تركيا على أعتاب «بريكس».. نداء «بوتين» ورغبة «أردوغان»
توقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء مشاركة نظيره التركي رجب طيب أردوغان في قمة بريكس التي تستضيفها مدينة كازان الروسية الشهر المقبل.
طلبت تركيا رسميا قبل نحو 3 أسابيع الانضمام إلى مجموعة بريكس في إطار سعيها إلى تعزيز نفوذها العالمي وإقامة علاقات جديدة خارج حلفائها الغربيين التقليديين، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر.
تحرك أنقرة جاء في وقت ترى فيه إدارة الرئيس التركي أردوغان أن مركز الثقل الجيوسياسي يتحول بعيدا عن الاقتصادات المتقدمة.
وقال مطلعون على المناقشات لوكالة بلومبرغ، إن الاتجاه الدبلوماسي الجديد للبلاد يعكس تطلعاتها إلى تنمية العلاقات مع جميع الأطراف في عالم متعدد الأقطاب، مع الاستمرار في الوفاء بالتزاماتها كعضو رئيسي في منظمة حلف شمال الأطلسي.
قال بوتين أمام رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموس الذي يزور موسكو، "أوجه أطيب تحياتي إلى رئيس جمهورية تركيا أردوغان. إنني انتظره في روسيا، في كازان. اعتقد أننا اتفقنا على لقاء ثنائي في 23 أكتوبر/تشرين الأول"، بحسب AFP.
تابع الرئيس الروسي "نحن سعداء جدا بتطوير علاقاتنا مع الجمهورية التركية في كافة المجالات" واصفا روسيا وتركيا بـ"الجارتين الجيدتين".
وقال أردوغان في إسطنبول الشهر الماضي: "يمكن لتركيا أن تصبح دولة قوية ومزدهرة ومرموقة وفعالة إذا حسنت علاقاتها مع الشرق والغرب في وقت واحد". "أي طريقة أخرى غير هذه لن تفيد تركيا، بل ستضرها".
وتعود آخر زيارة قام بها أردوغان لروسيا إلى سبتمبر/أيلول 2023، في مدينة سوتشي على ضفاف البحر الأسود.
ما هو بريكس؟
تأسس تجمع بريكس بـ4 أعضاء في العام 2009 هم البرازيل والصين والهند وروسيا، وانضمت لهم لاحقا جنوب أفريقيا عام 2010، وتوسعت المجموعة هذا العام لتشمل عدة دول أخرى منها مصر ودولة الإمارات.
تضم دول بريكس قوى عالمية كبرى، مثل الصين وروسيا، ودولا تعد من الكبرى في قاراتها مثل جنوب أفريقيا والبرازيل.
وسيبلغ عدد سكان المجموعة بعد توسعتها نحو 3.5 مليار نسمة، أي حوالي 45% من سكان العالم.
وتبلغ قيمة اقتصاداتها مجتمعة أكثر من 28.5 تريليون دولار، أي حوالي 28% من الاقتصاد العالمي.
وتنتج دول بريكس أيضا نحو 44% من النفط الخام في العالم.
بريكس والغرب
تتهم مجموعة بريكس الدول الغربية بالهيمنة على الهيئات المهمة عالميا التي تقوم على إقراض الأموال للدول، مثل صندوق النقد والبنك الدوليين، هذا بالإضافة إلى رغبتها في استخدام عملاتها المحلية في التجارة البينية لكسر هيمنة الدولار على التجارة العالمية، خاصة بعدما باتت تستخدمه الولايات المتحدة في نفاذ سلاح الذي بات مفضلا وهو العقوبات الاقتصادية.
وفي عام 2014، أنشأت دول بريكس بنك التنمية الجديد لإقراض الأموال للدول والحكومات من أجل التنمية.
وبحلول نهاية عام 2022، بلغ إجمالي القروض التي قدمها هذا البنك حوالي 32 مليار دولار للدول الناشئة لإنشاء مشاريع جديدة للطرق والجسور والسكك الحديدية وإمدادات المياه.
أنقرة وموسكو
تعد تركيا التي حافظت على علاقات وثيقة مع موسكو رغم الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، العضو الوحيد في الحلف الأطلسي الذي طلب الانضمام الى هذه المجموعة.
وساعدت تركيا، إلى جانب الأمم المتحدة، في إبرام صفقة في صيف 2022 للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
من المقرر أن تعقد قمة بريكس بين 22 و24 أكتوبر/تشرين الأول في مدينة كازان الروسية.
وإلى جانب أردوغان، يتوقع أن يشارك في القمة الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.