رسائل بوتين لقمة العشرين عن الحريات والإرهاب والاقتصاد
الرئيس الروسي رفض تغليب الفوضى لصالح إطلاق الحريات، ودعا مجموعة العشرين للتعاون في مكافحة أسباب ظهور الإرهاب
بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسائل لقمة مجموعة العشرين تتعلق برؤية بلاده للعلاقة بين الحريات ومكافحة الإرهاب وما يخص القيود التي تود بعض الدول فرضها على السلع المستوردة.
ففيما يخص مكافحة الإرهاب قال بوتين، الجمعة، إن روسيا تعتزم دعوة الشركاء في مجموعة "العشرين" للتوحد في مكافحة الإرهاب على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأيديولوجية التي تسهم في ظهوره وانتشاره.
وفيما يخص الملف الاقتصادي قال خلال لقائه زعماء "بريكس" على هامش قمة "العشرين": "خلال مناقشات "العشرين" ينوي الجانب الروسي تركيز الاهتمام على قضايا توفير ديناميكية إيجابية في التجارة العالمية.
وأكد الرئيس الروسي على رفض بلاده زيادة السياسة الحمائية في العالم والقيود التجارية ومالية "التي لها مغزى سياسي وتهدف لإزاحة التنافس وفقدان الثقة بين المشاركين في التعاون الاقتصادي ممزقة بذلك نسيج الاقتصاد العالمي".
والمقصود بكلمة السياسة الحمائية هو فرض دولة ما قيود على تدفق السلع الأجنبية إليها بهدف حماية منتجاتها الوطنية وإعطاء الصناعة المحلية فرصة أكبر للنمو.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن صراحة ميله إلى هذه السياسة الحمائية رافعا شعارات "أمريكا أولا" و"اشتري المنتج الأمريكي".
وانتقد ترامب مرارا الصين ودولا أخرى بسبب كثرة تدفق منتجاتها إلى الولايات المتحدة.
وأمس الخميس، أي قبل يوم من انعقاد قمة العشرين، وجه بوتين رسائل أخرى لقمة العشرين عبر مقالة له نشرها في صحيفة Handelsblatt الألمانية أوضح فيه "جانبا من أوجه التعاون وضروراته في إطار المجموعة".
وورد في مقال الرئيس الروسي: لقد أثبتت "العشرون" أهميتها سبيلا لتنسيق المواقف بين بلدانها، واستطعنا عبرها وضع الحلول الناجعة للكثير من القضايا الاقتصادية المستعصية، وصياغة الآليات اللازمة لذلك.
ومرة أخرى تحدث عن السياسات الحمائية معتبرا أن القيود التي تطالب بعد الدول بفرضها على تدفق السلع المستوردة "لا مستقبل لها، ولا تتسق مع المبادئ التي تنادي بها مجموعة العشرين والرامية إلى تعاون مشترك يصب في صالح جميع الدول بلا استثناء."
ويشوب رفض روسيا والصين وألمانيا ودول أخرى لسياسات الحمائية تناقضا واضحا.
ففي حين يرفضون سياسات الحمائية بهدف الحفاظ على زيادة معدل صادرات بلادهم إلى الخارج لدعم الصناعات الوطنية لبلادهم فإنهم يرفضون قيام دول أخرى باتخاذ سياسات لتشجيع ودعم الصناعات الوطنية بداخلها.
وتطرق الرئيس الروسي في المقال أيضا لملف الإرهاب، رافضا الانتقادات الموجهة لبلاده بأنها تقيد الحريات خلال حربها على الإرهاب.
وقال في هذا إنه "لا يمكن في الفضاء المعلوماتي كما في غيره من المجالات تغليب الفوضى على الحرية"، بما يحول دون انفلات مجرمي الإنترنت وعصابات القرصنة الإلكترونية وجميع الجهات التي تستخدم التكنولوجيا المتطورة في انتهاك حرمة الحياة الشخصية للمواطن وسيادة الدول".
وكانت الأجهزة الأمنية في روسيا وجهت اتهامات لبعض مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها تليجرام، بأنها تساعد الإرهابين في الإفلات من العقاب عبر قيامها بتشفير الرسائل التي يتبادلون فيها المعلومات بشأن عملياتهم الإرهابية.
aXA6IDMuMTQzLjIwMy4xMjkg جزيرة ام اند امز