عامان على مقاطعة قطر.. إحباط مؤامرة "الحمدين" لتدويل الحرمين
أحقاد "الحمدين" على السعودية وصلت لتبني موقف إيران والمطالبة بتدويل الحرمين ونسج المؤامرات وإطلاق الأكاذيب وسط فشل تلو آخر.
سقوط القناع الذي يخفي خلفه وجوه التأمر والخيانة على العرب والمسلمين، يعتبر أحد أبرز ثمار مقاطعة الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب لإمارة الشر "قطر"، فالمقاطعة التي تكمل، اليوم الأربعاء الخامس من يونيو/ حزيران، عامها الثاني، كشفت وجه الدوحة الإرهابي على حقيقته للعالم أجمع .
فلم يكن أحد بحال من الأحوال، يتخيل أن تصل أحقاد تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر على السعودية إلى تبني موقف إيران والمطالبة بتدويل الحرمين، ونسج المؤامرات وتدبير الحملات وإطلاق الأكاذيب لتحقيق هذا الهدف، وسط فشل تلو آخر.
في البداية، حاولت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان التابعة للحمدين ترويج الأكاذيب والمزاعم بشأن منع القطريين من أداء الحج والعمرة، وعندما فشلت، بدأت كعادتها في اختلاق أسماء منظمات وهمية تطالب بتدويل الحرمين، وهي المهة التي كلفت أبواق الشر والفتنة قناة "الجزيرة" القطرية ووسائل أخرى إعلام بالترويج لها عبر حملة إعلامية منظمة، قبل أن ترتد الأكاذيب على مطلقيها بنفي الدول التي زعمت "الجزيرة" وصويحباتها أن تلك المنظمات تنطلق منها.
وفي مواجهة تلك الحملات، ندّد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، بالادعاءات والأقاويل التي روجت لها وسائل إعلام محسوبة على قطر تطالب بتدويل الحرمين الشريفين، مؤكداً أن تلك الدعوات "ضالة وحاقدة".
وفي أحدث صور الغدر التي وقعت بالتزامن مع مرور عامين على مقاطعة قطر، استغل تنظيم "الحمدين" الدعوة التي وجهتها المملكة لقطر للمشاركة في قمم مكة (القمة الخليجية والعربية الطارئتين والقمة الإسلامية العادية الـ14) يومي الخميس والجمعة الماضيين، وقام بتدبير مؤامرة جديدة؛ الأمر الذي يثبت صحة موقف الرباعي العربي باستمرار مقاطعتهم للدوحة، التي لم تغير سياساتها الداعمة للإرهاب.
مؤامرة رئيس الوزراء
تلقت قطر الدعوة للمشاركة في قمم مكة، في وقت كان يئن فيه تنظيم الحمدين وإعلامه وذبابه الإلكتروني، بعد أن فشلت مؤامراتهم لترهيب القطريين من أداء العمرة، بعدما يسرت لهم الحكومة السعودية كل السبل لأدائها، وإضافة استثناءات جديدة متنوعة لمواجهة العراقيل التي يضعها تنظيم الحمدين أمام القطريين لزيارة بيت الله الحرام.
استغل رئيس وزراء قطر عبدالله بن ناصر وجوده على رأس وفد بلاده في مكة للمشاركة في القمم العربية والخليجية والإسلامية والتقط صورة له من مقر إقامته الذي يطل على الحرم المكي، يظهر فيه وهو ينظر من النافذة بينما يؤدي ضيوف الرحمن ومن بينهم قطريون العمرة في المسجد الحرام.
وبعد عودته إلى بلاده، قام إعلام "الحمدين" وذبابه الإلكتروني بنشر الصورة والترويج لأن رئيس الوزراء رفض أداء العمرة، تضامنا مع القطريين الذين يزعمون كذبا أنهم محرومون من أداء العمرة.
ولم يكن أداء العمرة فرضا عل القادة ورؤساء الوفود المشاركين في القمم، حتى يرفض رئيس الوزراء الحمدين أو يقبل، فمنهم من آثر التقرب إلى الله بأداء العمرة في تلك الأيام المباركة (العشر الأواخر من رمضان)، ومنهم لم يؤديها، كل حسب ظروفه، فلا يوجد أي منطق لأكاذيب الحمدين بأن رئيس وزرائه رفض أداء العمرة.. أبواب الحرمين الشريفين مفتوحة لجميع المسلمين من كافة أصقاع الأرض، بمن فيهم القطريون، وهو أمر أكدته السلطات السعودية، أكثر من مرة.
مؤامرة رئيس وزراء قطر، جاءت بعد فشل وسائل الإعلام التابعة لتنظيم الحمدين وذبابه الإلكتروني في حملة تستهدف ترهيب القطريين من أداء العمرة خلال شهر رمضان 1440 هـ (2019 م)، بالتزامن مع إعلان السعودية ترحيبها بالقطريين لأداء العمرة، وتيسيرها كل الإجراءات لأدائهم العمرة واستثنائهم من التسجيل الإلكتروني.
فزع "الحمدين"
ومع إعلان المملكة العربية السعودية وصول المعتمرين القطريين بالفعل إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة قبل أيام، أصيب تنظيم "الحمدين" وإعلامه بحالة من الفزع، تخوفا من فشل حملتهم التي تستهدف منع القطريين من أداء الحج والعمرة.
ومنذ إعلان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في 5 يونيو/حزيران 2017، حرصت السعودية على عدم تأثر الشعب القطري بأفعال حكومته الداعمة للإرهاب، وقامت بتيسير كل السبل أمامهم لزيارة البيت الحرام وأداء مناسك الحج والعمرة.
ومع كل مناسبة دينية، مثل موسم الحج أو شهر رمضان، تعيد السعودية التذكير بإجراءاتها لتيسير أداء مناسك الحج والعمرة، مع إضافة استثناءات وتسهيلات جديدة متنوعة لمواجهة العراقيل التي يضعها تنظيم الحمدين أمام القطريين لزيارة بيت الله الحرام.
وفي المقابل ينشط تنظيم الحمدين وأجهزته وذبابه الإلكتروني في محاولة لترويج الأكاذيب عن المملكة، وتخويف القطريين من أداء العمرة، بل تخوين من يتمكن من أدائها.
أعضاء من أسرة تميم بن حمد أمير قطر من بينهم مسؤولون نشطوا خلال مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" خلال الأيام الماضية لمنع القطريين من السفر لأداء العمرة، من بينهم مريم آل ثاني وعبدالرحمن بن حمد آل ثاني الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام وعبدالله بن محمد آل ثاني وزير الدولة رئيس مجلس إدارة مجموعة أوريدو الحكومية.
ورد مغردون مستغربين من سماح قطر لفرقها الرياضية التوجه للدول المقاطعة لها ومن بينها السعودية عبر مطارات أخرى، في مقابل منعهم الراغبين في أداء العمرة والحج، مع تيسير السعودية كل السبل للقطريين لأداء المناسك وزيارة بيت الله الحرام.
ونشطت وسائل إعلام تنظيم "الحمدين" لمنع القطريين من السفر بزعم أنهم سيتعرضون للتنكيل، وأنه لن يتم الترحيب بهم، من بينها قناة "الجزيرة" وصحف "الشرق" و"الوطن".
وقامت السلطات القطرية بحجب الروابط الإلكترونية التي خصصتها وزارة الحج والعمرة السعودية لاستقبال طلبات القطريين الراغبين في أداء مناسك العمرة.
وزعمت وسائل إعلام "الحمدين" أن الروابط التي أطلقتها السعودية للتسجيل الإلكتروني للمعتمرين وهمية، فأبطلت السعودية حجتهم، وأتاحت لهم حجز باقات خدمات العمرة بشكل مباشر لدى وصولهم إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، دون الحاجة إلى التسجيل الإلكتروني قبل وصولهم.
وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية، في بيان، إن هذا الإجراء يأتي إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، باستثناء الأشقاء القطريين من التسجيل الإلكتروني الذي تم حجبه، وتمكينهم من القدوم إلى المملكة لأداء مناسك العمرة.
فضائح الحمدين
من أسباب تصاعد الحملة هذا العام أيضا، الفضيحة التي تلقاها تنظيم "الحمدين" في رمضان من العام الماضي عندما قام الكاتب علي بن راشد المهندي من أداء العمرة، وقام ببث فيديوهات له خلال أدائه العمرة، مشيدا بالمسؤولين السعوديين والترحاب الذي وجده، لتنقلب الدنيا عليه، ويتم تخوينه، وتوجيه إساءات له.
وخرج أحد الذباب الإلكتروني ليكشف عن وجه التنظيم الحقيقي، موجها حديثا للمهندي عبر تويتر، مؤنبا إياه بأنه أحبط حجج قطر أنهم لا يستطيعون أداء العمرة.
ولم تكن تلك الفضيحة الأولى للتنظيم القطري، فسبق أن تلقى نظام الحمدين صفعة من ماليزيا، إذ دحضت كوالالمبور مزاعم الدوحة المحرضة نحو تدويل ملف الحج والحرمين الشريفين.
وفضحت ماليزيا مؤامرة قطر للمطالبة بتدويل الحرمين، بعد أن نشرت "الجزيرة" ووسائل إعلام "الحمدين" بيانات لمؤسسة وهمية تحمل اسم "الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين في ماليزيا"، تطالب بتدويل الحرمين، إلا أن 46 جمعية إسلامية ماليزية أصدروا بياناً في فبراير/شباط 2018 فندوا فيه الأخبار المزعومة عن إنشاء أي مكون تحت هذا الاسم، واصفين وجود هذه الهيئة بأنه "ادعاء كاذب".
ونفت مصادر في كل من وزارة الحج الماليزية وكذلك "هيئة صندوق ادخار وشؤون الحجاج في ماليزيا" وجود أي مؤسسة تحمل صفة "الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين في ماليزيا"، وأشارت إلى أنها جهة غير حقيقية ولا ترتبط من قريب أو بعيد بماليزيا.
وفي استباق لقيام قطر باستغلال اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية أكذوبة منع القطريين من الحج، كما دأبت منذ بدء الأزمة، نجحت المملكة في كشف التنظيم الإرهابي وتعرية مخططاته أمام العالم.
وطالبت المملكة العربية السعودية في كلمتها أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جلسة لمراجعة أوضاع حقوق الإنسان في قطر 15 مايو/أيار الماضي بإزالة العقبات التي تحول دون أداء المواطنين القطريين والمقيمين في قطر فريضة الحج والعمرة.