"صراع السحاب".. الخطوط القطرية في مرمى نيران أمريكا
مسؤولون أمريكيون سابقون طالبوا الرئيس ترامب بمواجهة قطر لانتهاكها اتفاقيات السماوات المفتوحة من أجل مستقبل شركات الطيران الأمريكية.
طالب مسؤولون أمريكيون سابقون، الرئيس دونالد ترامب، بمواجهة قطر لعدم التزامها وانتهاكها اتفاقيات "السماوات المفتوحة" من أجل مستقبل شركات الطيران الأمريكية.
يأتي ذلك بالتوازي مع لقاء الرئيس ترامب مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في واشنطن، الثلاثاء، لمناقشة التطورات الاقتصادية والأمنية.
وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي الأسبق نيوت جينجريتش، في مقابلة، أمس الإثنين، مع "فوكس بيزنس": "لقد قامت قطر بخفض الأسعار بشكل متعمد وتتصرف بطرق تجعل من المستحيل على أي شركة المنافسة في الشرق الأوسط".
وأضاف: "لقد وعدوا منذ عدة أشهر بأنهم سيتوقفون ولكنهم لم يتوقفوا، وبالتأكيد بالنسبة لنا نحن الذين يعملون على هذه القضية يأملون في أن يتحدث الرئيس إليهم بصراحة، ويقول انظروا، عليكم أن تفوا بوعودكم".
واختتم بالقول: "نريد معاينة النتائج، وليس فقط الكلمات.. بالنسبة لمستقبل صناعة الطيران الأمريكية، هذه مشكلة كبيرة جداً".
ويعمل جينجريتش مستشاراً لشركة "دلتا إيرلاينز" الأمريكية، وهي جزء من ائتلاف كبير من شركات الطيران الأمريكية المعارضة للتوسع المدعوم من قطر داخل السوق الأمريكية.
وسبق أن أشار جينجريتش إلى أن "قطر بدأت في إيجاد طرق للتحايل على هذه الاتفاقية؛ حيث استحوذت الخطوط الجوية القطرية على حصة نسبتها 49% في شركة طيران إيطاليا، التي تعتمد عليها وبالتالي تعتمد على حكومة قطر لتجنب الإفلاس. ومنذ استحواذها على الشركة في عام 2017، وفرت الخطوط القطرية النقود والطائرات وغيرها من الموارد لنظيرتها الإيطالية".
وقبل عامين من الإعلان عن صفقة الاستحواذ، سجلت طيران إيطاليا خسائر مجمعة بقيمة 50 مليون يورو، قبل أن تمنحها الخطوط القطرية 100 مليون يورو نقداً لتعويض الخسائر، بالإضافة إلى طائرات.
وفي السياق، قال الباحث توماس دوستربرج، وهو زميل بارز في "معهد هدسون"، إن حكومة الدوحة تواصل دعم الخطوط الجوية القطرية بما يقوض المنافسة في المسارات الحيوية عبر الأطلسي.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة فقدت 6% من إجمالي حصتها في السوق الدولية بعد عام 2007، وانخفضت حصتها في السوق من 48% إلى 7% في السفر من وإلى الشرق الأوسط، حيث أسهم دعم شركات النقل في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط بنحو 50 مليار دولار في تعزيز هذا النمو.
ولفت إلى أنه في أواخر عام 2017 وأوائل عام 2018، وقّعت وزارة الخارجية الأمريكية مذكرات تفاهم مع قطر بموجب المادة 15 من اتفاقيات السماوات المفتوحة، من أجل "البحث عن ضوابط للإعانات والشفافية والمؤسسات المملوكة للدولة".
واتفاقية السماوات المفتوحة بين الدول لشركات الطيران تسمح بتسيير رحلات جوية دون الحصول على موافقة مسبقة من الحكومة، وعددها 126 اتفاقية أبرمتها الولايات المتحدة مع البلدان التي لديها شركات طيران مملوكة للحكومة.
وحذر من أن قطر تواصل خرق متطلبات الشفافية الجديدة؛ لا سيما بعد شراء حصة 49% في شركة الخطوط الجوية الإيطالية المحلية المفلسة "ميريديانا"، بينما احتفظت بحصة الأغلبية مؤسسة "أغاخان" الخيرية.
وسرعان ما تم تغيير اسم "ميريديانا" إلى شركة "طيران إيطاليا"، وبدأ أسطولها القديم من طائرات "بوينج 767" في التقاعد، واستبدله المستثمر الجديد بطائرات "بوينج 737 ماكس" و"إيرباص إيه 330 إس"، هذا من شأنه أن يسمح بتوسع الناقل المحلي الذي كان يسيطر على مسافات قصيرة إلى طرق دولية رئيسية.
ونوه بأنه لا يوجد دليل على كيفية دفع شركة "طيران إيطاليا" مقابل هذا التحويل الضخم بقيمة مليارات الدولارات من سجل طلبات قطر لتحديث أسطولها.
وأكد أن محاولة الحفاظ على نظام تجاري عالمي قائم على قواعد واضحة للشفافية، واللعب النظيف على أساس تجاري، والمعاملة بالمثل هي أيضاً سبب مهم لمتابعة الانتهاكات القطرية لروح ونص مذكرة التفاهم لعام 2018.
واعتبر أن زيارة الأمير القطري ولقاءه مع الرئيس ترامب وغيره من كبار المسؤولين في واشنطن، الثلاثاء، توفر فرصة في الوقت المناسب لطرح القضايا الناشئة عن سوء تنفيذ الالتزامات القطرية من مذكرة التفاهم، مؤكداً أن المناقشات يجب أن تتضمن التحايل على هذا الفهم المتمثل في توسع شركة "طيران إيطاليا".
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yNSA=
جزيرة ام اند امز