ما حدث يوم الأحد الموافق (3 مايو) لا يمكن تسميته "بالانقلاب" بقدر ما هو محاولة من حمد بن جاسم "لاستعراض قوته".
عندما نتحدث عن (قطر ومصطلح الانقلاب) فسوف نجد أن هناك علاقة وثيقة تجمع قطر "الدولة" بمصطلح "الانقلاب "، وذلك لأن الانقلاب مرتبط ارتباطا وثيقا بالأنظمة القطرية فمنذ أن حكم آل ثاني قطر أصبح "الانقلاب" هو الأداة والوسيلة الرئيسية لتداول وانتقال السلطة في الداخل القطري، والتي كان أشهرها انقلاب حمد بن خليفة على والده في عام 1995.
ربما ما يؤكد أن شيئا ما قد حدث يوم الأحد الموافق (3 مايو) والذي انتشر على نطاق واسع "تداول مقاطع فيديو" يظهر "أصوات إطلاق الرصاص" وصحف بعضها محسوبة على الحليف التركي تتحدث عن محاولة انقلاب" هو حالة الغموض وحالة الصمت السياسي والإعلامي في قطر للكشف عن مصدر أصوات "إطلاق النيران ".
هنا يبرز السؤال من يقف خلف هذه المحاولة الانقلابية، الجواب بلا شك مرتبط ارتباطا وثيقا بالحالة الصحية المتدهورة لحمد بن خليفة والتي ترجح بعض الأنباء إصابته "بفيروس كورونا"، وهنا يبرز الحليف والذراع الرئيسية لحمد بن خليفة، وهو حمد بن حاسم الذي عاد إلى المشهد والواجهة السياسية القطرية ما بعد المقاطعة الرباعية بأمر من حمد بن خليفة في دلالة قوية أن "العهد القديم" لا يزال هو من يحكم ومن يدير دفة الشؤون السياسية بشكل أساسي في الإمارة القطرية.
السؤال الأكثر أهمية هو ماذا يريد حمد بن جاسم؟ الإجابة على هذا السؤال مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعلاقة التي تحكم تميم بحمد بن جاسم والتي يسودها التوتر منذ فترة طويلة، وبالتالي فإن حمد بن جاسم يرى أن تدهور الحالة الصحية لحمد بن خليفة تعني أن ابنه تميم لن يبقي عليه في الواجهة والمشهد السياسي بل سيقوم بلا شك إلى عزلة.
ما حدث يوم الأحد الموافق (3 مايو ) لا يمكن تسميته بـ"الانقلاب" بقدر ما هو محاولة من حمد بن جاسم "لاستعراض قوته".
وبالتالي فإن حمد بن جاسم الذي يدرك جيداً أنه "ورقة ستكون لا فائدة منها" يحاول بشتى الطرق أن يعمل على تثبيت نفسه في الواجهة السياسية القطرية ويحاول إرسال رسائل استباقية للأمير تميم في حال فكر الأخير في القيام بعزله مستغلاً بذلك تدهور الحالة الصحية لوالده.
وبالتالي فإن ما حدث يوم الأحد الموافق (3 مايو) لا يمكن تسميته "بالانقلاب" بقدر ما هو محاولة من حمد بن جاسم "لاستعراض قوته" ومحاولة إرسال رسائل استباقية للأمير تميم في حال ما فكر الأخير في أن يسعى لإزاحته عن المشهد أو الواجهة السياسية مستغلاً بذلك علاقاته الواسعة داخل البيت القطري والدولة العميقة التي كان أحد مؤسسيها، والتي بلا شك ينظر حمد بن جاسم أن الدولة العميقة ستقف بجانبه، في حين يعتمد تميم على القوات التركية لتثبيت نظامه.
وهذا يقودنا إلى مقالة سابقة كتبنا فيها "عن تفكك الدولة القطرية"، وبالتالي فإن لجوء الأطراف وبخاصة حمد بن جاسم لاستخدام القوة العسكرية "لاستعراض القوة" وانقسام الدولة القطرية ما بين الانحياز للعهد القديم أو العهد الجديد، حيث تقف الدولة العميقة مع حمد بن جاسم، وتقف الدولة الجديدة مع تميم، هو بلا شك خطوة تصعيدية في مسار المرحلة التفككية التي تقف الدولة القطرية على أعتابها كما قلنا ذلك سابقاً، وهو أمر يعكس إلى أي مدى أن الشرخ داخل "البيت القطري" ربما وصل إلى مستويات عالية لم يعد بالإمكان إصلاحه، وكل الأطراف تنتظر تطورات الحالة الصحية لحمد بن خليفة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة