القلمون الشرقي.. هل تكون وجهة الأسد بعد الغوطة؟
بعد ساعات من إعلان النظام السوري الغوطة الشرقية خالية من الفصائل المسلحة، تتوارد أنباء عن عزم النظام التوجه إلى القلمون الشرقية.
بعد ساعات من إعلان النظام السوري غوطة دمشق الشرقية خالية من الفصائل المسلحة، تتوارد أنباء وتقارير تتحدث عن عزم النظام التوجه إلى القلمون الشرقية كخطوة تالية.
وأفادت تقارير لصحف موالية ومعارضة للنظام السوري أن الروس أبلغوا وجهاء وممثلي بلدات القلمون بـ "تقرير مصيرهم"، والاختيار بين: المصالحة الشاملة أو التهجير والحرب، وذلك خلال اجتماع عقد أمس.
المصالحة أو الحرب
وأوضح ناشطون في بلدات القلمون، التي تقع تحت سيطرة المعارضة، أن الاجتماع كان بين ممثلي البلدات من جهة وممثلين من روسيا والنظام من جهة أخري.
ووجه الاجتماع رسالة إلى الأهالي بطرح عدد من الخيارات بالصلح أو إلقاء السلاح، أو الترحيل لمن لا يرغب الصلح عن المنطقة إلي الشمال السوري، أو الحرب والدخول في مواجهة عسكرية.
ونقلت أنباء أن الجانب الروسي المفاوض أعطي للراغبين في الرحيل مهمة تحديد الوجهة التي يرغبون في الذهاب إليها برفقة عوائلهم وسلاحهم الفردي.
ودعا الجانب الروسي إلى تجنيب منطقة القلمون الشرقي الدمار الذي سينتج عن الخيار العسكري، مطالبا المعارضة بالخروج من المدن وإعادتها إلى النظام.
خطوات تمهيدية
الاجتماع بين ممثلي الروس ومعارضة القلمون لم يكن الأول؛ حيث عقد قبل أيام، اجتماع آخر في مطار الضمير العسكري التابع للنظام ضم ممثلين عن فصيلين عسكريين معارضين من القلمون مع قوات "النمر" التي يقودها العميد الركن سهيل الحسن (ممثل عن النظام)، وذلك بحضور روسي.
ويتمركز مسلحو فصائل كثيرة في القلمون الشرقي أبرزها "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، فضلا عن " تجمع الشهيد أحمد العبدو" و"جيش أسود الشرقية"، و"جبهة تحرير سوريا".
وبالتزامن مع مفاوضات الروس - النظام مع المعارضة في القلمون، شنت طائرات حربية سورية، أمس، هجمات ضد المسلحين في جبال القلمون الشرقية.
واستهدفت قرابة ست غارات جوية مواقع يسيطر عليها المسلحون، خاصة على قمم جبال البتراء.
من جهة أخري، حسمت إحدى فصائل القلمون موقفها حيال العرض الروسي، ونقلت وسائل إعلام عن "أبو آدم القلموني" قائد جبهة تحرير سوريا في القلمون رفض الجبهة الخروج من القلمون.
وتأتي تلك التطورات حيال بلدات القلمون الشرقية بعد إعلان النظام السوري نجاحه في إخراج المسلحين من الغوطة الشرقية بعد عملية عسكرية استمرت قرابة شهرين وانتهت باتفاق يقض بخروج المسلحين.
تجربة الغوطة القاسية
وفي 18 فبراير/ شباط الماضي، شن النظام السوري مدعوما بالقوات الجوية الروسية حملة عسكرية ضد غوطة دمشق الشرقية.
ورغم إعلان دمشق وموسكو أن الحملة في الغوطة هدفها القضاء على المنظمات الإرهابية، إلا أن المجتمع شكك بتلك الرواية.
وأصدر مجلس الأمن الدولي بالإجماع قانونا يقضي بوقف إطلاق النار في الغوطة من قبل جميع الأطراف المتحاربة لمدة 30 يوما، لكن النظام السوري لم يلتزم به، واستمر في حملته.
وتزامن القصف مع اجتماعات بين ممثلي الروس والمعارضة بهدف الاتفاق على خروج المسلحين، وهو الأمر الذي قبل به بعض أطراف المعارضة، وكان "جيش الإسلام"، أبرز الرافضين للاتفاق.
لكن أنباء تم تداولها، الإثنين، أفادت بخروج أكثر من 10 حافلات من الدفعة الأولي لجيش الإسلام تقل نحو 500 مسلح وعوائلهم من مدينة دوما بالغوطة، بعد اتفاق تم التوصل إليه مؤخرا برعاية روسية لخروج جيش الإسلام إلي جرابلس، شمالا.
وأسفرت حملة النظام، التي مكنته من السيطرة على نحو 95% من أراضي الغوطة، عن مقتل قرابة 1600 مدني وتدمير المنطقة، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووصف البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، حملة النظام على الغوطة بـ "المذبحة"، فيما اعتبرها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس "جحيما فوق الأرض".