بوتين وكيم يقودان «ليموزين» روسية.. «رحلة» وأكثر من رسالة

في عقيدة الزعماء، لا شيء اعتباطي، وحتى تلك الابتسامة المرتسمة بهدوء على الشفاه تصدر رسالة معينة وتدخل ضمن بروتوكول له ضوابطه.

هذا تقريبا ما تنضح به لقطات تظهر كيم جونغ أون وفلاديمير بوتين وهما يتناوبان قيادة سيارة حصل عليها الزعيم الكوري الشمالي من الرئيس الروسي، في «رحلة» اختزلت أكثر من رسالة.

وفي لقطات نشرتها وكالة الإعلام الحكومية الكورية الشمالية، ظهر الزعيمان وهما يستمتعان بصحبة بعضهما بعضا في أثناء قيامهما برحلة قصيرة في سيارة "أوروس" الفاخرة.

• تهديد واتهام وتلويح.. سهام بوتين تطارد «الناتو» وسول 

و"أوروس" المصممة على طراز سيارة الليموزين من الحقبة السوفياتية، هي السيارة الرئاسية الروسية الرسمية، وكان بوتين قد استقل واحدة منها خلال حفل تنصيبه الأخير في الكرملين، الشهر الماضي.

والأربعاء، قدم بوتين لكيم السيارة، حيث تبادلا الهدايا، وفقا لوسائل الإعلام الرسمية الروسية، وهي المرة الثانية التي يمنح فيها بوتين زعيم كوريا الشمالية تلك السيارة.

وشوهد الرئيسان وهما يضحكان بينما كانا يتناوبان على قيادة السيارة خلال زيارة بوتين الأولى لبيونغ يانغ منذ 24 عاما.

وظهر بوتين وهو يستدير في مقعد القيادة أولا، فيما يجلس كيم بمقعد الراكب قبل تبادل المقعدين، في مشهد لم يخل من رسائل كثيرة.

"مستوى جديد"

لم يكن من الصعب تبين أبعاد تلك الصور التي يبدو أنها التقطت لتبعث برسائل سياسية، سواء فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أو بعلاقات البلدين مع خصومهما.

وخلال زيارة الرئيس الروسي النادرة للدولة المنعزلة هذا الأسبوع، رفع الجانبان العلاقات الثنائية إلى "مستوى جديد".

وكعربون صداقة قدم بوتين أيضا لكيم طقم شاي.

وأظهرت لقطات من وكالة الأنباء المركزية الكورية بوتين وهو يتلقى في المقابل زوجا من كلاب الصيد "بونجسان"، وهي نفس السلالة التي أهداها كيم للرئيس الكوري الجنوبي السابق مون جاي إن في عام 2018، خلال انفراجة في العلاقات بين البلدين.

عدو مشترك

رحلة بوتين وكيم بدت بمثابة استعراض للعلاقات القوية بين بلدين يعملان منذ فترة على تعزيز تحالفهما بمواجهة العداء المشترك تجاه الغرب.

ومساء الخميس، لم يستبعد بوتين احتمال إرسال أسلحة إلى كوريا الشمالية، في تصريحات فجرت ردود فعل مستنكرة من جانب الغرب، خصوصا أمريكا.

ووصل بوتين إلى كوريا الشمالية الأربعاء، أي بعد 24 عاما بالضبط من اليوم الذي زار فيه بيونغ يانغ آخر مرة، وسط مخاوف دولية بشأن التعاون العسكري بين البلدين.

وخلال الزيارة، أعلن الزعيمان عن "شراكة استراتيجية جديدة" مدفوعة بحاجة موسكو إلى الأسلحة في حربها في أوكرانيا.

وقبل المحادثات، أكد كيم "دعمه الكامل وتضامنه مع نضال الحكومة الروسية وجيشها وشعبها"، متطرقا على وجه التحديد إلى حرب موسكو ضد أوكرانيا "لحماية سيادتها وسلامتها واستقرار أراضيها".

من جانبه، أشاد بوتين بالعلاقات بين البلدين باعتبارها مبنية على "المساواة والاحترام المتبادل".