منتدى «فالداي» للحوار.. بوتين يحذر من «نووي الغرب» ويرحب بالحوار مع ترامب
مستقبل العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة يشغل أنظار المراقبين، خاصة بعد إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية 2024.
وغداة إعلان فوز دونالد ترامب وعودته رئيسا للولايات المتحدة للمرة الثانية، حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين من السنوات العشر المقبلة، مؤكدا أنها "ستكون أكثر صعوبة"، وأن لا أحد يضمن عدم استخدام الغرب للأسلحة النووية.
- قمة بودابست.. رسائل أوروبية «استباقية» إلى ترامب
- ظل ترامب في القرن الـ19.. رئيس سبق الملياردير لـ«أعظم عودة»
وفي الجلسة العامة لمنتدى "فالداي" للحوار، قال بوتين: "العالم الحديث لا يمكن التنبؤ به، هذا أمر مؤكد، إذا نظرنا إلى الوراء 20 عاما وقيمنا حجم التغييرات، ثم توقعنا هذه التغييرات في السنوات القادمة، يمكننا أن نفترض أن العشرين عاما القادمة لن تكون أقل صعوبة، إن لم تكن أكثر ".
وتأسس منتدى فالداي للحوار في روسيا في عام 2004، ويجمع مجموعة من المفكرين في مختلف المجالات، بهدف توفير منصة حوار بين روسيا وبقية الدول الكبرى والمنظمات الدولية لتبادل الآراء والمواقف حول القضايا الراهنة والمستقبلية.
وتابع الرئيس الروسي "يتحدث الخبراء عن تهديدات الصراعات الإقليمية الجديدة، والأوبئة العالمية، وعن الجوانب الأخلاقية المعقدة، والغامضة للتفاعل بين البشر والذكاء الاصطناعي، وعن كيفية الجمع بين التقاليد والتقدم مع بعضها البعض".
حوار روسي- أمريكي
وشدد على أنه لا يمكن الحديث عن أي هيمنة في النظام الجديد للنظام العالمي، لافتا إلى أن الليبرالية الغربية تحولت إلى تعصب شديد تجاه أي بديل وأي فكر سيادي ومستقل.
وفي أول رد فعل منه على نتيجة الانتخابات الأمريكية، أعرب بوتين عن تهنئته لترامب، وأنه مستعد لإجراء حوار معه، خاصة أن تصريحاته خلال حملته الانتخابية "تستحق الاهتمام"، حسب وصفه.
في السياق، أوضح بوتين أن الغرب حاول توجيه ضربة ساحقة لروسيا، وفصلها عن السياسة والاقتصاد العالميين لكنه فشل، وأن "العالم يحتاج إلى روسيا بغض النظر عن أي قرارات لزعماء واشنطن وبروكسل".
وتابع "لحظة الحقيقة قادمة والبنية السابقة للعالم قد انتهت بلا رجعة، وأن صراعاً قد بدأ لتشكيل عالم جديد، وهذا ليس صراعاً على السلطة بل صراع مبادئ".
وقال "الغرب يؤمن بشكل أعمى بإفلاته من العقاب وهذا ينذر بمأساة، روسيا لا تريد تعليم أحد أو فرض رؤيتها للعالم".
قتال من أجل السيادة
وحول استخدام لغة القوة بين دول العالم، شدد بوتين على أن "روسيا لا تبادر أبدا إلى استخدام القوة، لكنها مستعدة لاتخاذ جميع التدابير للدفاع عن نفسها، علينا القيام بذلك فقط عندما يصبح من الواضح أن الخصم يتصرف بقوة، وسنحقق أهدافنا دائما".
وشدد على أن روسيا اليوم تقاتل من أجل حريتها وحقوقها وسيادتها، وأنها لا تعتبر الحضارة الغربية عدوا ولا تطرح السؤال: "نحن أو هم".
وأوضح الرئيس الروسي أن "موسكو أوقفت مرارا وتكرارا أولئك الذين كانوا يريدون الهيمنة على العالم.. يحتاج المسيئون للاتحاد الروسي إلى فهم أن العالم لن يتحسن بدون روسيا".
وتابع "مرة أخرى، كان لدى بعض الناس فكرة أن العالم سيكون أفضل بدون روسيا. في ذلك الوقت، حاولوا إنهاء روسيا، لتدمير كل ما تبقى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي".
ومضى قائلا:"والآن، على ما يبدو، يحلم شخص ما بهذا أيضا، معتقدا أن العالم سيكون أكثر طاعة، وسيحكم بشكل أفضل. لكن روسيا أوقفت أولئك .. العالم بدون روسيا لن يتحسن. أولئك الذين يحاولون القيام بذلك يجب أن يفهموا في النهاية أنه سيكون أكثر صعوبة".
وتستضيف مدينة سوتشي الروسية الدورة السنوية الـ21 من منتدى "فالداي الدولي للحوار"، ويحضر الحدث 140 مشاركا، بينهم 53 روسيا و87 أجنبيا، علما أن هناك 22 مشاركا من الدول الغربية، وفق إعلام روسي.
وركز المنتدى هذا العام على بلورة حلول "غير غربية" للمشاكل العالمية، على أساس التوافق والسعي لتحقيق الصالح العام.
aXA6IDMuMTQ0LjEwNi4yMDcg جزيرة ام اند امز