قصر الحصن.. وجهة ثقافية شاهدة على تاريخ الإمارات
قصر الحصن يعد أقدم صرح تاريخي في مدينة أبوظبي، ويضم بناءين مهمين هما: الحصن الداخلي والقصر الخارجي.
يرتدي قصر الحصن حلة جديدة كوجهة ثقافية وتاريخية باعتباره المبنى الأقدم في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ويتأهب لاستقبال الزوار، الجمعة، بعد الانتهاء من ترميمه ليصبح أحد أهم مزارات مباني منطقة الحصن الثقافية، بجانب أول مجلس استشاري وطني، والمجمع الثقافي، وبيت الحرفيين.
قصر الحصن من برج مراقبة إلى مقر للحكم
يُعد قصر الحصن أقدم صرح تاريخي في مدينة أبوظبي، ويضم بناءين مهمين هما: "الحصن الداخلي"، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1795 تقريباً، والذي تم بناؤه كبرج مراقبة لتوفير الحماية للتجمع السكاني على الجزيرة، الذي تم توثيق نشأته لأول مرة خلال ستينيات القرن الـ18، و"القصر الخارجي" الذي تم بناؤه خلال فترة الأربعينيات من القرن الماضي.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، في تصريح له: "تعتبر منطقة الحصن بمثابة القلب النابض في أبوظبي، والشاهد الحي على محطات تاريخية مهمة وحاسمة في مسيرة الدولة ككل، ونعتز في دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي بأننا نعيد تقديم هذا الصرح الحضاري بعد أن تم الحفاظ عليه وترميمه وتجديده ليصبح وجهة ثقافية لا مثيل لها في قلب أبوظبي".
وتابع: "يعكس الحصن الرؤية الطموحة للدولة، التي يعمل على ترسيخها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، من خلال تعزيز قيمة الإنسان في العملية التنموية الشاملة، بالاستناد إلى التاريخ والتراث والثقافة".
فيما قال سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي: "مع افتتاح منطقة الحصن، تضيف أبوظبي وجهة فريدة من نوعها إلى مجموعة الوجهات التي تضمها، وتحقق بعدين مهمين: الأول حفظ التاريخ والتراث الثقافي وتقديمه للأجيال القادمة، والثاني تطوير وجهة ثقافية جذابة تجمع التاريخ والتراث والمعاصرة في تجربة ستلهم الزوار القادمين إلى أبوظبي".
وأوضح غباش: "يعكس الحصن غنى وتنوّع المكونات التاريخيّة والثقافية الإماراتية الأصيلة. كما يعد افتتاحه مرحلة جديدة من التخطيط الثقافي من خلال الأدوار الجديدة التي تم تطويرها للمعالم الرئيسة في منطقة الحصن، وذلك لتجسيد السمات الثقافية الفريدة التي تميز مجتمعنا وتدفع المواهب الإبداعية نحو المزيد من الإبداع".
قصر الحصن رمز وطني للإمارات
لا يزال "قصر الحصن" شاهداً حياً على محطات أبوظبي عبر التاريخ، وكان هذا الصرح العريق على مدار قرنين ونصف القرن مقراً للحكم والأسرة الحاكمة وملتقىً للحكومة الإماراتية ومجلساً استشارياً وأرشيفاً وطنياً.
واليوم، تحول القصر إلى متحف بعد انتهاء أعمال الترميم والصيانة، ليسرد تطور أبوظبي من منطقةٍ لاستقرار القبائل التي اعتمدت على صيد الأسماك واللؤلؤ في القرن الـ18 إلى واحدة من أروع المدن العالمية الحديثة، وبجوار "قصر الحصن"، يبرز مبنى "المجلس الاستشاري الوطني"، الذي شهد المفاوضات والمحادثات الأولى التي أفضت إلى قيام دولة الاتحاد.