عقابا لأردوغان.. ضغوط في ألمانيا لوقف تصدير غواصات لتركيا
حروب كلامية مشحونة بالتصريحات العدائية يخوضها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع محيطه الإقليمي والدولي، حوّلت بلاده إلى نقطة معزولة.
سياسة كلامية غير رصينة تترجم وهنا دبلوماسيا، وجعلت تركيا التي كانت حتى عقد من الزمن تتبنى تكتيك تصفير المشاكل، إلى مركز عداء يصدر تعقيداته الداخلية إلى الخارج، بغية تحقيق مكاسب سياسية ومادية.
ففي ألمانيا، يمارس حزب "الخضر" ضغوطا قوية على الحكومة لوقف تصدير غواصات ألمانية إلى تركيا، وذلك بسبب استفزازات أردوغان في شرق المتوسط.
ونقلت مجلة دير شبيجل الألمانية ذائعة الصيت عن مصادر رفيعة قولها إن حزب الخضر (يسار) تحرك داخل البرلمان الألماني لوقف عملية تسليم غواصات لتركيا.
وأوضحت أن "الخضر صوت في اجتماع داخلي لكتلته البرلمانية الأسبوع الماضي، على رفع طلب للبرلمان".
وتابعت المصادر أنه "من المقرر أن يتخذ البرلمان قرارا قريبا بشأن طلب الحزب".
ومنذ سنوات، قيدت الحكومة الألمانية صادرات الأسلحة إلى تركيا، بسبب مواقف رئيسها واستفزازاته في عدة ملفات.
لكن ألمانيا لا تزال مرتبطة بعقد أبرم عام 2009 مع أنقرة، لتسليم الأخيرة 6 غواصات من طراز 214، الشحنة التي يحاول الخضر وقف تسليمها عقابا لتركيا على تحركاتها العدوانية.
وفي السابق، بررت الحكومة الألمانية التزامها بتسليم هذه الغواصات، بأنها تمتثل للعقود المبرمة، وبأن أنقرة لا تستخدم الغواصات في قمع المعارضة أو عملياتها في سوريا.
لكن الصراع في البحر الأبيض المتوسط غيّر الوضع، ونظرًا لأن تركيا هددت اليونان باستخدام القوة العسكرية في النزاع على احتياطات الغاز، بات من المحتمل على الأقل استخدام الغواصات في هذا الصراع.
ونقلت دير شبيجل عن كاتيا كيول، خبيرة الشؤون الأمنية والسياسية البارزة بحزب الخضر، قولها إنه "أمر غير مسؤول أن تلتزم ألمانيا بصفقة الغواصات بينما يهدد أردوغان اليونان، الشريكة في الناتو، ويتجاهل حقوق الإنسان وسيادة القانون والديمقراطية في بلاده".
وحول فرص موافقة البرلمان على طلب الخضر، أكدت مجلة دير شبيجل أن "التصويت الايجابي ممكنا.. فالإضافة إلى حزب اليسار والخضر، ترفض أجزاء من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط) تسليم أسلحة إلى تركيا منذ فترة طويلة".