دراسة تكشف عن سبب انحراف دوران الأرض
كشف بحث علمي عن أن ضخ المياه الجوفية على مدار عقود قد أدى إلى تأثيرات كبيرة على دوران كوكب الأرض، حيث انحرف المحور الدوراني للأرض نحو الشرق بمقدار 80 سنتيمترًا خلال العشرين عامًا الأخيرة.
وتُظهر هذه الظاهرة الأثر العميق للنشاط البشري على كوكب الأرض.
المحور الدوراني للأرض، الذي يُعد النقطة التي يدور حولها الكوكب، ليس ثابتًا، بل يتحرك نتيجة لظاهرة تُعرف بـ "الحركة القطبية"، وهي تغير موضع المحور بالنسبة إلى القشرة الأرضية. وفقًا لعلماء الجيوفيزياء، يشبه هذا التغير حركة البلبل الذي يختلف توزيع وزنه.
تُعد المياه الجوفية أحد المصادر الرئيسية للمياه العذبة المخزونة في باطن الأرض، ويعتمد عليها نحو 50% من سكان العالم في الشرب وري المحاصيل. لكن ضخ هذه المياه بشكل مفرط، خصوصًا في القرن العشرين، أسفر عن تغييرات كبيرة في توزيع المياه على مستوى العالم.
بين عامي 1993 و2010، ضخ البشر نحو 2,150 جيجا طن من المياه الجوفية، ما يعادل 9.09 كوادريليون كوب ماء.
وأظهرت دراسة نشرت في دورية Geophysical Research Letters عام 2023 أن هذا الضخ الهائل قد تسبّب في انحراف محور الأرض بمعدل 4.3 سنتيمتر سنويًا.
وقال كي-وون سيو، الجيوفيزيائي بجامعة سيول الوطنية والمشارك في الدراسة: "تُظهر دراستنا أن إعادة توزيع المياه الجوفية لها التأثير الأكبر بين العوامل المناخية على انحراف المحور القطبي للأرض".
وأضاف: "كمقيم على هذا الكوكب ووالد، أشعر بالقلق لرؤية أن ضخ المياه الجوفية يعد مصدرًا إضافيًا لارتفاع مستوى سطح البحر".
وتُبرز هذه النتائج أهمية أخذ ضخ المياه الجوفية في الاعتبار عند وضع استراتيجيات لمكافحة تغير المناخ.
كما يمكن للبيانات المتعلقة بالحركة القطبية، المتاحة منذ أواخر القرن التاسع عشر، أن تساهم في تحليل التغيرات المائية على مستوى القارات خلال المئة عام الماضية، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الأنماط الهيدرولوجية قد تغيرت بسبب الاحترار العالمي، مع احتمال أن تكون الحركة القطبية مفتاحًا لفهم هذه التغيرات.
aXA6IDE4LjE5MC4yNTMuNTYg جزيرة ام اند امز