويات"، في حين ترك رئيس أركان زيلينسكي الباب مفتوحا أمام إمكانية لقاء الرئيس في زمن الحرب مع كبير مندوبي الصين على هامش المنتدى.
لكن يبدو أن رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ غادر المنتدى الاقتصادي العالمي في وقت سابق من هذا الأسبوع دون مقابلة زيلينسكي، وفق ما ذكرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
هل الوقت مناسب لدخول الصين على الخط؟
وحتى مع تكثيف المسؤولين الصينيين العام الماضي جهودهم لتقديم البلاد كوسيط سلام محتمل في الحرب الدائرة منذ فبراير/شباط 2022، يقول محللون إنه من غير المرجح أن ترى بكين الآن الوقت المناسب للاستفادة من علاقاتها العميقة والمتنامية مع روسيا لتكثيف الدفع نحو نهايتها، خاصة بشروط أوكرانيا.
وفي هذا الصدد، يقول يون سون، مدير برنامج الصين في مركز ستيمسون للأبحاث ومقره واشنطن: “إنها مجرد نسخة صينية من السلام وليس ما يريد زيلينسكي رؤيته”.
والعام الماضي، وبعد أن تحدث الرئيس الصيني شي جين بينغ مع زيلينسكي لأول مرة بعد حوالي 14 شهرا من بدء الحرب، أرسلت بكين مبعوثا إلى كل من كييف وموسكو.
كما أصدرت اقتراحها الخاص للسلام، والذي يدعو إلى وقف إطلاق النار دون انسحاب مسبق للقوات الروسية.
ومع اقتراب الحرب من شهرها الثالث، في ظل تصريحات المسؤولين الأوكرانيين، تتوجه الأنظار مرة أخرى إلى نهج الانتظار والترقب الذي تتبعه الصين عندما يتعلق الأمر بأي دفعة أخرى لإنهاء الحرب، كما يقول المحللون.
ولا يزال القتال عالقا في طريق مسدود مع عدم إعطاء أي من الطرفين إشارات بالتراجع، إلى جانب الحرب الإسرائيلية الدائرة في قطاع غزة والتي خطفت الاهتمام العالمي.
ووفق تحليل الشبكة الأمريكية "ربما كانت الصين ترغب في السابق في التوسط لأنها لم تكن تريد أن تخسر روسيا خسارة فادحة، لكن الآن أصبح هناك قلق أقل على هذه الجبهة، لدى بكين حافز أكبر لمراقبة كيفية تطور ساحة المعركة، وهو ما سيشكل الأساس لأي مفاوضات سلام".
ويرى سون أنه "بعد أن انشغلت الولايات المتحدة بغزة وأصبحت الموارد المتاحة لأوكرانيا أكثر محدودية، تحولت الأمور لصالح روسيا".
غزة والبديل لأمريكا
ومؤخرا، أصدرت الصين بيانا مشتركا مع جامعة الدول العربية يدعو إلى "وقف فوري وشامل لإطلاق النار" في غزة لإنهاء أكثر من ثلاثة أشهر من الحرب.
وقال وزير الخارجية الصيني إن بلاده دعت إلى عقد "مؤتمر سلام دولي أوسع نطاقا وأكثر موثوقية وفاعلية"، ووضع جدول زمني محدد لتنفيذ حل الدولتين لإسرائيل وفلسطين.
وعلى الرغم من أنه من غير الواضح مدى نفوذ الصين في المنطقة للعب دور قوي في دعم مثل هذا الجهد، تقول "سي إن إن" إن دولة فلسطين المستقلة إلى جانب دولة إسرائيل تتوافق مع سياسة بكين الخارجية طويلة الأمد، وكانت من أوائل الدول التي اعترفت بفلسطين كدولة ذات سيادة في أواخر الثمانينيات، ودعت منذ فترة طويلة إلى حل الدولتين.
ومع ذلك، يقول المحللون إن الصراع يمثل أيضا فرصة للرئيس الصيني لوضع بلاده كزعيم دولي بديل للولايات المتحدة.
وهو ما عبّرت عنه أليكس جابويف، مديرة مركز كارنيغي روسيا أوراسيا في برلين: "لقد تحول الكثير من الإحباط والغضب العالمي إلى الصراع في غزة، وهذا هو المكان الذي تسجل فيه الصين نقاطا لمحاولتها وضع نفسها كقوة دبلوماسية من أجل الخير".
مضيفة "عندما يتعلق الأمر بحرب غزة فإن الجزء الأكبر من دول الجنوب العالمي يعارض بشدة ما تفعله إسرائيل، على عكس الحرب الأوكرانية، حيث تجلس معظم الدول على الحياد والغرب وحده هو المتحد".