الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح استبدال الموسوعة الإلكترونية الشهيرة «ويكيبيديا»، المتاحة على الشبكة العنقودية بعدة لغات
يمكن أن يتحوّل عالم المعلومات الرقمي إلى ساحة صراع ومنافسة بين الدول، فحتى لو كان الفضاء الرقمي مفتوحاً دون تحكم، فيه صعوبات جمّة، فإنه لا يسلم ولن يسلم من التدخلات السياسية والإدارية، بما في ذلك التدخل في محتويات ما ينشر فيه من معلومات أو آراء، أو إذا اقتضى الأمر حجب مواقع بعينها عن المستخدمين.
ليس واضحاً من الخبر ما إذا كان اقتراح بوتين الذي قدّمه قبل يومين أو ثلاثة في اجتماع مجلس اللغة الروسي، ينطلق من هذا الاعتبار، أم إنه بمثابة دعوة للمتابعين الروس أو الناطقين بالروسية لثقة أكبر في ما تقدِّمه الموسوعة الروسية
خبر طازج يقول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح استبدال الموسوعة الإلكترونية الشهيرة «ويكيبيديا»، المتاحة على الشبكة العنقودية بعدة لغات، بينها العربية، بنسخة إلكترونية من الموسوعة الروسية الكبيرة.
«ويكيبيديا» هي الموقع «المعلوماتي» الأشهر على شبكة الإنترنت، وحسب معلومات تقدمها هي عن نفسها، فإن مشروعها بدأ عام 2001، وهي تقرّ بأنها بسبب الخاصية التي يبدو أنها تنفرد بها، حيث يمكن لأي مستخدم أن يعدل فيما تنشره من معلومات، أصبحت موضع تشكيك في صدقية وموضوعية ودقة ما ينشر فيها. ويدور حديث تُقر به هي أيضاً عن «احتمالية أن يضيف مجهولون أو مستخدمو الموسوعة المسجلون، معلومات خاطئة أو غير مؤكدة، أو يقوم المخربون بحذف أقسام من مقالات، أو إضافة تعليقات شخصية أو آراء متحيزة، خاصة في المواضيع السياسية والدينية».
وليس واضحاً من الخبر ما إذا كان اقتراح بوتين الذي قدّمه قبل يومين أو ثلاثة في اجتماع مجلس اللغة الروسي ينطلق من هذا الاعتبار، أم إنه بمثابة دعوة للمتابعين الروس أو الناطقين بالروسية لثقة أكبر فيما تقدِّمه الموسوعة الروسية الكبيرة من معلومات، بما يشمله هذا من تشكيك ضمني في مدى صدقة «ويكيبيديا»، وحثّ على عدم اعتماد أو تصديق محتوياتها، لتكون الموسوعة الروسية هي البديل المتاح والموثوق.
ولكن في مطلق الأحوال، فإن هذه الدعوة تنطوي على تحبيذ مقصود للرؤية الجامعة لما تحتويه الموسوعة الروسية من معلومات، وهي رؤية تنسجم على الأقل في حدود ما يتعلق بالبعد السياسي مع توجهات السياسة الروسية، أكان على صعيد السياستين الداخلية والخارجية، أو على صعيد النظرة لأحداث التاريخ ومحطاته الفاصلة.
أثنى بوتين كثيراً على «الموسوعة الروسية الكبيرة» التي منحت في العام الماضي جائزة الكتاب الأهم، وكانت الغاية منها أن تحلّ مكان الموسوعة السوفييتية الكبيرة، وبدأ العمل على إعدادها عام 2002، واستمر لغاية 2017 حين صدر المجلد الـ35 والأخير للموسوعة، قبل أن تعتمد الحكومة الروسية ما قيمته نحو 25 مليون دولار من موازنة الدولة للأعوام الأربعة القادمة، لإعداد بوابة إلكترونية لها.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة