حادثة «القمة 611».. هل تخفي موسكو دليلا عن كائنات فضائية؟

لطالما أثارت ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة اهتمام العلماء والهواة، حيث شكلت مشاهداتها على مر العقود مصدرًا للجدل والتكهنات.
من بين أكثر الحوادث إثارة للفضول، تأتي حادثة "القمة 611" أو ما يُعرف بـ"روزويل روسيا"، التي وقعت في 29 يناير/ كانون الثاني 1986 في منطقة دالنيغورسك بأقصى شرق روسيا، بحسب صحيفة ذا صن البريطانية.
ففي مشهد غير مألوف، شاهد السكان المحليون كرة حمراء متوهجة تهوي من السماء نحو الجبل، لتتحطم محدثة انفجارًا غامضًا ترك وراءه آثارًا غير عادية.
لم تكن هذه مجرد حادثة سقوط جسم غير معروف، بل أثارت فضول العلماء والباحثين الذين اكتشفوا في موقع التحطم مادة معدنية نادرة ذات تركيبة غير معروفة، لا يمكن قطعها إلا بقطاع من الألماس.
هذه الواقعة الغامضة، التي شبهها الكثيرون بـ"حادثة روزويل" الشهيرة في الولايات المتحدة عام 1947، طرحت تساؤلات عديدة حول طبيعة الجسم الطائر، وما إذا كان يحمل تقنيات متقدمة لم يتم التعرف عليها بعد.
الآن، وبعد 39 عامًا، وصف المحقق البريطاني فيليب مانتل الحادثة بأنها "روزويل روسيا"، مشيرًا إلى الحادثة الشهيرة لتحطم جسم غامض في صحراء نيو مكسيكو بالولايات المتحدة، عام 1947.
وقد كشف كتابه، الذي شارك في تأليفه مع بول ستونهيل، عن تفاصيل جديدة حول الحادث الذي وقع في 29 يناير 1986.
وقال مانتل، وهو المدير السابق للتحقيقات في جمعية أبحاث الأجسام الطائرة البريطانية، لصحيفة "ذا صن": "يعتقد بعض زملائنا أن روسيا تمتلك تقنية فضائية مستمدة من هذا الحدث، لكنها لم تتمكن بعد من فهمها - تمامًا كما حدث مع نظائرهم في حادثة روزويل عام 1947".
شهادات شهود العيان
يفغيني سيريبروف، الذي كان طالبا في ذلك الوقت، رأى الجسم يهبط على الأرض وقال: "رأيت شيئًا يسقط على الجبل بطرف عيني. كان هناك ارتطام غير مدوٍّ، لكنه كان قويًا. استمر الضجيج أقل من ثانية. وقع انفجار مصحوب بلهب ضخم أحمر مائل للأبيض. بدت الكرة وكأنها بقطر متر واحد، وكانت النار هائلة".
أما كونداكوف، وهو ميكانيكي، كان في محطة الحافلات المحلية وشاهد الجسم الطائر فوق البلدة الصغيرة، فقال إن الجسم كان دائريًا، بلا أي بروز أو ثقوب، ويبدو أنه مصنوع من معدن يشبه الفولاذ المقاوم للصدأ.
تحقيقات العلماء
بعد ثلاثة أيام من التحطم، في 2 فبراير/شباط 1986، ذهب تلاميذ المدارس إلى الموقع ووجدوا جذع شجرة محترقًا، وحفرة في الأرض، وفروعًا مكسورة بسبب سقوط الجسم.
قام الأطفال بجمع صخور وحطام، إلى جانب قطرات منصهرة لمادة غريبة ذات لمعان معدني، وأخذوا كل شيء إلى المتحف المحلي.
بدأ مدير المتحف، فاليري دفوجيلني، دراسة المادة واستعان بخبير النيازك بيرليزوف، الذي قاد فريقا من العلماء إلى الجبل بنفسه.
هناك عثر الفريق على 30 غرامًا من المادة غير المعروفة التي تحولت إلى قطرات صلبة داكنة اللون.
أظهرت التحليلات أن المادة كانت ذات بنية زجاجية معدنية، وهي ظاهرة نادرة جدًا في الطبيعة.
وأطلق الباحثون على العينات المكتشفة أسماء مثل "الشبكات الصغيرة"، و"الكرات الصغيرة"، و"كرات الرصاص"، و"قطع الزجاج".
وقال أليكسي كوليكوف، وهو دكتور في علوم المعادن الجيولوجية، إن القطرات تشبه "الكربون الزجاجي"، لكنه لم يتمكن من تفسير كيفية تشكلها.
حادثة روزويل (أمريكا 1947)
تُعد حادثة روزويل واحدة من أشهر القضايا المتعلقة بالأجسام الطائرة في الولايات المتحدة، حيث يعتقد البعض أن الجسم الذي تحطم في الصحراء كان مركبة فضائية تقودها كائنات فضائية، وأن الحكومة الأمريكية قامت بالتستر على الأمر.
في عام 1947، تحطم جسم طائر في مزرعة بصحراء نيو مكسيكو، خلال فترة انتشرت فيها تقارير عديدة عن "صحون طائرة" قيل إنها مركبات فضائية يقودها كائنات فضائية.
في البداية، أعلن الجيش الأمريكي أن الحطام يعود إلى "صحن طائر"، مما أثار الكثير من نظريات المؤامرة حول أصوله الفضائية، لكن الحكومة غيرت القصة لاحقًا وقالت إن الحطام كان مجرد بالون طقس.
وفي عام 1994، تم الكشف أن البالون كان جزءًا من مشروع سري للغاية - "مشروع موجول" - المصمم لاكتشاف التجارب النووية السوفياتية.
ولكن بسبب عدم الشفافية الحكومية، استمرت الشائعات، وظل العديد من الباحثين مقتنعين بأن الحادث كان نتيجة تدخل فضائي.