بالصور.. ترامب يغلق باب الأمل الأخير بوجه مرضى سوريا
بعد قرار الرئيس الأمريكي سيصبح عدد اللاجئين السوريين الذين يمكنهم دخول أمريكا "صفر" إلى أجل غير مسمى.
في عام 2016، استضافت الولايات المتحدة الأمريكية 12.486 لاجئا سوريا، وهو يعتبر جزءا يسيرا جدا من أصل 11 مليونا سوريا فروا من بلادهم منذ اندلاع الحرب في 2011.
والآن بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر دخول رعايا 7 دول شرق أوسطية من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، سيصبح عدد اللاجئين السوريين الذين يمكنهم دخولها "صفرا".. إلى أجل غير مسمى.
ومع انهيار النظام الصحي في سوريا، وموت كثير من السوريين بسبب أمراض يمكن علاجها، تبدد حلمهم في إمكانية السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب، حسب مجلة ذا أتلانتيك الأمريكية، التي قالت إن هذا يعني أن الولايات المتحدة تغلق أبوابها في وجه مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من أسوأ الأزمات الإنسانية والصحية في التاريخ الحديث، وتغلق أبوابها في وجه سوريين يعيشون ظروفا بدائية ويصابون بأمراض تم القضاء عليها منذ زمن طويل بالتطعيمات مثل شلل الأطفال.
وحتى الحالات التي يمكن أن تخضع لعلاجات مثل السكري، لا يتم التعامل معها منذ استهداف الحكومة السورية وحلفائها حوالي 700 طبيب سوري وقتلهم، وفقا لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، كما أوضحت المجلة، مضيفة أن الأمر انتهى بـ5 ملايين سوري كانوا قد عزموا على الفرار من بلادهم التي مزقتها الحرب، في معسكرات اللاجئين في الدول المجاورة مثل الأردن ولبنان حيث الرعاية الصحية الضعيفة أيضا.
ووفقا لبيان منظمة أطباء بلا حدود السبت الماضي، سيجعل الأمر التنفيذي للرئيس الأمريكي الأشخاص محاصرين في مناطق الحرب ما يعرض حياتهم إلى المخاطر بشكل مباشر.
وفي هذا الصدد، أجرت ذا أتلانتيك مقابلة مع المدير التنفيذي لأطباء بلا حدود، جيسون كون، الذي أشار إلى أن النظام الصحي السوري منهار تماما بالنسبة للأشخاص الذين لا يزالون عالقين في سوريا.
وأضاف أنه على مدار 6 سنوات، مدة الحرب السورية، تم استهداف النظام الصحي السوري، وقتل الأطباء وتم تعذيبهم وقصفت المستشفيات بصورة نظامية.
وتابع قائلا إن عدد الأطباء المتبقين في سوريا قليل جدا، ووصول السوريين هناك إلى الرعاية الصحية بصفة عاما شبه مخرب.
كما أوضح أن كثيرا من السوريين يفرون إلى الدول المجاورة مثل لبنان، حيث لا يستطيع النظام الصحي هناك استيعابهم، ولهذا قامت أطباء بلا حدود بتأسيس برامج صحية في أنحاء لبنان لمساعدة اللاجئين السوريين في الحصول على رعاية صحية ملائمة مثل ولادة آمنة أو علاج للسكري، لافتا أن المنظمة لديها أيضا مستشفيات في الأردن.
وقال إنهم قاموا بفتح عيادات مخصصة للأمراض المزمنة لأن كثيرا من اللاجئين السوريين يعانون من تعقيدات في حالاتهم بسبب عدم التعامل مع أمراضهم المزمنة بشكل صحيح، فضلا عن المصابين بسبب الحرب ويحتاجون إلى جراحات دقيقة. وكل هذا وضع عبئا هائلا على الأنظمة الصحية للدول التي تستضيف السوريين، حسب المدير التنفيذي للمنظمة.
وقارن كون بين موقف الولايات المتحدة حاليا وما قامت به مع كوبا عقب انتهاء حرب فيتنام، حيث استقبلت عددا كبيرا من اللاجئين آنذاك، وأردف أن كندا حاليا تستقبل عددا من لاجئين سوريين أكبر من أمريكا، لافتا إلى أن قبول اللاجئين حاليا في الدول لا يتناسب مع حجم الأزمة، واستطرد أن الأغلبية العظمى من اللاجئين على مستوى العالم تذهب إلى الدول المجاورة، التي عادة ما تكون دولا فقيرة.
وأضاف قائلا إننا نتحدث عن صراع يتضمن عشرات الجماعات المسلحة، وحتى إذا كنا قادرين على خلق منطقة آمنة، سيكون علينا توفير ظروف ملائمة تسمح بدخول معونات إنسانية كافية، ولا توجد سوابق جيدة كثيرة في هذه الحرب، حسب قوله.
وعن الأمراض التي يمكن علاجها لكن يموت بسببها السوريون، قال كون إن أبرز هذه الأمراض داء الليشمانيات، حيث ارتفع عدد السوريين المصابين به من 3 آلاف قبل الحرب إلى 100 ألف في 2014. إضافة إلى شلل الأطفال والحصبة والتيتانوس، الذين يمكن أن يعودوا إلى الظهور بعد انهيار نظام التطعيم والصحة العامة في سوريا، علاوة على الصدمات النفسية التي يصاب بها كثير من السوريين.
وناشد كون بضرورة السماح لهؤلاء الأشخاص بالفرار بحثا عن ملاذ آمن، فلا ينبغي إجبارهم على البقاء داخل سوريا حيث النظام الصحي المتدهور وقلة المعونة وبنية تحتية مخربة. مضيفا أن السوريين يحتاجون إلى بعض الخيارات.