الغوطة الشرقية.. الراحلون والباقون من فصائل المعارضة

"أحرار الشام" و"هيئة تحرير الشام" و"فيلق الرحمن" قاربت أن تكون من الماضي في الغوطة الشرقية، فيما لا يزال "جيش الإسلام" يتمسك بالبقاء
فيما تواصل حركة "فيلق الإسلام" المعارضة تنفيذها الاتفاق المبرم مع النظام السوري وحليفه الروسي للخروج الآمن من غوطة دمشق، رفض فصيل "جيش الإسلام" الخضوع لاتفاق مماثل، معلنا البقاء للقتال.
"العين الإخبارية" ترصد أبرز فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة، ومن رحل ومن يصر على البقاء، والضمانات التي قدمها النظام السوري وروسيا لمن قبلوا الرحيل إلى مدينة إدلب بالشمال السوري.
"أحرار الشام"
من أول الفصائل التي تكونت ورفعت السلاح في وجه النظام السوري عقب مظاهرات عام 2011.
وهو أول فصيل يقبل اتفاق الرحيل عن الغوطة، وبدأ بالفعل الجمعة الماضية خروج عناصره من بلدة حرستا مع أسرهم.
ووافق "أحرار الشام" على تسليم أسلحتهم مقابل خروج آمن لهم بعد أسابيع مع القصف المكثف.
وتم الخميس الماضي نقل أكثر من ألف مسلح من الفصيل مع عائلاتهم إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة.
وهذه الصفقة الأولى منذ إطلاق النظام السوري حملته العسكرية على الفصائل في الغوطة 18 فبراير/شباط الماضي.
وبناء على ذلك أطلق "أحرار الشام" سراح 13 شخصا من التابعين للنظام كانوا محتجزين لديه.
"فيلق الرحمن"
هو فصيل تكون عام 2011 من تحالف فصائل معارضة، ووقَّع اتفاق الخروج مع الجانب الروسي، الذي يقضي بخروجه كاملا من القطاع الأوسط بالغوطة (جوبر، وزملكا، وعين ترما، وحزة)، إلى شمالي سوريا، ومعه من يرفض البقاء تحت الحكم السوري من الأهالي.
وسيطرت قوات الأسد، منتصف ليل أمس الأول الجمعة، بشكل كامل على مدينة حرستا، بعد خروج آخر دفعة من أهالي ومقاتلي المدينة إلى مدينة إدلب في الشمال السوري.
وحملت حافلات الهلال الأحمر السوري، اليوم الأحد، الدفعة الثانية من مقاتلي "فيلق الرحمن" وأسرهم من مدينة عربين بالغوطة.
وبإخلاء حرستا، وقرب إخلاء عربين، ستكون مدينة دوما هو الوحيدة الخارجة عن سيطرة النظام السوري شرقي دمشق.
في المقابل سلَّم الفصيل 8 أسرى إلى النظام السوري، من أصل 35 أسيرا، على أن يتم تسليم البقية على دفعات.
وتضم بنود الاتفاق بين روسيا و"فيلق الرحمن" خروج كافة المقاتلين والأهالي إلى الشمال السوري.
ويضمن الجانب الروسي البدء بإخراج الجرحى والمرضى إلى مستشفيات دمشق عبر مؤسسة الهلال الأحمر، مع ضمان عدم ملاحقتهم من قبل النظام السوري.
وبعد تماثلهم للشفاء يتم تخييرهم بين العودة إلى الغوطة ويقبلوا بالمصالحة وحكم النظام السوري أو الخروج إلى إدلب مع المعارضة.
كما تضمن الاتفاق التزام روسيا بإدخال القوافل الإنسانية إلى المنطقة.
وتضمن روسيا عدم ملاحقة أي من المدنيين الراغبين بالبقاء في الغوطة من قبل النظام السوري.
وبموجب الاتفاق، تنتشر الشرطة الروسية في الغوطة، كما فعلت وتواجدت في مدن أخرى بعد عودتها للنظام السوري مثل حلب.
"جيش الإسلام"
تشكل عام 2013 من عشرات الفصائل الموالية لفكر "الجيش السوري الحر".
أعلن قائده عصام بويضاني الملقب بـ"أبو همام" بقاء فصيله في دوما بالغوطة الشرقية ورفضه الخروج منها.
ونقل موقع "عنب بلدي" السوري المعارض أن بويضاني خاطب الأهالي والفصائل في تسجيل صوتي، أمس السبت، بقوله: "في الغوطة ثابتون لآخر قطرة، وحزمنا أمرنا على ألا نخرج منها".
وبرر ذلك بأن وجود من وصفهم بـ"المجاهدين" قرب العاصمة دمشق "نصر للثورة"، آملا في أن تكون الحملة العسكرية التي يقوم بها النظام السوري وحليفه الروسي "مؤقتة"، وبعدها سيأتي "نصر عظيم للأمة".
ورغم ذلك تداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبرا غير مؤكد يفيد باجتماع عناصر من "جيش الإسلام" مع ضباط روس في مدينة دوما لبحث اتفاق خروج الفصيل مقابل ضمانات تبادل الأسرى مع قوات النظام، وتسوية أوضاع عناصر "جيش الإسلام".
"هيئة تحرير الشام"
مكونة من عدة فصائل موالية لفكر تنظيم القاعدة، وعلى رأسها جبهة النصرة.
خرج عناصر تلك الهيئة من الغوطة الشرقية قبل الاتفاقات الجارية بين النظام السوري والفصائل.
وكان خروج "هيئة تحرير الشام" اضطراريا بضغط من فصائل "فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام" و"أحرار الشام"، وذلك كأحد بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الأربعة إثر نحو عام من الصراع بينهم على مناطق النفوذ والسيطرة في الغوطة.
ونفذت "هيئة تحرير الشام" اتفاق الخروج في فبراير/شباط الماضي.
ومثلما حدث في تطبيق اتفاق مشابه بين المعارضة والنظام في حلب العام الماضي، فإنه تثور مخاوف من أن تؤدي عمليات إجلاء السكان المتكررة في المدن السورية، خاصة أنها تتضمن العائلات مع العناصر المسلحة، إلى عملية تغيير في تركيبة السكان، يتم استغلالها في تقسيم سوريا.