الفوز الساحق للرئيس بوتين سيؤثر بلا شك في العلاقات مع القارة العجوز
يردد كثير من الروس عبارة "البلد القوي يحتاج لحاكم قوي"، وقد ترسخت هذه المقولة كقناعة واضحة لاسيما في السنوات الماضية أي منذ اعتلاء فلاديمير بوتين هرم السلطة في الكرملين.
فالرجل القوي في موسكو قدَّم إصلاحات داخلية وجهوداً خارجية؛ ليتبوأ هذه الثقة التي تجسدت بشكل كبير في الانتخابات التي أجريت الأسبوع المنصرم وسط مشاركة كبيرة بلغت قرابة السبعين في المائة، حيث لم يشك أحد في فوز بوتين بولاية رئاسية رابعة.
بوتين الذي أمضى أكثر من ثمانية عشر عاماً في السلطة، هو أكثر رئيس تولى الحكم منذ جوزيف ستالين، وبهذا الفوز سيكمل المسيرة للسنوات الست المقبلة.
أسئلة كثيرة تبادرت حول سنوات بوتين المرتقبة، وما الجديد في التحديات المنتظرة التي تتصدرها العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط؟.
ليس هنالك شعور بأن روسيا يمكن أن تغير نهجها خصوصا بعد التيقن من استمرار قيادتها السياسية.. وبالتالي ستسعى الكثير من الدول إلى التعاون مع روسيا بوتين فيما ستحاول دول أخرى كالولايات المتحدة منع احتمالية تعدد الأقطاب في العالم.
الفوز الساحق للرئيس بوتين سيؤثر بلا شك في العلاقات مع القارة العجوز؛ فالاتحاد الأوروبي ليس بعيداً عن الانتخابات الروسية، وقد تابعت أوروبا النتائج بعناية، وراقبت مدى التأييد الذي حصل عليه بوتين رغم الرهان على حجم المشاركة التي توقعها البعض أن تكون أقل وذلك ما لم يحدث.
وبعد الفوز ألقى بوتين خطاباً رمى فيه الكرة في ملعب الاتحاد الأوروبي، حيث أكد على التعاون والانفتاح على أوروبا، منتظِراً ردة فعل إيجابيةً رغم الأزمات التي مرت خلال فترته الثالثة كأزمة أوكرانيا وجزيرة القرم وجورجيا وبريطانيا.
ولإدراك الاتحاد الأوروبي بأن مستقبله لا يمكن أن يكون مستقراً وسلمياً إلا بالتعاون مع روسيا، فإن الاتهامات ربما تخفت خلال الأيام المقبلة، بعد أن وصلت إلى أوجِها على خلفية اتهامات بتسميم العميل المزدوج الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا في بريطانيا.
أما فيما يخص العلاقات الروسية- الأمريكية فإن الاتصال الذي أجراه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغم رفض المستشارين يبعث الأمل في الإبقاء على العلاقات في مستواها الحالي، رغم الاتهامات بتدخل موسكو في الانتخابات الأمريكية، ومطالبات الكونجرس بفرض عقوبات إضافية على موسكو.
في المقابل فإن التوغل الروسي في قضايا الشرق الأوسط ربما سيزداد خلال السنوات المقبلة من حكم بوتين، حيث تتشكل قناعة بأن دور روسيا العالمي يبدأ من الشرق الأوسط نقطة النفوذ المتنازع عليها.
ختاماً، ليس هنالك شعور بأن روسيا يمكن أن تغير نهجها خصوصاً بعد التيقن من استمرار قيادتها السياسية، وبالتالي ستسعى الكثير من الدول إلى التعاون مع روسيا بوتين، فيما ستحاول دول أخرى كالولايات المتحدة منع احتمالية تعدد الأقطاب في العالم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة