جثث بلا تشريح ومعدات تقتل القلوب.. تقرير طبي جديد يفضح مونديال قطر
تستعد قطر لاستضافة كأس العالم 2022، على ملاعبها التي كانت شاهدا على مقتل عدد كبير من العمال بسبب الظروف غير الآدمية التي عملوا بها.
في عام 2015، كشف الاتحاد الدولي لنقابات العمال أن هناك أكثر من 1200 عامل ماتوا أثناء العمل في البنية التحتية لملاعب كأس العالم 2022، مشيرا إلى أن هذا العدد قابل للزيادة ليصل إلى 4 آلاف عامل بحلول موعد انطلاقة المونديال.
ضربات شمس قاتلة
ولم يكن هذا غريبا بالنسبة للظروف التي يعاني منها العمال، والتي كشف عنها تقرير طبي، أصدرته مجلة "أمراض القلب"، حيث اعتبرت أن السبب الرئيسي في العديد الكبير من الوفيات يرجع إلى الإصرار على تشغيل العمال في ظل ارتفاع درجة الحرارة.
وربط التقرير بين وفاة 1300 عامل نيبالي بين عامي 2009 و2017 وبين درجات الحرارة المرتفعة، حيث أكد أنه في أشهر الشتاء كانت نسبة 22% من الوفيات تأتي بسبب النوبات القلبية والسكتة القلبية، بينما وصلت هذه النسبة صيفاً إلى 58%.
دان أتار، أستاذ أمراض القلب ورئيس الأبحاث في جامعة أوسلو، فسر الأمر بقوله: "المئات يموتون في قطر بسبب أمراض القلب، وما استخلصته، هو أن الوفيات ناتجة عن ضربات شمس مميتة لا تستطيع أجسادهم تحملها".
وأكد أتار أنه كان من الممكن إنقاذ 200 من أصل أكثر من 500 تعرضوا للموت بسبب ضربات الشمس، غير أن الإهمال القطري حال دون ذلك.
معدات قاتلة
وبعيدا عن حرارة الشمس القاتلة، فقد عانى العاملون من سوء المعدات القطرية التي تم إمدادهم بها، والتي تسببت في مقتل العديد منهم على مدار السنوات الماضية.
أبرز هؤلاء الضحايا كان المهندس البريطاني زاك كوكس، الذي لقى مصرعه، في يناير/كانون الثاني 2017، أثناء عمله في بناء ملعب خليفة الدولي، حيث قال الطب الشرعي إن المعدات التي حصل عليها المهندس من الإدارة المعنية لم تكن مطابقة للمواصفات.
كوكس المولود في جنوب أفريقيا، والذي يحمل الجنسية البريطانية، سقط من علو يبلغ ارتفاعه 39 متراً بعدما انقطعت الرافعة الخشبية التي كان يستخدمها، ليسقط على رأسه.
الطبيبة الشرعية فيرونيكا هاميلتون كشفت في التحقيقات التي أجريت في برايتون أن المديرين كان عليهم أن يعلموا أنهم يمنحون العاملين معدات قاتلة.
جثث بلا تشريح
وفضحت الطبيبة الشرعية عمليات الإسراع المتعمد بغية الانتهاء من العمل في بناء الملاعب والتي وصفتها بأنها: "فوضوية وغير احترافية ولم يتم التفكير بها وخطيرة للغاية".
صحيفة "الجارديان" البريطانية أشارت في تعليقها على القصة بأن قطر لا تقوم بتشريح جثث الموتى، وهو ما يصعب من التدقيق والتحقيق في ملابسات الوفاة.
تهديد بلا تعويض
ولم يتوقف الأمر عند حد الإهمال المؤدي إلى القتل، حيث وصل إلى التغاضي عن تعويض الأهالي عن مقتل ذويهم، بل وتهديدهم.
نيك ماكجيهان، مدير المشروعات والخبير في شؤون العمال المهاجرين في الخليج، أكد الأمر في تصريحات نشرتها صحيفة "الجارديان"، بقوله: "نحن نواجه وضعاً مروعاً، أسر العمال الذين ماتوا في قطر يحصلون على رواتب مخزية، أو لا شيء".
وطالب ماكجيهان السلطات القطرية والمسؤولين عن ملفات الملاعب بتعويض أسر هؤلاء الضحايا، لا سيما وأنها كانت سببا رئيسيا في مقتلهم.
ولكن يبدو أن هذا الأمر لم يكن محببا للسلطات القطرية، ففي يونيو/حزيران 2019، طالبت نيرمالا باكرين، زوجة أحد الضحايا من العمال، ويدعى روبشاندرا رومبا، بأن تتحصل على تعويضات، وبالفعل كانت هناك استجابة، ولكنها جاءت بعد أسابيع طويلة، وبقيمة 7 آلاف ريال قطري، أي ما يعادل 1460 جنيه إسترليني.
الزوجة التي تحولت لأرملة كشفت عن وجود لغة تهديد عند تسليمها المبلغ، بينما رفض شقيق الضحية قبوله، مؤكداً أن القبول بهذا سيجعل أسر أخرى تعاني في المستقبل.
aXA6IDE4LjIxOS4yMzEuMTk3IA== جزيرة ام اند امز