قطار بوتين المدرع.. شاهد الشبح المتحرك نحو "العشيقة"
هو أشبه بحصن يسير على قضبان حديدية، يصعب رصده وتعقبه، وجسده يقاوم الضربات العسكرية، لكنه من الداخل شديد الرفاهية والراحة.
إنه قطار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي بات إحدى أهم وسائل تحركه بين المدن الروسية المختلفة ومقرات إقامته، منذ بداية الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
ووفق بحث جديد أجراه مركز بحثي في لندن، "دوسير سنتر"، حين يسافر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قطاره الخاص، فإنه لا يفتقر لأي شيء على الإطلاق، سواء من ناحية الأمن أو الحياة المرفهة.
ووفق البحث الجديد الذي نقل موقع "واتسن" السويسري الناطق بالألمانية مقتطفات منه، وطالعته "العين الإخبارية"، فإن العربات الرئاسية للقطار مزودة بحمام تقليدي و"دش فاخر" يتميز بـ"رغوة عطرية" تبلغ تكلفتها 3.75 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى صالة رياضية وصالون تجميل.
فضلا عن ذلك، يضم القطار وحدة للطوارئ الصحية، تضم جهاز التنفس الصناعي للرئة، وجهاز مراقبة المريض، وكل ما يحتاجه المرء في حالات الطوارئ.
القطار المدرع الذي يخضع حاليًا لعملية تطوير شاملة بتكلفة ملايين اليوروهات، لا يمكن تتبعه أو رصده مثل الطائرة الرئاسية، وشكله من الخارج يشبه أي قطار آخر للسكك الحديدية الروسية، لذلك يعصب أيضا التعرف عليه.
أما من الداخل، فالوضع مختلف تماما، إذ قال خبير السكك الحديدية ديمتري (ذكر اسمه الأول فقط لأسباب أمنية)، "إنها ليست رفاهية بسيطة.. إنها رفاهية فائقة"، موضحا "دش ومرحاض كامل الحجم وهاتف وتلفزيون عملاق على سبيل المثال لا الحصر".
القطار يعد حصنا بالمعنى الحرفي للكلمة، إذ لا تغطي الدروع القطار بأكلمه، بل أجزاء منه هي التي تضم العربات الرئاسية، والدروع من المستوى الثالث الذي يقاوم الطلقات من بندقية AK-47 أو SVD.
وعلى ذمة التقرير، فإن بوتين ينتقل بالقطار بين مقرات إقامته المختلفة، و"خاصة مقر الإقامة السري الذي يتشاركه مع عشيقته ألينا كاباييفا، نجمة الجمباز السابقة، والتي يقال إنه له أطفال منها".
وتحتوي العربات أيضًا على ثغرات لإطلاق النار في حال أراد الحرس الرئاسي الرد على هجوم يتعرض له القطار،
كما أن بعض الغرف محمية من التنصت، وتحتوي غرفة التجميل على "حماية من تسرب الأصوات".
والقطار يضم خط هاتف آمنا مخصصا للرئيس، ومن المقرر أن يضم بعد عملية التطوير التي يخضع لها حاليا، قاعة سينما وعربة جديدة كمركز صحي يستخدم في حالة الطوارئ بإمكانات أكبر.
وقبل بحث "دوسير سنتر"، لم تكن هناك أية معلومات عن القطار من الداخل، وكان المتاح من المعلومات أنه مدرع وتبلغ تكلفته الإجمالية قبل التطوير 70 مليون يورو.
بدوره، قال ميخائيل كوروتكوف، المصور الروسي الذي يعيش في المنفى وكانت له روابط قوية مع النخبة الروسية قبل الهجرة، "هذا أشبه بالقطار الشبح على السكك الحديدية الروسية".
وتابع "لا يمكن العثور على القطار في أي جداول زمنية للسكك الحديدية، أو في الأنظمة العامة، ونوافذه مظللة".
والقطار بشكله الحالي يقطع الطريق بسرعة 100 كيلومتر في الساعة فقط، ولا يستطيع الإسراع أكثر بسبب وزن الدروع في عرباته، إذ تزن بعض العربات ١٠٠ طن. لكن من المتوقع أن تكون النسخة المطورة أسرع (124 كيلومترا في الساعة).