في الوقت الذي تسعى فيه الدول العربية للحفاظ على وجودها ووحدة أوطانها، سعت قطر إلى إشعال حرب بالوكالة مع الدول الخليجية
في الوقت الذي تسعى فيه الدول العربية للحفاظ على وجودها ووحدة أوطانها، سعت قطر إلى إشعال حرب بالوكالة مع الدول الخليجية، من خلال إصرارها على دعم التنظيمات الإرهابية، وإلباسها قناع المعارضة؛ كل ذلك لقلب أنظمة الحكم وفق سيناريو تم إعداده لكل دولة عربية وخليجية في غرفة عمليات الدوحة، التي يُدار منها مخطط تقسيم الشرق الأوسط.
سياسات الشقيقة الشاذّة دفعت بالدول الأربع إلى إعادة النظر في كيفية مكافحة ومحاصرة الإرهاب، كمطلب رئيسي لمواجهة أخطاره، فلم يعد هناك للصبر سبيل مع وصول نار الإرهاب القطري إلى داخل البيت الخليجي، وعُمقه الاستراتيجي في مصر واليمن، وباقي الدول العربية.
وبهذا التصرف الأرعن تكون قطر قد أحرقت أصابعها بنفسها، وأجبرت دول المقاطعة على اللجوء إلى حرب اقتصادية؛ لعلها تُضعف قدرة الدوحة على تمويل الجماعات الإرهابية، تحت وطأة الضغوطات على الميزانية، والفائض المالي الذي شكّل خزان الدعم الرئيسي للتآمر القطري، وتحويل هذا الفائض لإنقاذ الوضع الداخلي القطري.
انشغال قطر بأزمتها ووضعها الداخلي، سيتيح لكل من السعودية والإمارات العمل على حل مُجمل الملفات والقضايا التي كانت قطر تلعب دورا مؤثرا في تعقيدها
هذه الحرب الاقتصادية تفاعل معها بشكل مباشر أو غير مباشر، أجهزة الرقابة الدولية على الحوالات القطرية التي كانت عصب تمويل الإرهاب، كما أن انشغال قطر بأزمتها ووضعها الداخلي، سيتيح لكل من السعودية والإمارات العمل على حل مجمل الملفات والقضايا التي كانت قطر تلعب دوراً مؤثراً في تعقيدها، ابتداءً من حل النزاع بين الأطراف الليبية ودعم استقرار هذا البلد، والقضاء على المنظمات الإرهابية فيه، مروراً بمصر وتفعيل آلية التصدي لتنظيم داعش الإرهابي، وإغلاق ملفه نهائياً في سيناء وتعزيز الأمن هناك، وهو ما يعني تنشيط الاقتصاد المصري، ودعم القوة العاملة؛ إضافة إلى رفع الكفاءة العسكرية لأهم البلدان العربية.
أما في اليمن، فثَمّة سعي بين أبوظبي والرياض لإنهاء الحرب، ووضع حد لانقسام الجنوب والشمال، وضمان الاستقرار السياسي في البلد العربي، وبالتأكيد، ستحاصر المملكة العربية السعودية خلايا الإرهاب بشكل أكثر فاعلية، خاصة في القطيف والعوامية، بعد انحسار الدعم القطري لها، وكذلك ستسود التهدئة في مملكة البحرين.
فيما ستكون مهمة إعادة العراق إلى الحضن العربي، ودحر الدور الإيراني فيه من أبرز الأهداف؛ التي من شأنها تحقيق استقرار يحمل طابع الديمومة للشقيق العربي، الذي أنهكته الحروب فوق أراضيه.
وفي استعراضٍ لمستجدات الأوضاع، وما طرأ على الأزمة القطرية، ومفاعيل مقاطعة الدوحة اقتصادياً وسياسياً، نجد أن الأخيرة ترمي حالياً بأوراقها الخاسرة، والرهان على الوقت وسياسة العناد ليسا من صالحها، لأن هذا الوقت سيعطي متسعاً مريحاً لحل جميع القضايا؛ التي تشكّل تهديداً للأمن القومي للدول الخليجية والعربية، وبالتالي فإن قطر ستجد نفسها مُرغمة على الرضوخ للمطالب التي باتت مُحققة على أرض الواقع.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة