مصر.. اكتشاف هرم جديد.. نقطة تحول في التاريخ الفرعوني
وبجوار هرمي الملك سنفرو، مؤسس الأسرة الرابعة الفرعونية عام 2600 ق.م، وجدت بعثة التنقيب بقايا الهرم وقطع أثرية أخرى.
عملية حفر وتنقيب تولتها بعثة أثرية مكونة من أثريين وعمال مصريين، بمنطقة دهشور الأثرية بمحافظة الجيزة جنوبي القاهرة، نتج عنها اكتشاف جديد يعود للأسرة الفرعونية الثالثة عشرة ما بين الفترة (1802- 1640) قبل الميلاد.
وكما أعلنت وزارة الآثار المصرية، أن الاكتشاف الجديد ضم بقايا لهرم شيد قبل عام 3700 قبل الميلاد، وأنه في حالة جيدة وليس متهالكة كما هو معروف عن آثار هذه الحقبة الزمنية من العصر الفرعوني القديم.
وبجوار هرمي الملك سنفرو، مؤسس الأسرة الرابعة الفرعونية عام 2600 ق.م، وجدت بعثة التنقيب بقايا الهرم وقطع أثرية أخري، ويقول الدكتور بسام الشماع، عالم المصريات، إن الاكتشاف تضمن مدخل الهرم وممر المدخل وممر آخر وبقايا لتكوين الهرم، بالإضافة لاكتشافات أخرى أهمها قطع حجر صغيرة من الألباستر مدون عليها نص باللغة الهيروغليفية، وكتل من الجرانيت والحجر الخاص بالتكوين الداخلي للهرم المكتشف مؤخراً.
دلالة الاكتشاف
"نقطة تحول في تاريخ مصر القديمة".. بهذه العبارة وصف الشماع عالم المصريات، اكتشاف الهرم الجديد بدهشور، وفي تصريحات خاصة لـ بوابة "العين" الإخبارية، أعرب عن سعادته البالغة بشأن اكتشاف هرم جديد يعود للأسرة الفرعونية الـ13، قائلاً "اكتشاف اليوم يمثل قيمة كبيرة لتاريخ مصر الفرعونية وتاريخ منطقة دهشور، وبالرغم من أن الهرم ليس في حالة كاملة متكاملة، بل إنه يمثل نقطة تحول في تاريخ هذه الأسرة والعصر الفرعوني القديم".
وحول دلالة الاكتشاف وقيمتها التاريخية، صنف عالم المصريات 3 أسباب تؤكد على أهمية اكتشاف هرم ينتمي للأسرة الفرعونية الـ13 التي تميزت بفترات ضعف وتناحر سياسي كبير، ما خلف عنه ضعف في جميع الجوانب المعمارية الخاصة بملوك الأسرة.
وبحسب رؤية الشماع، فإن اكتشاف هرم جديد بمنطقة دهشور وبالقرب من هرمي مؤسس الأسرة الرابعة الملك سنفرو، حيث وجد الهرم الجديد جنوب الهرم المنحني لسنفرو، وعلى بعد أمتار من الهرم الأحمر الهرم الثاني لمؤسس الأسرة الرابعة، ونظراً لأهمية ومكانة الملك سنفرو في التاريخ لتشييده لـ7 أهرامات، أهمها هرمي دهشور، وهرم ميدوم، وكما أنه يعد الملك الوحيد الذي يمتلك هرماً محتفظاً بشكل وكسوة بحالة جيدة حتى اليوم.
واعتبر الشماع انتماء الهرم المكتشف إلى تاريخ الأسرة الـ13، يمثل تحولاً كبيراً في تاريخ هذه الأسرة، خاصة أن الفترة من الأسرة الـ13 إلى الأسرة الـ16 هي فترة اتسمت بعدد حكام كثيرين للغاية، ما أدى لضعف هذه الحقبة، ومكن الهكسوس من دخول مصر القديمة شمالاً، مضيفاً أن هذه الأسرات نادرة الآثار، وفي حالة وجود اكتشاف يعود لهذه الفترة، تصبح الآثار في شكل مدمر يصعب التعرف عليه أو الحصول منها على معلومات جديدة، فدائماً آثار الأسرات 13- 16 هي ليست على ما يرام من حيث البناء المعماري والتشييد والدقة في التكوين والتصميم.
كما أثنى الشماع على الاكتشاف، لغياب الكثير من المعلومات التاريخية حول الحكم والحياة في الأسرة الـ 13، وغالباً ما يعرف عن ملوك هذه المرحلة بـ"الملوك العابرين" لعدم تمكن البعثات من اكتشاف آثار جديدة عن الأسرة، مؤكداً أن اكتشاف الهرم يفتح بوابة جديدة للأسرة.
حقائق جديدة
وحول تحديد اسم الملك الذي ينتمي له الهرم، فأوضح بسام الشماع، أن من الصعب تحديد اسم الملك لعدم وضوح الحجر الملكي والرموز الهيروغليفية الموجود عليه، فالأسرة الـ 13 مليئة بأسماء الملوك والرموز الكثيرة الصعبة التي تشير لطبع وشخصية كل حاكم.
وأكد الشماع على طلبه لوزارة الآثار المصرية، بضرورة استكمال عملية التنقيب والحرف حول الهرم، مشيراً إلى أن عملية استكمال التنقيب ربما تظهر حقائق جديدة من وجود معابد جنائزية أو معابد أخرى توضح اسم الملك، كما هو الحال في الهرم خوفو واحتوائه على معبد جنائزي ومعبد الوادي والطريق بينهما.
وأشار الشماع إلى أن دور البعثة المصرية في المرحلة المقبلة في حالة استكمال التنقيب، ستجيب عن أسئلة هامة منها، هل هناك آثار ومعابد تابعة للهرم، هل يحتوي الهرم على تماثيل داخل أو خارج المعبد، من هو صاحب الهرم، وهل هو من دهشور أو حكم منطقة الجيزة فترة، هل هو الملك الوحيد الذي حكم المنطقة خلال فترة العصر الوسيط الثاني؟
وفي الوقت نفسه أشاد عالم المصريات بـ"إسناد مهمة التنقيب" إلى بعثة مصرية، موكداً ثقته في نتائج البعثات المصرية في عملية الحفر والتنقيب، خاصة أن في نهاية العام الماضي وبداية 2017، اكتشفت البعثات المصرية مقبرة أثرية في أبيدوس، واكتشاف الهرم الجديد بمنطقة دهشور.