ألم يكن أجدى بقطر أن تكون معول بناء عوضَ أن تكون مطرقة هدم وتدمير تسخّر ثرواتها الطائلة لتمويل الأحزاب المدمرة والمخربة؟
خلية من هنا وخلية من هناك، تكشف يوميا عن تورط قطر في غرس جذور الإرهاب والتطرف في الشرق والغرب، دون أن ندري إلى أي مدى ستمتدُّ أذرعها الشيطانية، آخرها ما كشفت عنه قوات الأمن الإيطالية من ضبط صاروخ للجيش القطري لدى النازيين الجدد، ومواصلة دعمها لكل شرذمة رعناء في العالم العربي حتى أفسدت على الشعوب حياتها، وسلبت منها أمنها واستقرارها.
سيسجل التاريخ أسماء هؤلاء العملاء الذين يغردون خارج أسرابهم مع إيران المتطرفة في العرق والمذهب، والمفرطة بحقوق الإنسان عوض التزام جانب المجتمع الخليجي المتمسك بقيم التسامح والسلام والعيش المشترك وتشجيع الحوار بين الأديان والاعتراف بالآخر وتجنب مشاريع التحريض والكراهية.
تعدُّ قطر من الدول الغنية بمواردها النفطية، وتتَّسم بانتماء شعبها إلى عروبة منطقتها، لكن عصابات الشر التي تتعاون مع قادتها وقادة عصابات الإخوان وذيولهم تمكَّنت من الهيمنة على صناعة القرار وتسخير الثروة القطرية لأعمال الثورات العفنة وشراء الذمم الضعيفة ودعم الأفكار المتطرفة، ولقد سمعنا بالأمس القريب عن الخلية الكامنة في الكويت. كل ذلك بفضل الأموال التي تضخها قطر والدعم الذي تحظى به من قِبَل تركيا وبعض العواصم الغربية؛ إذ يأتمرون خفافيش الليل لينالوا من أمن العالم كلّه.
فمتى تصحو قطر من هذا التدهور والتآمر، أليس أجدى بها أن تحتفظ بثرواتها لمنفعة الأجيال القادمة وتصرف كل هذه الأموال الطائلة لتشجيع طلبة العلم والبحوث العلمية وعلى تطوير الاقتصاد والنهوض بالمجتمع؟!
ممَّا لا شك فيه أن التاريخ سيسجل هذه القيادة القطرية في سجل أسود كما سجل أسماء الطواغيت -مثل نيرون وهولاكو- أعداء الحضارة الإنسانية الذين سعوا في الأرض فسادا ودمارا وخرابا في ذمة كل من سفك الدماء البريئة حول العالم بأسره ما لم تتراجع عن مواقفها اللاأخلاقية. والأنكى من ذلك كله أنها تركب موجة الدين حينا والوطنية حينا آخر لتخدع الشعوب وتغسل أدمغة الأطفال الذين سلحتهم مثلما فعلت مع عملائها في اليمن وغيره من البلدان.
ألم يكن أجدى بقطر أن تكون معول بناء عوضَ أن تكون مطرقة هدم وتدمير تسخّر ثرواتها الطائلة لتمويل الأحزاب المدمرة والمخربة التي تسهم في قتل آلاف المواطنين الآمنين وترويع العديد من العواصم؟!
وإذا كانت قطر ومن ورائها تركيا وإيران والإخوان ممن يدَّعون التَّدين، أليس في العالم الإسلامي من هم أولى بالمعروف كما في أفريقيا وشبه القارة الأفريقية التي ترزخ شعوبها تحت وطأة الفقر والمرض والحاجة للتنمية والمساعدات كي يحيا الإنسان بكرامة دون عوز للقمة العيش؟! فهل تغدو الصدقة والمساعدات أسلحة دمار تهدد حياة الأبرياء وأمن المساكين؟!
ألا يكفي قتلا وإرهابا وتسليحا لقوى الظلم ولسواعد المجرمين الأشرار الذين لا غاية لهم سوى تخريب الديار، ألا يكفيهم كم يتَّموا أطفالا وشرَّدوا نساء وذوي همم؟!
سيسجل التاريخ أسماء هؤلاء العملاء الذين يغردون خارج أسرابهم مع إيران المتطرفة في العرق والمذهب، والمفرطة بحقوق الإنسان عوض التزام جانب المجتمع الخليجي المتمسك بقيم التسامح والسلام والعيش المشترك وتشجيع الحوار بين الأديان والاعتراف بالآخر وتجنب مشاريع التحريض والكراهية.
لكن في نهاية المطاف، مهما خيم الظلام وطال أمل الطغاة، لا بد لهذا الليل أن ينجلي وتعود قطر بوعي أهلها الشرفاء إلى صف جيرانها الذين تربطها بهم علاقة تاريخية إنسانية مغرقة في القدم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة