الجزيرة القطرية.. عام من التلفيق يحيلها إلى التقشف
تقرير يتناول الدور الريادي للجزيرة في دعم الإرهاب، وتعديها على حرمة الشعوب وزرع الفتن والدمار. وذلك ضمن ملف "عام على المقاطعة"
ما إن أعلنت كل من الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، قبل عام، مقاطعتها للدوحة، حتى تحولت قناة "الجزيرة" القطرية إلى غرفة عمليات تُحاك فيها المؤامرات الإعلامية وتُصنع فيها التماثيل المشوهة من كل حدث.
دورٌ ريادي للقناة القطرية في دعم الإرهاب، وزرع الفتن والدمار، والتعدي على حرمة الشعوب، تستعرضه "العين الإخبارية" ضمن سلسلة تقارير أعدتها بمناسبة مرور عام على مقاطعة قطر.
منبر للتحريض
جراء مقاطعة الدول العربية، وعزوف المشاهدين في العالم العربي عن مشاهدة بثها خاصة في أهم الدول العربية، انهارت إيرادات "الجزيرة" لتجبر قطر على تبني سياسة تقشفية جاهدت الدوحة من أجل إخفائها قبل أن ينفضح أمرها.
فبعد أقل من شهر على إقالة مديرها، سرّحت الشبكة عشرات الموظفين، في إطار إجراءات تقشف تضمنت إعادة هيكلة غير مسبوقة، في خطوة فرضتها المقاطعة العربية وتدني معدلات المتابعة.
ووفق منشور داخلي يحمل تاريخ 24 مايو/ أيار الماضي، تداولته وسائل إعلام وناشطون قطريون، أظهر إلغاء نحو نصف الوظائف، ودمج بعض الإدارات والأقسام في بعضها، بينها مفاصل مهمة مثل معهد الجزيرة للإعلام، ومركزها للدراسات.
كلفةٌ باهظة لخيانة الرسالة الإعلامية دفعتها الجزيرة بسقوطها المدوي في اختبار المصداقية، وتحولها إلى منبر للتحريض وإشعال الفتن، فكان أن فقدت مشاهديها حول العالم، وتلطخت صورتها، حتى غدا اسمها مقترنا بالتزييف والتلفيق والتخريب.
مقابلة جديدة مع ممثل "جبهة النصرة"
ضاق الخناق على الدوحة، فباتت قراراتها مرتبكة تماما كما تعليماتها لذراعها الإعلامية.
فبعد فترة قصيرة من إعلانها إجراء الموقع الإلكتروني لقناة الجزيرة مقابلة مع يوسف الهجر، واسمه التنظيمي أبو البراء الشامي، وهو رئيس ما يسمى بالمكتب السياسي لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، حذفت القناة المقابلة بكل هدوء.
هدوءٌ عاصف في باطنه ترجم كم الارتباك المخيم على القناة والقائمين عليها، والخوف المطبق على نظام الحمدين من زلزال شبيه بما شهده في 2015 حين استضافت القناة، في برنامج "بلا حدود" للمصري أحمد منصور، زعيم جبهة النصرة محمد الجولاني.
حذفٌ يفسره محللون أيضا بمخاوف الدوحة من أن يحسب عليها ذلك دعما للإرهاب، وهي التي دأبت على بث لقاءات حصرية مع متطرفين، ما يؤكد اتهامات جيرانها لها، ويفند مناوراتها للإفلات من تهمة باتت ثابتة عليها بالأدلة والبراهين.
براهين كثيرة تؤكد أن انحياز القناة للحركات المتطرفة من أفغانستان وصولًا إلى سوريا والعراق ومصر ولبنان، يندرج في إطار سياسة دولة ترعى الإرهاب وتمجده وتدافع عنه.
تمجيد الإرهاب.. إدانة أخرى
موقع "كونسيرفاتي ريفيو" الأمريكي نقل عن الكاتب جوردن سكاتشل، قوله إن فريق التواصل الاجتماعي في قناة الجزيرة الإنجليزية، يروج لفيلم "وثائقي" أنتجته شبكة الجزيرة حول زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن.
اللافت أن الفيلم يتناول حياة بن لادن من وجهة نظر الأشخاص الذين عرفوه والمقربين منه، ما يعني أن الشهادات الواردة إيجابية، وهو ما يعتبر في النهاية تمجيدا لأحد أعتى الإرهابيين حول العالم.
صحيفة نيويورك تايمز، أشارت من جانبها، إلى أنها أرسلت، عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، الراحل فؤاد العجمي إلى قطر، لمعرفة سر ما كان يجري مع شبكة الجزيرة المفضلة لبن لادن.
وكشفت الصحيفة أن ما وقف عليه العجمي كان مذهلا، فـ"القطريون يعبدون زعيم تنظيم القاعدة عمليا، وقد حولوا مقر قناة الجزيرة في الدوحة إلى منطقة لأنصار أسامة بن لادن".
وعلى جدران مقر القناة، تزدحم صور بن لادن مانحة إياه صورة القيادي، وهو يجلس على حصيرة، ومدفعه في حضنه، وفي صورة أخرى يظهر على حصان في أفغانستان، وتحت الصورة كتب: "الفارس الشجاع في العالم العربي".
وكتب العجمي أيضا بالصحيفة نفسها يقول إن "ملصقًا ضخما فاتنا لصورة بن لادن يتدلى في خلفية الاستوديو الرئيسي بمقر الجزيرة في الدوحة عاصمة قطر".
دورٌ ريادي في دعم القناة للإرهاب كشفه بن لادن نفسه في دفتر ملاحظاته الذي عثرت عليه القوات الأمريكية خلال الغارة على مجمع أبوت أباد بباكستان، كتب: "الجزيرة، الحمد لله، حاملو راية الثورات".
وبطبيعة الحال، ما يعتبره إرهابي "ثورات"، يعتبره العالم السوي تخريبا للأنظمة وتعديا على حرمة الشعوب واستقرار الأمن وزرع الفتن والدمار.
aXA6IDMuMjEuMjQ3Ljc4IA==
جزيرة ام اند امز