بوتين- بايدن.. الأولويات في "مبارزة مفتوحة"
لقاء تاريخي من المنتظر أن يجمع الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين في "مبارزة مفتوحة" يدافع فيها الطرفان عن أولوياتهما.
ومنذ الأسبوع الماضي، ضبط وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إيقاع اللقاء بقوله: "لا نغالي في توقعاتنا، ولا نفكر في أوهام بشأن (انفراجة) محتملة".
لكن هناك حاجة موضوعية لتبادل وجهات النظر على أعلى مستوى بشأن التهديدات التي تراها روسيا والولايات المتحدة، باعتبارهما أكبر قوتين نوويتين، على الساحة الدولية.
مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية ذكرت أن الكرملين، بالطبع، مسرور من القمة المقررة الأربعاء، لا سيما وأن المبادرة جاءت من الجانب الأمريكي، لافتة إلى أن بوتين هو أول زعيم لقوة معادية يلتقيه بايدن منذ التنصيب.
وأضافت المجلة أن "هذا يتوافق مع غرور القيادة الروسية، وخطاب الكرملين بالداخل حول أن روسيا أصبحت، تحت قيادة بوتين، قوة عظمى مجددًا بنفس المستوى مع الولايات المتحدة".
لكن تدرك القيادة الروسية دوافع واشنطن لعقد هذه القمة الآن؛ وفق المصدر نفسه، إذ يحتاج فريق بايدن وقف المواجهة مع روسيا عن تشتيت البيت الأبيض عن أولويات أكثر إلحاحا وأهمية؛ وتتضمن: إنهاء جائحة كورونا، والتعافي الاقتصادي، وإصلاح الانقسامات العميقة بالمجتمع الأمريكي، والتصدي لتغير المناخ.
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن الخبر السار هو أن الكرملين قد يكون مهتمًا بدرجة من التهدئة أيضًا، ويرجع ذلك في الأساس لبداية التحول السياسي داخل النظام الروسي؛ فبعد تأمين تغييرات الدستور، يحظى بوتين بالدعم القانوني للترشح لفترتين رئاسيتين إضافيتين.
وفي الانتخابات المقبلة المقررة في 2024، من المرجح أن يبقى بوتين في السلطة حتى نهاية هذا العقد على الأقل.
ويبدو أن هناك تقاربا كبيرا بين وجهات النظر لصناع السياسات في موسكو وواشنطن بشأن ما يمكن إحراز تقدم محدود فيه، بالإضافة إلى الحوار المستمر والتعاون فيما يتعلق بقضايا مثل إيران وكوريا الشمالية وأفغانستان.
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن موسكو مستعدة للانخراط في المحادثات مع الإدارة الجديدة بشأن الاستقرار الاستراتيجي، والحد من التسلح، كما ينظر لتمديد معاهدة ستارت الجديدة باعتبارها خطوة إيجابية في هذا الاتجاه.
ولفتت المجلة إلى أن الكرملين أيضًا منفتح على فكر وضع حد للطرد المتبادل للدبلوماسيين، وخلق بيئة أكثر ملاءمة لسفارات البلدين للعمل بشكل طبيعي والحفاظ على قنوات التواصل، كما ستحب موسكو إجراء نقاش مع واشنطن بشأن "التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض"، ووضع بعض القواعد الأساسية لمثل هذا السلوك.