أدلة جديدة تكشف عن علاقة تنظيم القاعدة بإيران

تتضمن لقاءات مسؤولين إيرانيين مع أعضاء في التنظيم الإرهابي ومن أسرة أسامة بن لادن.

أوردت مجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية، أدلة جديدة تكشف عن العلاقة بين تنظيم القاعدة الإرهابي وإيران، تتضمن لقاءات مع أعضاء في التنظيم ومن أسرة أسامة بن لادن.

• وثائق بن لادن: قطر بوابة القاعدة لإشعال فوضى الربيع العربي

كانت وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" نشرت، الأسبوع الماضي، وثائق مهمة لأسامة بن لادن، ضبطت خلال الغارة على مسكنه في باكستان عام 2011، وأسفرت عن مقتله، تؤكد العلاقة بين تنظيم القاعدة وإيران.

تضمنت الوثائق تفاصيل بشأن احتماء حمزة بن لادن في إيران وزواجه هناك، والمفاوضات بين القاعدة والحرس الثوري الإيراني التي تطرقت إلى تمويل وتسليح الجماعات الإرهابية لضرب أهداف أمريكية.

وذكرت "ذا أتلانتك" أن القاعدة وعملاء سريين يعملون لحساب إيران حاولوا أولاً التوصل إلى اتفاق مستبعد بعد أكثر من عقدين من الزمن، بعد رفض صدام حسين طلب القاعدة مساعدة عسكرية.

وازدهر الاتفاق تحت إدارة جورج دبليو بوش، عندما ناقشت قناة خلفية من البيت الأبيض على اتصال بطهران الأمر بصورة متكررة من عام 2001 إلى 2003.

وقال مسؤولون سابقون بوزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض في هذه المفاوضات، إن مكتب نائب الرئيس رجح عدم قيام البيت الأبيض بشيء، معرباً عن قلقه من أن تقوض الإدارة حملة الإطاحة بصدام حسين في العراق.

ووفقاً للمصادر نفسها، أخبر مكتب نائب الرئيس مبعوثي الولايات المتحدة في إيران وأفغانستان، أنه بمجرد نجاح تغيير النظام في العراق، ستكون طهران التالية.

وأوضحت "ذا أتلانتك" أن نقطة البداية في صراع تنظيم القاعدة لإصلاح نفسه بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان جاء في 12 نوفمبر عام 2001، عندما قرر بن لادن التوجه إلى مخبئه في تورا بورا.

وقال أفراد بأسرة أسامة بن لادن، إنه أخبر زوجاته خلال توديعهن أنه يريد حياة مختلفة لأطفاله. ومع هروب بن لادن إلى مخبئه وتوجه معظم أفراد أسرته إلى باكستان، سافر أحد أهم قادة التنظيم إلى إيران.

وفي 19 ديسمبر عام 2001، استقل محفوظ بن الوليد، الصديق المقرب لأسامة بن لادن، حافلة من مدينة كويته الباكستانية إلى تفتان، المعبر الحدودي إلى إيران.

كان محفوظ بجوار بن لادن لعقد من الزمن قبل عام 2001؛ حيث أصبح شخصية محورية في مجلس قيادة التنظيم ورئيس لجنة الشريعة.

عندما بدأ محفوظ رحلته إلى تفتان، كان مدرجاً بقائمة عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وكان مطلوباً من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي لمساءلته حول تورطه في إدارة الخدمات اللوجستية لهجمات 1998 على السفارات الأمريكية في شرق إفريقيا.

وكان محفوظ يأمل، بينما حافلته تتوجه إلى المعبر الإيراني، في إقناع الإيرانيين بتقديم ملاذ دائم لقادة تنظيم القاعدة وعائلة بن لادن.

تقع الجغرافيا والسياسة والتاريخ وراء قرار يبدو غريباً لجماعة "سنية" محظورة بمحاولة عقد شراكة مع قوة "شيعية" متعصبة. فإيران تشارك معبراً مع إقليم بلوشستان في باكستان، قرب مكان اختباء كثير من مقاتلي التنظيم أفراد عائلة بن لادن.

وأرسل بن لادن عام 1995 محفوظ للفوز بدعم عسكري من العراق؛ حيث رفض صدام حسين طلبه، في حين كان فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني منفتحاً على الأمر.

وكان مطروحاً تقديم تدريب عسكري متقدم، حيث دعي مقاتلو القاعدة عام 1995 لحضور معسكر يديره حزب الله ويرعاه فيلق القدس الإيراني بمنطقة البقاع في لبنان.

وأشارت "ذا أتلانتك" إلى أنه لا يوجد دليل على وصول اتفاق عام 1995 إلى أي شيء، لكن كان هناك منفذاً، وفي 20 ديسمبر عام 2001، عندما وصل محفوظ إلى معبر تفتان ودخل إيران، رحب به عملاء من فيلق القدس ليكسب بذلك جمهوراً في طهران.

ووفقاً لمحفوظ وأفراد آخرين في القاعدة، بالإضافة إلى أفراد من عائلة بن لادن ومسؤولين أمريكيين حكوميين، وافق فيلق القدس على خطة تقديم الملاذ، وتواصل محفوظ مع أفراد التنظيم المتبقين في بلوشستان- باكستان، وكان أول من أرسلوا إلى هناك كانت زوجات وبنات بن لادن.

وأقامت النساء في أحد الفنادق ذات الأربع نجوم، فيما بقي الأزواج والمقاتلون غير المتزوجين في الشارع، ومن هناك، قدم إليهم فيلق القدس وثائق سفر مزيفة تشير لهم على أنهم لاجئون شيعة عراقيون، ليتوجهوا بها إلى دول أخرى.

كانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قد نشرت، في وقت سابق، نحو 470 ألف ملف وجُدت في جهاز الكمبيوتر الخاص بزعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن الذي تمت مصادرته خلال مداهمة مخبئه في 2011.

واحتوى جهاز كمبيوتر صادرته القوات الأمريكية الخاصة خلال عمليتها التي أسفرت عن قتل بن لادن على مجموعة شرائط مصورة، تضمنت أفلام رسوم متحركة للأطفال وأفلاما عدة من إنتاج هوليوود و3 أفلام وثائقية عن مؤسس تنظيم القاعدة نفسه.

وذكر بيان لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، أن المواد التي لم تُنشر بعدما حُجبت؛ لأنها قد تضر بالأمن القومي أو أنها فارغة أو معطوبة أو مكررة أو أنها تحتوي على مواد إباحية أو أنها محمية بموجب قوانين النشر.