درنة الليبية على موعد مع التحرير.. خيبة قطرية وحسرة تركية
ساعات قليلة تفصل الجيش الليبي عن إعلان تحرير كامل درنة بعد نحو خمس سنوات عجاف من سيطرة الإرهابيين على المدينة.
ساعات قليلة تفصل الجيش الوطني الليبي عن إعلان مدينة درنة "خالية من الجماعات الإرهابية"، وذلك بعد نحو خمس سنوات عجاف من سيطرة الإرهابيين على المدينة، التي طالما تغنى الشعراء بجمالها وخضرتها النامية.
إعلان تحرير درنة كاملة يأتي بعد سنوات عاشها أهالي المدينة الساحلية تحت وطأة الإرهاب والفكر المتشدد الذي حوّل درنة لأخطر مدينة في شمال أفريقيا.
سنوات من وطأة الإرهاب
لم تكن الجماعات المسيطرة على المدينة، المعروفة بكونها منارة للعلم والثقافة في ليبيا، بمنأى عن العالم الخارجي؛ فالجماعات الإرهابية التي حرمت الأهالي ممارسة أبسط شؤون حياتهم، كانت امتدادا لأفكار وأجندات خارجية أنشأتها ومولتها وعملت جاهدة علي استغلالها عبر أموال وأسلحة وفتاوى عمياء.
دعم دول مثل قطر وتركيا للجماعات المتطرفة في عموم ليبيا، لم يمنع الجيش الوطني الليبي من دحر عملاء "تنظيم الحمدين" الحاكم في قطر ونظام أردوغان ومرتزقتهم الذين ينتقلون بين البلدان لبث الفوضى، سعيا لتنفيذ الأجندة القطرية بتفتيت الدول العربية ومحاربة الجيوش الوطنية.
وكان أكثر من مسؤول ليبي قد نددوا بدعم الدوحة وأنقرة للجماعات الإرهابية، وما ترتب على ذلك من نشر الفوضى في البلاد وسفك الكثير من دماء الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل من مصالح هذه الجماعات وداعميهم.
دعم لا محدود للإرهابيين
اتضح بصورة جلية دعم قطر وتركيا للإرهاب في درنة، تلك المدينة القريبة جدا من الحدود المصرية، والتي انطلق منها أكثر من عملية إرهابية ضد الأراضي المصرية.
وقالت مصادر عسكرية ليبية لـ"العين الإخبارية"، في وقت سابق، إن قوات الجيش عثرت على أسلحة قطرية وتركية في أكثر من موقع لمخازن الأسلحة التابعة للإرهابيين في درنة.
وتعدى دعم نظامي أردوغان وتميم للإرهابيين في درنة حدود السلاح والمال، إلي أن تقوم تركيا بصنع الملابس لعناصر داعش؛ حيث وجد الجيش ملابس لعناصر التنظيم الإرهابي مصنوعة بالفعل في تركيا، في مخازن الإرهابيين.
معارك الأمتار الأخيرة
خاض الجيش الليبي المعارك وأحبط مخططات الدوحة وأنقرة في درنة بعد أن كشفا عن وجههما الحقيقي في استهداف القوات الليبية، وأضحى الليبيون على موعد مع الحرية، خاصة مع تأكيدات المسؤولين الليبيين إعلان تحرير درنة خلال ساعات حيث يخوض الجيش الليبي معارك "الأمتار الأخيرة" ضد الجيوب التي يحتمي بها الإرهابيون.
وقال اللواء سالم الرفادي آمر (قائد) غرفة عمليات عمر المختار، التي تقود المعارك في درنة، إن قوات الجيش الوطني اقتحمت آخر معاقل الإرهابيين في حي المغار ليلة أمس الأحد، مؤكدا إعلان تحرير المدينة خلال ساعات.
وتمكنت القوات المسلحة الليبية من السيطرة بشكل كامل على شارع المغار والمنطقة بالكامل بعد معارك ضارية مع الجماعات الإرهابية.
ويستعد أهالي مدينة درنة للاحتفال بإعلان التحرير من الجماعات الإرهابية بعد سنوات من الخوف والقتل والإرهاب القطري الممنهج، الذي استهدف "منارة العلم والثقافة" في ليبيا.
تجهيزات إعلان الحرية
بدأ سكان درنة التجهيز للاحتفال بتحرير المدينة من قبضة الإرهابيين، وقام سكان حي باب طبرق وشيحا الشرقية بالتجهيز للاحتفال بالنصر على الإرهابيين، فيما قام بعض الأهالي بتعليق صور للقائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح على واجهات المنازل والمقرات العامة.
وأطلق أهالي درنة أهازيج الفرح والزغاريد في كافة المناطق المحررة إيذانا بقرب الإعلان عن التحرير الكامل لمدينة درنة من قبضة الجماعات المتطرفة، ووضعت مديرية أمن درنة خطة بمشاركة فروع الأمن المركزي لحفظ الأمن والاستقرار داخل المدينة.
وشهدت معارك الأمتار الأخيرة القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير آليات عسكرية للجماعات المتطرفة التي حصلت على تمويل قطري وتركي، وتحرير قوات الجيش الليبي، شارع الكنيسة ومسجد الرشيد ومسجد العتيق وسوق الظلام الواقعة داخل المدينة القديمة.
وقالت شعبة الإعلام الحربي، التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، إن قوات الجيش الوطني تخوض "حرب الخلاص" النهائية من طغمة الإرهاب الفاسدة بآخر معقل لها في درنة، مشيرة إلى أن معارك ضارية وحامية الوطيس تجري فيما تبقى للإرهابيين من أمتار داخل المدينة.
إسقاط رموز الإرهاب
معركة درنة قادها الجيش الليبي بجدارة بإسقاط رموز وقيادات تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين.
وأفادت وسائل إعلام ليبية، اليوم الإثنين، بمقتل زعيم تنظيم القاعدة في درنة عطية الشاعري، خلال اشتباكات بين الإرهابيين وقوات الجيش الوطني الليبي.
كما تواردت أنباء عن مقتل القيادي الإرهابي في صفوف "مجلس شورى مجاهدي درنة" محمد بلحاج، المعروف بـ"محمد دنقو"، خلال مواجهات مع الجيش الليبي في حي المغار مساء أمس.
يأتي ذلك بعد نجاح الجيش في القبض على قيادات أخري مثل مسؤول الملف الأمني يحيى الأسطى، فضلا عن مقتل قيادات مثل عمر رفاعي سرور، وأبو زيد الشلوي، وأبو عمر العوامي.
واستطاع الجيش الليبي من خلال معركتي تحرير درنة والهلال النفطي، اللتين قادهما في الوقت نفسه الجيش الليبي، قطع الأيادي العابثة بالأمن الليبي وإخراس الألسنة التي تشكك في قدرته علي فرض الأمن بالبلاد رغم استمرار الحظر الجائر ضد تسليحه وخوضه لمعارك شرسة ضد الإرهاب.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDcuMTEyIA== جزيرة ام اند امز