إساءات قرداحي تفجر غضبا عربيا.. استنكار ومطالب بالإقالة
"تسونامي" من الغضب فجرته تصريحات جورج قرداحي وزير إعلام لبنان المسيئة لجهود السعودية والإمارات في دعم الشرعية باليمن ودفاعه عن مليشيات الحوثي.
مغردون، بينهم محللون وكتاب وإعلاميون ودعاة من مختلف الدول العربية، طالبوا بإقالة قرداحي على خلفية تصريحاته المسيئة، واعتبروا أنه "عميل لإيران"، داعين الله، في المقابل، أن "يحفظ السعودية والإمارات واليمن من عبث نظام الملالي وأذنابه".
وأكد المغردون أن خيارات وزير الإعلام اللبناني باتت محدودة وينتظر "جوابا نهائيا" بشأن مصيره في المنصب على غرار شربل وهبة وزير الخارجية في حكومة حسان دياب السابقة.
تبريرات مرفوضة
وفي تغريدة جمعت بين السخرية والاستياء والغضب، غرد الأمير السعودي عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز، معلقا على محاولات قرداحي التبرؤ من تصريحاته المسيئة دون الاعتذار عنها.
ووجه سؤالا لوزير الإعلام اللبناني على طريقة قرداحي نفسه خلال توجيهه أسئلة في برنامجه الشهير "من سيربح المليون" الذي كان يقدمه على قناة "إم بي سي" السعودية، قائلا: "جورج قرداحي صرحت بأنك لم تقصد الإساءة للسعودية والإمارات": 1- هل تظننا حمقى/ 2- هل أنت أحمق/ 3- هل تصدق أنك وزير/ 4- هل تعتقد أنك ذكي.
وأردف :"بإمكانك الاستعانة بجمهور الضاحية أو الاتصال بصديق من التيار الحر.. بانتظار جوابك النهائي".
بدوره، رفض الأمير السعودي سطام بن خالد آل سعود محاولات الحكومة اللبنانية التبرؤ من تصريحات قرداحي.
وغرد قائلا :"كيف لهذه الحكومة أن تنجح في نسج جسور الأخوة مع الدول العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص وهي تحمل (تضم) أشخاصا تعلن صراحة حقدها وكرهها للسعودية".
وأضاف: "وهذه ليست المرة الأولى بل إن بعضهم يؤيد يدعم مشاريع إيران في المنطقة. هناك فرق بين التصريحات وبين المواقف الجادة التي تثبت مضمون حديثك".
إقالة فورية
العديد من المحللين والإعلاميين والدعاة اللبنانيين عبروا عن رفضهم لتصريحات قرداحي، ورفضوا بدورهم تبريرات حكومتهم للتبرؤ منها، وطالبوا بإقالته فورا.
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي اللبناني نضال السبع: "كلام الوزير جورج قرداحي حول السعودية لا يمثلني.. مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، ولأن العلاقة مع السعودية مميزة، مطلوب اليوم من أركان الحكم إقالة جورج قرداحي".
واعتبر أن "جورج قرداحي قطع الطريق أمام أي تقدم للعلاقة بين لبنان والسعودية"، معربا عن استغرابه من عدم مبادرة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتصحيح الخطأ واتخاذ قرار بإقالة قرداحي"
متفقا معه، قال الكاتب الللبناني إبراهيم ريحان :" إقالة جورج قرداحي أقل ما يمكن فعله أمام فداحة كلامه ".
بدوره، قال الإعلامي اللبناني عبدالله ملاعب :" القول أنَّ كلام جورج قرداحي يمثله ولا يمثل موقف الحكومة لا يكفي سيَّما في هذا الظرف. المطلوب إقالة جورج قرداحي فورًا. يكفينا ما فعل السفهاء بنا."
أما أحمد المزوّق، رئيس مجلس إدارة مشروع مسجد ومجمّع أبي بكر الصديق ببيروت، فقال : "لا نريد في حكومة لبنان من يدافع عن مليشيا الحوثي التي تقصف السعودية بالمسيرات والصواريخ".
وأضاف في تغريدته: "نسي جورج قرداحي ما حصل مع شربل وهبة فأعاد الكرة وزادها دفاعاً عن الإرهابي الحوثي والإساءة لأهم وأقوى دولة إسلامية وعربية ودولية السعودية .. ألا يكفي شعب لبنان مافيه".
عميل إيران
علاوة على الغضب والاستياء، وصف مغردون قرداحي بأنه عميل لإيران وموالي لحزب الله الإرهابي، حيث قال الفنان السعودي ناصر القصبي: "مؤسف ما قاله جورج قرداحي.. ما قاله ليس رأياً بل التفافا على موقف متعصب لزعران (بلطجية) إيران ونكران لأيادي كريمة مدت له.. اللئيم تمردا".
الإعلامي السعودي حسين الغاوي كان أيضا من بين المعقبين على الموضوع، وكتب يقول :"منذ زمن و قرداحي عميل لمشروع إيران في المنطقة، استطاع اختراق عدة مؤسسات، وجنّد الكثير !".
ومتفقا مع الآراء السابقة، قال الإعلامي السعودي عضوان الأحمري إن "جورج قرداحي يرى أن المسيرات الحوثية والصواريخ الإيرانية على السعودية دفاع عن النفس، ويرى أن حزب الله مقاومة وكذلك الحوثي. لا يجرؤ على انتقاد جرائم حزب الكبتاجون وتجارته للمخدرات، ولا يجرؤ على الحديث عن جرائم الحوثيين تجاه أبناء جلدتهم صبيان طهران في لبنان"، في إشارة إلى حزب الله.
بدوره قال الإعلامي السعودي حمد المحمود إن "وزير اعلام حزب الله جورج قرداحي تحدث فتقيأ، مهما كانت المثاليات حاضرة، لابد أن تظهر الحقيقة يوماً ما."
وأردف :"حفظ الله السعودية والإمارات واليمن من عبث نظام الملالي وأذنابه."
طرح أيده أيضا الإعلامي الإماراتي جمال الحربي، بالقول إن "شربل وهبه لم يكن الأول.. وجورج قرداحي لن يكون الأخير، بالأمس كانوا يكيلون المدائح واليوم يخرج هؤلاء الأقزام بحقائب وزارية تُدار من الضاحية ليُظهروا ما في صدورهم علناً بتصريحات خبيثة وحاقدة ورخيصة" .
وتابع: "فبأي صنف من السياسيين ابتُلي اللبنانيون وبأية أخلاق يُدار لبنان ..؟!"
وفي السياق نفسه، قال عبدالعزيز التويجري المدير العام السابق لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة) "إيسيسكو"، إن "جورج قرداحي ليس الأول ولن يكون الأخير في قائمة الانتهازيين المتلوّنين. لا ألومه لكنني ألوم من جاء به وأكرمه بعدما كشف وجهه الحقيقي. وهاهو اليوم ينقلب على عقبيه مرة أخرى."
وأثارت تصريحات لقرداحي في برنامج "برلمان شعب" قبيل شهر من توليه منصبه غضبا محليا وخليجيا عندما دافع عن مليشيات الحوثي الانقلابية، وأدلى بتصريحات أساءت لجهود الإمارات والسعودية في اليمن.
ودافع الوزير والإعلامي اللبناني في الحلقة المذكورة عن إرهاب مليشيات الحوثي، معتبرا اعتداءاتهم على اليمنيّين والسعودية "دفاعا عن النفس".
وأثارت التصريحات التي تبرأت منها الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية في البلاد، الكثير من ردود الفعل المستهجنة، بلبنان نفسه، وباليمن، ودول الخليج والمنطقة العربية.
ورغم بيان أصدره قرداحي، مساء الثلاثاء، قال فيه إنه لا يقصد الإساءة للسعودية والإمارات، وأن حديثه يعود لما قبل تعيينه وزيرا في الحكومة اللبنانية، متهما بعض الجهات بالوقوف وراء حملة ضده، في إشارة إلى شبكة الجزيرة، إلا أن ذلك لم يخفف من وطأة التصريحات.
وذكر قرداحي أن حديثه عن حرب اليمن يعود لمقابلة مع برنامج تابع لشبكة "الجزيرة"، في شهر أغسطس/ آب الماضي، وذلك قبل شهر من تعيينه وزيرا في حكومة نجيب ميقاتي.
ورغم ادعاء قرداحي عدم إلزام الحكومة بتصريحاته، فإن خيارات وزير الإعلام اللبناني باتت محدودة وينتظر "جوابا نهائيا" بشأن مصيره في المنصب على غرار شربل وهبة وزير الخارجية في حكومة حسان دياب السابقة.
وكان شربل قد دخل في مشادة كلامية مع المحلل السياسي السعودي سلمان الأنصاري أثناء استضافتهما، في لقاء على قناة "الحرة" الأمريكية، حيث وجه وهبة إساءات للسعودية، ووصف ضيفه بأنه من "أهل البدو".
وجاءت التصريحات المسيئة في معرض دفاع مستميت من وهبة عن حزب الله الإرهابي.
وفجرت تصريحات وهبة موجة من الرفض والاستنكار شملت مختلف الفرقاء وسط إجماع على رفض الإساءة لدول الخليج والسعودية، قبل أن يقدم وهبة طلب إعفائه من مسؤولياته لكل من الرئيس ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال -حينها- حسان دياب.