كانت حكومة قطر الخنجر المسموم في ظهر التحالف العربي منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم
يبدو أن مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بعد 48 ساعة من إعلانه فض شراكته مع عملاء إيران الحوثيين مسألة ستفتح أبواب جهنم على هذه الميليشيا الإرهابية، التي دمّرت اليمن وجوّعت اليمنيين طوال السنوات الثلاث الماضية في سبيل إقامة مشروع طهران الأسود في المنطقة.
صالح الذي استيقظت عروبته قبل مقتله بيومين كان يعرف الكثير من المعلومات عن خيانة قطر وجرائمها بحق قوات التحالف، وبالتأكيد أنه كان يستعد لإعلانها بعد فتح صفحة جديدة مع السعودية والإمارات.
اليمنيون الموالون للرئيس المقتول يمثلّون غالبية الفئة الانقلابية في اليمن، ولولا شراكتهم السياسية والعسكرية مع الحوثيين لما تجرأت ميليشيا «أنصار إيران» المنبوذة شعبياً على الخروج من كهوف جبال مران في صعدة، فضلاً عن الاستيلاء على الحكم، وهذا يعني أن الحوثيين اتخذوا قراراً انتحارياً بتصفية صالح نتيجة وعود ما أو ضغوط من طهران لصالح شريكتها الصغيرة جداً جداً جداً «قطر» المتورطة في ملفات خطيرة يملكها صالح، وهي ملفات تهدد وجودها تهديداً حقيقياً، ما يجعل مسألة تصفيته بعد انقلابه على شركاء «الانقلاب» أمراً لا مفر منه؛ بهدف دفن الأسرار السوداء معه إلى الأبد حتى وإن أدى ذلك إلى تراجع المشروع الإيراني بشكل عام في هذه البقعة المنكوبة من العالم.
كانت حكومة قطر الخنجر المسموم في ظهر التحالف العربي منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم؛ بالرغم من شراكتها السياسية والعسكرية فيه آنذاك، ولطالما أشارت أصابع الاتهام إليها في مسألة التعاون مع الانقلابيين وتزويدهم بالمعلومات السرية وإحداثيات تواجد جنود التحالف، وهو أمر تسبب في استشهاد كثير من المقاتلين السعوديين والإماراتيين غدراً، وهذا ليس ضرباً بالودع، وإنما بحسب معلومات معلنة رسمياً. فالإماراتيون يملكون الأدلة الدامغة على تورط الدوحة في عدة عمليات لاغتيال أبنائهم في اليمن خلال فترة شراكتها في التحالف.
وفي يوليو الماضي طالب أعضاء في المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي باتخاذ إجراءات تتناسب مع فداحة الفعل الإجرامي الذي قامت به قطر، وفداحة الخسارة الناجمة عنه، حيث خسرت دولة الإمارات نخبة من رجالها ارتقوا شهداء أبراراً على أرض اليمن.
وأكد أعضاء المجلس حينها أن تصريحات سفير الإمارات في موسكو عمر غباش، أثبتت تورط قطر في دعم الجماعات الإرهابية، ودورها في استهداف أمن وسلامة دول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي، وفي مقدمتها دولة الإمارات، مشيرين إلى أن تسريب قطر وتزويد القاعدة بإحداثيات مكّنتهم من استهداف القوات المسلحة الإماراتية، هو أمر يفوق أي جرم، وخيانة لا تغتفر.
صالح الذي استيقظت عروبته قبل مقتله بيومين كان يعرف الكثير من المعلومات عن خيانة قطر وجرائمها بحق قوات التحالف، وبالتأكيد أنه كان يستعد لإعلانها بعد فتح صفحة جديدة مع السعودية والإمارات، وهذه كارثة كبرى بالنسبة للقطريين الذين لجأوا لحليفتهم إيران وعملائها لتصفيته، والواضح أنهم وعدوا قاتليه بمئات الملايين من الدولارت كما فعلوا سابقاً لتصفية القذافي، لكنهم في النهاية لن يفرّوا من مصيرهم المحتوم وسيسقطون كما سقط غيرهم قريباً جداً جداً جداً.
نقلاً عن " عكاظ
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة