لقد دأب النظام القطري منذ تولي حمد بن خليفة سدة الحكم منقلباً على والده على المتاجرة بقضايا الأمة
ألفت أمة الإسلام تكالب الأعداء؛ وتداعت عليها الأمم ـ مصداق الأثر ـ كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها؛ في محطات كثيرة وحيكت ضدها المؤامرات وشنت ضدها الحروب التي تستهدف قبل كل شيء وجودها ككيان أمة.. وكان نصيب العرب حَمَلة الرسالة وافراً من كل تلك المؤامرات والحروب التي لم تكن كلها مفاجئة لما يغذيها من صراع حضاري وتباين ديني.
بيد أن الراهن مختلف عن الماضي؛ فبعض الأعداء الخارجيين بات متاحاً لهم الانصراف إلى شغل غير التآمر على الأمتين العربية والإسلامية؛ بعدما استلم عنان الغدر بنو جلدة الأمة وصوّبوا أسهمهم إلى صدور الأشقاء؛ وكم الغدر مؤلم حينما يكون من شقيق.
ليس هذا الشقيق الغادر سوى نظام الحمدين القطري الذي بدا أن التغاضي عن زلاته لا يزيده إلا إمعاناً في الإساءة إلى الأمة، وتحيُّن الفرص لطعنها في الظهر في أكثر من جبهة ومحور.
لا يمكن أن تتحمل الحكومات لوحدها مسؤولية مواجهة حروب النظام القطري على الأمة، فلابد أن تتحمل الشعوب مسؤولية مواجهة هذه الحروب أيضاً، فالنظام القطري يحاول تحويل معركة المسلمين مع الكيان الصهيوني لمعركة داخلية بين العرب أنفسهم.
وهكذا تتأكد لنا يوماً بعد آخر ضرورة الإجراءات التي اتخذتها الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب ضد دولة قطر، فبالإضافة لما كشفت عنه هذه الدول من ممارسات النظام القطري الظالمة والهادمة، والتي تمس الأمن والاستقرار في جميع الدول العربية و المعززة بالأدلة والبراهين، وبدل أن يصغي النظام القطري لمطالب الأشقاء اختار أن يسلك طريق العناد والمكابرة ودعم حملة مضادة لتشويه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، كما زاد من دعمه للجماعات الإرهابية ووطّد علاقاته مع سدنة الحكم في نظام الولي الفقيه الأشد بُغضاً وكرها للعرب، وسلمه ما كان يحلم به طوال حياته ليضرب العرب بالعرب كما توجه للدعم المباشر لأفاعيه في المنطقة.
إن الدعم المادي والاستخباراتي الذي يقدمه النظام القطري لمليشيا الحوثي يجعل الحرب في اليمن ليست حرب الشعب لوحده بل حرب جميع الدول العربية، وذلك لمساعدة الشعب اليمني في التخلص من مليشيا الحوثي الإيرانية المدعومة من هذا النظام.
كما أن الحرب التي تخوضها الشعوب العربية ضد الحرس الثوري الايراني وأجنحته في العراق ولبنان وسوريا للتخلص من الاستعمار الإيراني المدعوم من قطر، ليست حرب هذه الشعوب لوحدها بل حرب جميع العرب، كما أن الحرب التي تشنها الجماعات الإرهابية المدعومة من النظام القطري في ليبيا ومصر تعتبر حرب جميع العرب أيضاً.
وحين يجبن نظام الحمدين ـ كما هي عادته ـ أو بالأحرى لا يجد مرتزقة يخوضون معاركه المعوضة؛ يلجأ للتحريض والافتراء كما هو حال حرب المؤامرات والتحريض الإعلامي الذي يشنه النظام القطري على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، فليست أيضا حروب هذه الدول لوحدها بل حرب جميع العرب.
لقد دأب النظام القطري منذ تولي حمد بن خليفة سدة الحكم منقلباً على والده على المتاجرة بقضايا الأمة، فأول من تاجر بالقدس هو النظام القطري، ففي الوقت الذي كان يدافع فيه إعلامه عن القضية الفلسطينية ويحشد لذلك الشارع العربي كان نظام الحمدين يقيم علاقات سرية مع الكيان الصهيوني، تحولت بعدها لعلاقات علنية ممثلة في مكتب تجاري، كما أصبحت العاصمة القطرية الدوحة مزاراً لجميع المسؤولين الإسرائيليين، وفي نفس الوقت يروِّج إعلامهم زوراً وبهتاناً أن المتسبب في ضياع القدس هو المملكة العربية السعودية مدعومة من دولة الامارات العربية المتحدة، ففي ظل هذا الكذب البوّاح على الأمة الإسلامية والعربية لا يمكن أن تتحمل الحكومات لوحدها مسؤولية مواجهة حروب النظام القطري على الأمة، فلابد أن تتحمل الشعوب مسؤولية مواجهة هذه الحروب أيضاً؛ فالنظام القطري يحاول تحويل معركة المسلمين مع الكيان الصهيوني لمعركة داخلية بين العرب أنفسهم .
وعن سبق إصرار يشن النظام القطري حرب التحريض الإعلامي على مكامن القوة في العالمين العربي والإسلامي مستهدفاً المركز الديني للمسلمين بلاد الحرمين الشريفين، كما يستهدف ثقل العالم العربي ومركز قراره السياسي جمهورية مصر العربية، ويستهدف أيضاً مركزه المالي والاقتصادي وتجربة العرب الناجحة في دولة الامارات العربية المتحدة، كما تآمر على جميع الدول العربية وشارك في زعزعة استقرارها مستغلاً في ذلك إمكانياته المادية أو جماعاته المتطرفة، بدءاً من تنظيم الإخوان ونهاية بداعش والقاعدة.
لذلك لا خيار غير التصدي للخطاب الإعلامي القطري التحريضي، فالهجمة الشرسة التي يشنها الإعلام القطري على مكامن القوة في الوطن العربي لن تتوقف دون تحمل الشعوب مسؤولياتها في هذا الإطار.
الآن وقد نجحت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في تحديد هذا العدو لابد من إشراك الجميع في التصدي لنيران حروبه، حتى نتمكن جميعاً من إطفائها، فالعدو الشقيق هو الأخطر حيث يتظاهر بمحبتك والدفاع عنك وفي نفس الوقت يغرس خنجره في خاصرتك.
العدو الحقيقي للعرب هو للأسف النظام القطري، إذا استطاع العرب أن يهزموا النظام القطري سترسو سفينتهم على بر الأمان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة