انتشار القاعدة وداعش في اليمن.. الحوثي يغذي الإرهاب
تصاعد نفوذ تنظيمي القاعدة وداعش بشكل لافت مؤخرا في اليمن ما شكل تهديدا مستمرا داخليا ورفع طموحاته في إحياء قدراته الإرهابية عالميا.
ويتزامن انتشار القاعدة وداعش في ظل جهود أمنية "وقائية" لمجلس القيادة الرئاسي بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، كما حدث منتصف يوليو/تموز الجاري، عندما تم ضبط اثنين من القادة البارزين في تنظيم داعش الإرهابي ضمن حملة أمنية نوعية في محافظة حضرموت (شرق).
واستبقت التنظيمات الإرهابية بشقيها القاعدة وداعش وبدعم حوثي، تحركات المجلس الرئاسي في توحيد الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وتأهيل وحدات مكافحة الإرهاب بشن سلسلة من الهجمات المسلحة والانتحارية والاختطافات في الضالع وأبين وشبوة وحضرموت وعدن.
ولعل العملية الهجومية المسلحة الأكثر جرأة لـ"القاعدة" ضد حاجز أمني لقوات دفاع شبوة قرب مدينة عتق (جنوب)، بالتزامن مع هجوم آخر استهدف دورية لمحور أبين في مديرية أحور الساحلية الشهر الماضي أوضح مثال على تزايد قوة ونفوذ التنظيم الإرهابي.
كما تبنى التنظيم الإرهابي عملية هروب شملت 10 عناصر في أبريل/نيسان الماضي من سجن في مدينة سيئون في وادي حضرموت، وهجوم بسيارة مفخخة استهدفت في مارس الماضي اغتيال قائد الحزام الأمني في أبين العميد عبداللطيف السيد.
وأرجعت مصادر حكومية لـ"العين الإخبارية"، تزايد نفوذ القاعدة وداعش إلى توفير مليشيات الحوثي غطاء أمنيا لحماية قيادات تنظيم القاعدة من الضربات الجوية للطيران الأمريكي والتحالف، فضلا عن الدعم المالي والاستخباراتي وإطلاق سراح عناصر هذه التنظيمات الإرهابية من سجون المخابرات بصنعاء.
وهذا ما أكده تقرير حديث قدم إلى مجلس الأمن الدولي بأن المليشيات الانقلابية عملت على إيواء عناصر للقاعدة وإطلاق سراح السجناء وعودتهم إلى التنظيم للقيام بعمليات إرهابية مقابل توفير التدريب لمقاتلي الحوثي.
وجاء تعاون الحوثيين والقاعدة عقب تكبد التنظيم الإرهابي خسائر كبيرة على رأسها إعلانه خسارته في يناير/ كانون الثاني قائده العسكري المعروف بـ"أبو عمير الحضرمي" واسمه الفعلي صالح بن سالم بن عبيد.
لجان تدير آلاف الإرهابيين
وبحسب التقرير الذي أعدته لجنة القاعدة وداعش في مجلس الأمن وقدمته رئيس اللجنة راين هايمرباك مؤخرا، فإنه ورغم الهدنة المستمرة مؤخرًا والتغييرات في الديناميات الأمنية، فإن القاعدة تستغل الصراع في اليمن بشكل فعال، وتستفيد من استراتيجيتها الناجحة في الانخراط مع القبائل المحلية وبالتالي كسب المؤيدين.
ونقل التقرير عن إحدى الدول الأعضاء في المجلس أن تنظيم القاعدة يعمل "من خلال لجان، من بينها لجنة عسكرية بقيادة سعد بن عاطف العولقي بالإضافة إلى لجان أمنية وقانونية وطبية وإعلامية، فيما تم حل اللجنة المالية بسبب فقدان القيادة".
وعن حجم قوة القاعدة، أوضح أن "الدول الأعضاء تقدر قوة التنظيم الإرهابي ببضعة آلاف من العناصر، تتكون هذه القوة بشكل أساسي من السكان اليمنيين مدعومين بأعداد صغيرة من الأجانب".
ويشير التقرير إلى أن "القاعدة يجمع عائداته من خلال الخطف من أجل الفدية والنهب والسرقة، بالإضافة إلى التحويلات المالية من أقارب أعضاء التنظيم في الخارج".
عمليات بحرية
وكشف التقرير المقدم إلى مجلس الأمن مؤخرا أن إحدى الدول الأعضاء لاحظت أن تنظيم القاعدة الإرهابي يعمل على "تعزيز قدراته على العمليات البحرية"، في أبرز تطور على الإطلاق في تزايد نفوذ القاعدة وداعش.
وفي تأكيد لتقرير نشرته "العين الإخبارية" في مارس/ آذار الماضي، أكد إلى أن القاعدة هيمنت بالفعل على تنظيم داعش في اليمن وذلك بعد حرب شنتها القاعدة بدعم من الحوثيين لطرد تنظيم داعش من البيضاء.
وأشار التقرير إلى أن تنظيم داعش تراجع على المدى القريب في اليمن بسبب افتقاره إلى الموارد والقيادة، لافتا إلى أنه ورغم اندماجهم مع القوى القبلية إلا أن عناصره ما زالوا يمثلون تهديدا محتملا.
وكان مسؤول يمني محلي في محافظة البيضاء علق في وقت سابق لـ"العين الإخبارية" أن الحوثي والقاعدة على تنسيق وتفاهم كامل وصل إلى أن تقاتل المليشيات بجانب تنظيم القاعدة ضد" داعش " في المحافظة التي تعد ملاذا للقاعدة وذلك نهاية أغسطس/آب 2020.
ويشير الخبير العسكري اليمني العميد جميل المعمري إلى أن القاعدة أصبح اليوم جزءا من المليشيات الحوثية الإرهابية ويعمل تحت إطار مشروعها المدمر، مستشهدا "بظهور عناصر من القاعدة لدى الانقلابيين".
ودلل العميد المعمري في تصريح لـ"العين الإخبارية"، عن العلاقة بين الجانبين في المبررات التي استخدمتها مليشيات الحوثي بعد انقلابها وتحركها باتجاه البيضاء أو حزم العدين والتي تمت بغطاء محاربة القاعدة.
وأوجدت مليشيات الحوثي في البداية التفجير الذي ضرب جامع الحشوش أو جامع بدر في صنعاء 2015 لتتخذه مبرر للتمدد في المحافظات اليمنية بغطاء الحرب على القاعدة، وفقا للخبير العسكري.
وأكد امتلاك مليشيات الحوثي خلايا نائمة بالشراكة مع التنظيمات الإرهابية كالقاعدة، تعمل على تفخيخ السيارات وتلغيم المناهضين لها ، ولعل أوضح مثال اغتيال اللواء ثابت جواس في المدينة الخضراء في لحج المطلوب رقم واحد للانقلابيين.
وكان تنظيم داعش الإرهابي توعد بإطلاق عمليات إرهابية في المحافظات المحررة، فيما هاجم تنظيم القاعدة مجلس الرئاسي وتحالف دعم الشرعية وذلك عقب نقل السلطة إلى مجلس القيادة في أبريل/نيسان الماضي.