لذلك جاءت الإشارة واضحة بضرورة التخلص من صالح،
ما حدث للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، يثبت مرّة أخرى حقيقة الخريف العربي والأدوار التخريبية لعرّابيه، وفي مقدمتهم تنظيم الحمدين، الذي كان تشفيه في مقتل صالح واضحاً، تماماً كنظام الملالي في طهران.
عندما نقف إلى ما وصل إليه تنظيم الحمدين ونظام الملالي من تحالف كامل، ندرك أن اغتيال صالح كان مطلباً مشتركاً بينهما، وهو ما تبين من الأجواء الاحتفالية التي أقامتها وسائل إعلام الطرفين.
لقد ساهمت قطر بدور حاسم في الإطاحة بالرئيس السابق، وحاول أتباعها اغتياله عندما كان يؤدي صلاة الجمعة يوم الثالث من يونيو 2011، ثم رأينا ما قام به تنظيم الحمدين من تلاعب بموازين القوى في البلاد، عندما حاول الضغط لتمكين الإخوان وحلفائهم من الحكم، ثم عندما ساهم في الدفع بالحوثيين من مواقعهم في صعدة إلى العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، وصولاً إلى عدن.
وعندما تم الانقلاب على الشرعية، كانت الدوحة تفاوض طهران على ضرورة أن يتقاسم الحوثيون والإخوان الحكم في البلاد، قبل أن تنضم إلى التحالف العربي تحت ما سمته بالإكراه، وهو ما أشار إليه وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عندما صرح بأن بلاده وجدت نفسها ملزمة بالانضمام لما يسمى بـ«التحالف العربي» في اليمن باعتبارها جزءاً من مجلس التعاون لدول الخليج.
وقد كشفت الأحداث فيما بعد أن النظام القطري لم يدعم الحزم ولا الأمل، وإنما كان يعمل من وراء الستار على تقديم المعلومات المخابراتية وإحداثيات التحالف للحوثيين، مما تسبب في ارتقاء عدد من الشهداء.
وعندما تم طردها من التحالف العربي في يونيو الماضي، وجدت قطر مجالاً للتحرك بحرية في التعبير عن مواقفها، حيث تجاهلت الانقلاب والإرهاب والقتل والخراب، ووجهت أصابع الاتهام للدول المدافعة عن الشرعية، وقامت بتنظيم وتمويل حملات إعلامية على الصعيدين العربي والدولي بغاية الإساءة للتحالف، لتصبح جزءاً من المشروع الإيراني في المنطقة.
وما إن دعا الرئيس السابق إلى الانتفاض على الحوثيين، حتى اتجهت قطر للعب دور الوساطة بينه وبين الحوثيين، وإرسال وعود بتقديم الدعم المالي والإعلامي، فما كان من صالح إلا أن رفض ذلك، وهو الذي يعرف تنظيم الحمدين جيدا، كما يعرف أن لا أمل في التوصل إلى توافق مع الحوثيين الساعين إلى ابتلاع البلاد والعباد ضمن مشروع إمبراطوري إيراني تحت غطاء طائفي مؤدلج لا يؤمن إلا بالتوسع والسيطرة.
ولذلك جاءت الإشارة واضحة بضرورة التخلص من صالح، بما يمثله من رمزية قبلية وحزبية وسياسية مناقضة للمشروعين الإخواني المدعوم من قطر والحوثي المدعوم من إيران، وعندما نقف إلى ما وصل إليه تنظيم الحمدين ونظام الملالي من تحالف كامل، ندرك أن اغتيال صالح كان مطلباً مشتركاً بينهما، وهو ما تبين من الأجواء الاحتفالية التي أقامتها وسائل إعلام الطرفين.
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة