استحواذ تنظيم «الإخوان» الضال على مراكز القرار في قطر وتحول التنظيم إلى الدولة العميقة فيها مكناه من استغلال أموال الشعب القطري.
القرضاوي محرض كبير على الفتنة التي هي أشنع من القتل، وبسبب فتاوى هذا الشيخ قتل خلق كثير على الساحة العربية، إنه مفتي الجماعات الضالة، وعراب التنظيمات الإرهابية التي تحركها جماعة إخوان البنا عبر العالم، عبر تاريخ طويل مع الإرهاب وشرعنته، وإباحة دماء المسلمين التي حرمها الله.. هذا الرجل المرتبط بتنظيم «إخوان البنا وقطب»، الذي سبق لمكتب الإرشاد في التنظيم الدولي أن عرض عليه منصب المرشد مرة عام 1976 ومرة أخرى في عام 2002، ما هو إلا امتداد طبيعي للتكفيري سيد قطب، بل نسخة معدلة منه تبنتها قطر إثر سيطرة الإخوان عليها في الستينيات من القرن الماضي، بعد أن استكملت تعديلها بما يتماشى مع مشروعاتها في المنطقة، فمتى يهدأ هذا الرجل في التحريض على الفتن التي أشعلها في المنطقة حتى بعد خراب البصرة كما يقال؟
استحواذ تنظيم «الإخوان» الضال على مراكز القرار في قطر وتحول التنظيم إلى الدولة العميقة فيها مكّناه من استغلال أموال الشعب القطري وإهدارها على مشروعات التنظيم الإرهابية، التي تقاطعت مع طموحات ومطامع نظام الحمدين
تعود سيطرة تنظيم «الإخوان» على مفاصل الدولة في قطر إلى زمن الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني؛ حيث تسللت قيادات من التنظيم في عام 1954 كانت هاربة وملاحقة بقضايا مختلفة في مصر، مما جعلها تفر هاربة إلى قطر؛ من بينهم عبدالله الأصفر والعسال وكمال ناجي الذي استحوذ على الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني مدير المعارف حينها، وتمكن بذلك من السيطرة على منظومة التعليم بتوجيهات كبيرهم يوسف القرضاوي، فسعوا جميعاً إلى كسب ثقة السكان المحليين والتغلغل بينهم، ودفن أفكارهم بين السكان والبسطاء، والتمكين لدولة التنظيم العميقة، التي سرعان ما أصبحت «دولة الإخوان» داخل دولة قطر.
فقد كشف مؤلف كتاب «قطر إسرائيل الصغرى ورأس الأفعى» عن الدور الذي لعبه التنظيم في أخونة الدولة في قطر منذ وصول 10 من كبار القيادات الإخوانية إلى قطر، الذين تسللوا إلى مفاصل الدولة ومؤسساتها حتى أحكموا السيطرة عليها، وكان كبير المتسللين والهاربين يوسف القرضاوي الذي أفتى مؤخراً بأن «الحج ليس لله تعالى حاجة فيه».. القرضاوي عراب تنظيم «الإخوان» وصديق «إسرائيل» وفق ما أكدته طليقته أسماء بن قادة، لمؤلفي كتاب «قطر.. الصديق الذي يريد بنا شراً»، وأن القرضاوي زار إسرائيل سراً في عام 2010، القرضاوي محراك الشر ومفتي الجماعات الضالة.. والذي سبق لمكتب الإرشاد في التنظيم الدولي أن عرض عليه منصب المرشد عام 1976 ومرة أخرى في عام 2002، ليؤكد أن القرضاوي ما هو إلا امتداد طبيعي للتكفيري سيد قطب، ونسخة معدلة منه تبنتها قطر بعد أن استكملت تعديلها بما يتماشى مع مشروعاتها في المنطقة، بعد أن أصبحت عاصمة للتنظيم.
«قطر داعم تاريخي للإرهاب» تغريدة سابقة للرئيس الأمريكي ترامب تؤكد أن هذا البلد الصغير صاحب التاريخ الطويل في مجال الإرهاب والبندقية المؤجرة أصبح مصدراً مزعجاً حتى لمن كان يرتمي في أحضانهم ويستقوي بهم، فقد نقلت «نيويورك تايمز» أن «الدوحة مولت مليشيات مختلفة في سوريا، وتدخلت في شؤون داخلية لعدة دول عربية، عبر تبنيها الإخوان المسلمين، ونشرت مؤسسة «دعم الديمقراطية» الأمريكية أن «حركة الشباب الصومالية المتطرفة تلقت تمويلاً من رجل الأعمال القطري المطلوب دولياً عبدالرحمن النعيمي، إضافة لوجود علاقات مشبوهة تربط النعيمي وزعيم الحركة حسن عويس».
والنعيمي المستشار بالديوان الأميري هو عبدالرحمن بن عمير بن راشد البر النعيمي، والسجين السابق في سجون النظام القطري والصديق المقرب لنظام الحمدين وواجهته تميم، وجدوا له فائدة كبرى في تنسيق وتمويل الإرهاب عبر العالم، وهو يدير منظمة ذات واجهة خيرية في سويسرا بمثابة بنك لتمويل الإرهاب الدولي، وفي 18 ديسمبر/كانون الأول 2013 وصفت وزارة الخزانة في الولايات المتحدة ابن عمير بأنه «ممول إرهابي وقدم الأموال والدعم المادي والاتصالات إلى تنظيم القاعدة». والنعيمي أحد تلاميذ القرضاوي وقادة الفكر الإخواني في قطر منذ أن كان أستاذاً جامعياً، وكان يردد أفكار سيد قطب، ومنها تغريدته بأن سيد قطب قال: «ضريبة الذل أفدح من ضريبة الكرامة، وتكاليف الحرية أقل من تكاليف العبودية، وإن الذين يستعدون للموت توهب لهم الحياة».
التمويل القطري لتنظيم «الإخوان» يسرده كتاب «أسرار الخزينة القطرية Qatar: les secrets du coffrefort» الذي يصف قطر بأنها «قزم بشهية وحش».. يقول الكاتب إنه عندما يُسأل المسؤولون القطريون عن دور بلادهم في دعم الجماعات الإسلامية يقولون: «نحن نريد أن نكون مواكبين للتغيرات التاريخية، والرياح اليوم تهب كما يشتهي الإخوان المسلمون». وتناول الكتاب كيف كانت تصرف الأموال القطرية على تمويل الإرهاب، حيث إن «قطر أرسلت عام 2011 أكثر من 20 طناً من الأسلحة إلى المليشيات في ليبيا، وأكثر من 18 طائرة لنقل بنادق ومنصات صواريخ وأسلحة خفيفة وسيارات عسكرية وأزياء عسكرية، كما كان لقطر 60 عسكرياً ساعدوا المسلحين المتطرفين على تأسيس مراكز قيادة في بنغازي، وكان حلم أمير قطر آنذاك بناء ميناء كبير في ليبيا لتحويل الغاز القطري إلى الضفة الشمالية».
الخزينة القطرية دعمت الإرهاب وقوضت الاستقرار في العالم، من العراق إلى سوريا إلى ليبيا، وتنامى الدور القطري الممول والحاضن للإرهاب، وتنامى معه أتباع وذيول قطر؛ حيث صرفت 6 مليارات على المليشيات الليبية لتوطين الفوضى، لدرجة أن مفتي تنظيم «الإخوان» في ليبيا صادق الغرياني قال في رده على المعارضين للدور القطري الشيطاني في ليبيا: «إن من لا يشكر قطر فهو أقل من (الكلب)» هكذا قالها استخفافاً بالشعب الليبي، في حين أكد نيكولا بو وجاك ماري بورجيه في كتابهما «قطر.. الصديق الذي يريد بنا شراً» أن «مصالح مالية هائلة كانت وراء ضرب ليبيا، وبينها الودائع المالية الكبيرة للقذافي في قطر، ورغبة قطر في احتلال مواقع القذافي في أفريقيا».
الدور القطري الإخواني لم يكن في ليبيا خاصة، بل كان في التدخل بزعزعة الاستقرار في تونس، لدرجة أن زعيم «الإخوان» في تونس راشد الغنوشي، زعيم حزب «النهضة» التونسي، وفي حوار له مع إحدى الصحف القطرية، قال: «إن (دولة قطر شريك في الثورة)» في حين لم يتساءل أحد عن حجم هذه الشراكة، وهل تعد تدخلاً في الشأن الداخلي لدول أخرى أم لا؟
التدخل القطري في العراق كان بدعم الفوضى وعبر التنقل بالدعم بين تنظيم القاعدة السني تارة ومليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية تارة أخرى، مما يؤكد أنه ليست لنظام الحمدين القطري أي عقيدة ثابتة سوى عقيدة الفوضى والإرهاب، ولعل فضيحة الأموال القطرية المهربة في حقائب السفير القطري عبر مطار بغداد، والتي حاول لملمتها رئيس الوزراء العبادي بالقول: «هي من أموال الخزينة القطرية ويجب أن تعود إليها لأنها للشعب»، تدل على تناقض صارخ في تصرف قطر بمال «الشعب القطري».
استحواذ تنظيم «الإخوان» الضال على مراكز القرار في قطر وتحول التنظيم إلى الدولة العميقة فيها مكناه من استغلال أموال الشعب القطري وإهدارها على مشروعات التنظيم الإرهابية، التي تقاطعت مع طموحات ومطامع نظام الحمدين، اللذين تحولا إلى مجرد أدوات في قبضة التنظيم وجماعته الإرهابية، كما قالت المعارضة القطرية منى السليطي من أن «الديوان الأميري في قطر ليس ذراعاً لإيران وإسرائيل فقط؛ بل هو عبارة عن إدارة عليا لكل التنظيمات والإرهابيين الموجودين على أرض قطر».
تحول قطر إلى مستعمرة إخوانية يشكل خطراً على الشعب القطري وجيرانه وباقي المنطقة العربية، فمشروعات هؤلاء الإرهابيين الذين استعمروا قطر لا تقف عند حدود قطر الجغرافية.
نقلا عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة