مسرح الدمى باليمن.. وسيلة لرسم الابتسامة على وجوه الأطفال النازحين
لم تدع جماعة الحوثي أي مجال للفرح في عموم اليمن، غير أن الحرمان الذي طال الأطفال كان عميقا وأكثر أثرا في نفوسهم النقية.
تشريد اليمنيين من مناطقهم وقراهم ألقى بظلاله على أطفال اليمن، وجعل الفرح يغادر نفوسهم، غير أن ثمة عدد من الجهات المتخصصة أخذت على عاتقها العمل على إعادة الفرحة والبهجة إلى نفوس الصغار النازحين في المخيمات من خلال "مسرح الدمى".
عروض تصنع الفرح
يفترش الأطفال النازحون في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز (جنوب)، الأرض في مخيمات النازحين بالمديرية للاستمتاع بـ "مسرح الدمى"، كمشروع مبتكر يقيمه مركز "الآخر" للسلام، بالتعاون مع منظمة "إنترسوس" الدولية.
يوفر ذلك مشاعر الفرح لأكثر من 200 طفل وطفلة في مخيمات النزوح (براقة، الدار الجديد، والنصر) الواقعة في عزلة دبع الداخل مديرية الشمايتين.
كل هؤلاء الأطفال استمتعوا بعروضٍ تضمنت مسرحيات وفقرات غناء وترفيه متنوعة؛ هدفت إلى تعزيز بعض المفاهيم والسلوكيات الإيجابية، وخلق مساحة من المرح والترفيه للأطفال.
مدرسة الأطفال
ويمثل مسرح الدمى مدرسةً متميزةً للأطفال، حيث يعمل على تطوير مهارات الاستماع لديهم، باعتبار أن الدمى في المسرح تروي القصص والأحداث بأسلوب يجذب انتباههم.
كما يعمل مسرح الدمى على تنمية العديد من المهارات الحركيّة للأطفال، ويُطور العديد من المهارات الإبداعيّة لديهم في العديد من المجالات الفنيّة والموسيقيّة.
والمسرح كفن تعبيري بشكل عام، يقدم عروضًا متنوعة للكبار والصغار، ويستخدم وسيلة للترفيه ويقدم دعما نفسيا للأطفال العالقين في دوامة الحرب والمعارك.
تاريخ مسرح الدمى
ترجع البدايات الأولى لمسرح العرائس في اليمن، إلى فترة الحكم الإمامي في شمال البلاد، والاحتلال الإنجليزي جنوبا، رغم أنها كانت واحدة من أصعب فترات البلاد فيما يتعلق مواجهة مساعي التنوير.
وفي تلك الفترة، كان "شمسان حنبص"، في مدينة عدن (جنوب البلاد)، صاحب أول عرض مسرح عرائس في اليمن، وكان يسمى باللهجة الدارجة “الكركوز”.
كان حنبص يراقص عرائسه للمتفرجين، بعروض في الشارع، لا تخلو من الفكاهة، وكان يقيمها خلال المناسبات الشعبية، وتحديدًا موالد الأولياء وزيارات الصالحين، جاذبًا حوله الكبار قبل الصغار، بقصص يؤلفها في مقاومة الاحتلال الإنجليزي.
بعدها ظهر "أبو شنب" وغيره ممن كان لهم حضور في ساحة مسرح العرائس، تجاوز عملهم العرض الترفيهي إلى سرد قصص ذات مغزى، تناقش قضايا مجتمعية وسياسية.
وفي ثمانينيات القرن المنصرم، افتُتح في عدن مسرح العرائس، على يد أبو بكر القيسي وعبدالله شرف، غير أنه لم يحقق النجاح، بسبب عدم توفر الإمكانيات الكافية، “ولذلك أهمل المسرح”.
يشار إلى أنّ الدمى تُعتبر الأداة الأساسيّة في الربط ما بين التعلّم، واللعب، باعتبارها من الأدوات التعليميّة الرائعة، والتي يُمكن استخدامها في المدارس والمنازل ومخيمات النزوح من الحوثي كوسيلة لترفيه وتعليم الأطفال.