بوتين و5 رؤساء أمريكيين في عقدين.. نبوءة أولبرايت تتحقق
لم تكن وزيرة الخارجية الأمريكية المخضرمة مادلين أولبرايت، وهي تعطي تقييما دبلوماسيا لرئيس روسيا الجديد قبل عقدين من الزمن، تظن أن نبوءتها ستتحقق.
فمنذ أطل رأس "الرجل الصلب" كما وصفته أولبرايت، على السلطة، غلب على علاقات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظرائه الأمريكيّين، طابع التوتر.
صلابة بوتين قلبت الاتصالات الجيدة بين واشنطن وسلفه بوريس يلتسين إلى توتر دائم، وتبادل للتصريحات القوية، وخاب الأمل كل مرة في إصلاح علاقات البلدين.
وخيم الارتياب على واشنطن فور استقالة سلف بوتين أواخر عام 1999، ولم يخب ظن أولبرايت حين تنبأت مطلع الألفية بمستقبل صعب مع بوتين، قائلة: إنه "رجل صلب (...) حازم جدا ويتطلع إلى العمل.. سنكون مضطرين لمراقبة أعماله بانتباه شديد".
وفيما يلي استعراض لكيف سارت علاقات بوتين مع رؤساء خمسة مروا على البيت الأبيض في عهده:
بيل كلينتون
خلال أول قمة بين كلينتون وبوتين في حزيران/يونيو 2000، أشاد الرئيس الأمريكي علنا برئيس قادر على بناء روسيا "مزدهرة وقوية مع حماية الحريات وسيادة القانون".
ورغم خطط حلف شمال الأطلسي التوسع شرقا، فإن حرب كوسوفو جاءت لتفسد علاقات ما بعد الحرب الباردة، بين الولايات المتحدة وروسيا.
بوش والنظر في عيني بوتين
في ختام أول لقاء بينهما منتصف ونيو 2001 قال جورج دبليو بوش إنه نظر إلى الرئيس الروسي في عينيه، وتمكن من "فهم روحه: هو رجل مخلص بشدة لبلاده. واعتبره قائدا رائعا".
بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001، عرض فلاديمير بوتين الذي أطلق حرب الشيشان الثانية، على الفور على الرئيس بوش تضامنه في "الحرب ضد الإرهاب".
لكن هذه التهدئة لم تدم طويلا، فاعتبارا من ديسمبر 2001 انسحبت واشنطن من معاهدة "إي بي ام" المضادة للصواريخ الباليستية الموقعة عام 1972، لإقامة درع مضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية، وهو ما نددت به موسكو.
وكان اجتياح العراق من قبل الجيش الأمريكي عام 2003، محل إدانة قوية من موسكو يماثل انتقاد نفوذ واشنطن في "الثورة البرتقالية" في أوكرانيا، قبل ذلك بعام.
باراك أوباما.. "الفرصة الضائعة"
في 2009 أطلق الرئيس باراك أوباما مبدأ "إعادة إطلاق" العلاقات وأصبح بوتين قبل سنة من ذلك رئيسا للوزراء، وتسلم الرئاسة ديميتري مدفيديف المقرب منه.
قبل زيارته الأولى إلى روسيا في تموز/يوليو 2009 اعتبر الرئيس أوباما أن بوتين "يعتمد من جهة الطريقة القديمة في إدارة الأمور، ومن جهة أخرى الطريقة الجديدة".
وقال وهو في موسكو: "ما يهمني هو التعامل مباشرة مع نظيري الرئيس".
وعلى الرغم من النجاحات الأولية - لا سيما التوقيع عام 2010 على معاهدة جديدة لنزع السلاح النووي - فشلت المحاولة
وتحول التقارب إلى توتر عام 2013، حين منحت موسكو اللجوء السياسي للأمريكي إدوارد سنودن، فبعد أيام قليلة ألغى أوباما قمة مع الرئيس بوتين، معربا عن أسفه للعودة إلى "عقلية الحرب الباردة".
وأدت الأزمة الأوكرانية عام 2014 - مع ضم روسيا شبه جزيرة القرم وفرض عقوبات اقتصادية على موسكو- ثم تدخل روسيا في سوريا عام 2015 إلى زيادة توتر العلاقات العلاقات الثنائية أكثر.
ترامب.. شبح التدخل
حمل فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أملا بالعودة إلى علاقات جيدة مع روسيا، لكن الاتهامات بالتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، طغت على ولايته.
وخلال مؤتمر صحفي مع بوتين عام 2018، بدا وكأنه يعطي وزنا لأقوال الرئيس الروسي أكثر من استخلاصات مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي).
وقال ترامب: "الرئيس بوتين قال للتو إنها ليست روسيا (...) ولا أرى لماذا قد تكون كذلك".
في مواجهة الجدل الذي أثارته تصريحاته حتى في داخل المعسكر الجمهوري، أوضح أنه أسيء فهمه.
وقبل ختام ولايته الوحيدة وتحديدا في 2020، قال ترامب في خطاب حملته الانتخابية "أحب فعلا بوتين، وهو يكن لي المودة. نحن نتفق جيدا".
بايدن.. قمة جنيف
سبق قمة بايدن وبوتين المرتقبة كثير من الارتباك والتوتر، وحملت التصريحات المتبادلة الكثير من الأوصاف غير الودية، لكن قمة جنيف يوم غد الأربعاء، يعول عليها في كسر جليد القطيعة، أو التفاهم على إدارة الاختلافات على الأقل.