روسيا تتوحد في إصدار قانون يطارد الإعلام الأمريكي
قانون السماح للحكومة باعتبار وسائل إعلام أمريكية "وكلاء أجانب" يعيد أجواء الحرب الباردة التي لعب الإعلام فيها دورا محوريا
أقرّ مجلس الدوما الروسي (البرلمان)، الأربعاء، قانونا يسمح بتصنيف وسائل إعلام ممولة من الخارج كـ"وكلاء أجانب".
وينتظر القانون إحالته لمجلس الاتحاد للمصادقة عليه، بحسب ما نشرته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
ووفق القانون الجديد، فإن القرارات بشأن وسائل الإعلام التي سيتم اعتبارها وكلاء أجانب، ستتخذها وزارة العدل.
ويأتي هذا التشريع الذي تمت صياغته وتمريره في وقت قياسي، وصوّت عليه النواب بالإجماع، في إطار الردود التي وعدت بها موسكو على الإجراءات الأمريكية والأوروبية ضد وسائل إعلام روسية في الأيام السابقة، ومنها وكالة "سبوتنيك" وقناة "آر تي"، واعتبار الأخيرة بشكل خاص وكيلا أجنبيا.
وطالبت وزارة العدل الأمريكية قبل أيام قناة "آر تي أمريكا" التابعة لشبكة "آر تي" الإخبارية التلفزيونية بتسجيل نفسها بمثابة وكيل أجنبي.
وجاء ذلك على خلفية اتهامات أمريكية موجهة للقناة بمحاولة التأثير إعلاميا على الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016.
وإظهارا لاتحاد المؤسسات الروسية في هذا الموقف، فإنه في ذات اليوم، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة (الكرملين)، دميتري بيسكوف، للصحفيين إن أي تطاول على حرية الصحفيين الروس في الخارج لن يبقى بدون رد قاس من قبل السلطات الروسية والمجتمع.
ويعني تسجيل وسيلة الإعلام كـ"وكيل أجنبي" أن الحكومة قادرة على مقاضاة هذه الوسيلة إذا ما رأت أنها تسعي للعمل "بشكل غير قانوني" وتهدد الأمن.
والتسجيل كوكيل لجهة أجنبية في روسيا يلزم وسائل الإعلام التابعة لدول أخرى داخلها بتقديم تقارير بانتظام للسلطات عن موظفيها ومصادر تمويلها.
وسبق أن توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده سترد بالمثل على ما وصفه بإجراءات من واشنطن لتقييد حرية التعبير لمؤسسات إعلامية روسية تعمل داخل الولايات المتحدة.
وتعيد هذه الاتهامات والإجراءات المتبادلة في مجال الإعلام أجواء الحرب الباردة في القرن الماضي بين موسكو والغرب.
ففي فبراير/شباط الماضي أطلقت شبكة "إذاعة أوروبا الحرة" قناة تلفزيونية ناطقة بالروسية، لاستكمال دورها في مواجهة روسيا، بعد نجاحها قبل 30 عاما في إسقاط الشيوعية في أوروبا الشرقية.
والشبكة التي تمولها واشنطن، تأمل أن تكون القناة الجديدة والمسماة "ناستوياشتشي فرميا" بالروسية، موازية لوسائل الإعلام التي تمولها موسكو وتستهدف أوروبا وأمريكا.
وقال مسؤولون صراحة إن القناة تستهدف نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في المقابل، تدير روسيا شبكة إعلامية مكونة من قنوات ومواقع إلكترونية بعدة لغات، موجهة لشعوب العالم، من بينها أوروبا وأمريكا، ومن أشهرها شبكة "آر تي" و"سبوتنيك".
ويتهم الغرب روسيا ببث شائعات وأخبار مغلوطة عبر وسائل الإعلام والإنترنت، بهدف تقويض استقرار الاتحاد الأوروبي وبلدان حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وترد موسكو على هذه الاتهامات بأخرى مماثلة لدور الإعلام الغربي في محاولة زعزعة استقرار البلاد.