أمير قطر.. مصطلحات يخونها المنطق ووقائع الأرض
المراوغة والتسويف كانا العنوان الأبرز لسلوك قطر وخطاب أميرها السياسي بعد صمته طوال أيام مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لبلاده.
المراوغة والتسويف كانا العنوان الأبرز لسلوك قطر وخطاب أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني السياسي بعد صمته طوال أيام مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لبلاده التي فاقت الـ40 يوماً، كانت الدول الأربع تعمل خلالها على كف يده عن تمويل ودعم الجماعات الإرهابية.
- النعيمي: خطاب أمير قطر تضليلي يؤكد استمراره بدعم الإرهاب
- قرقاش: تعديل قطر قانون الإرهاب خطوة إيجابية.. وضغط الأزمة يؤتي ثماره
ظهر الأمير القطري أخيراً في خطاب مهزوز لم يقل خلاله مفيداً لشعبه التواق لعلاقة سوية مع جيرانه في منطقة الخليج العربي، بعيداً عن أيادي النظام العابثة، إلا أن تميم كان سادراً في غيه خلال الخطاب، فهو لم يكتفِ بالارتماء في أحضان الطامعين الذين كان يلهج بشكرهم طوال حديثه، بل جنح لانتهاج لغة تصعيدية تستلف مصطلحات تبدو غريبة على عاصمة الانقلابات.
فقاموس تميم -الذي لم يقو على مجابهة أدلة الدول المقاطعة- فضل الهروب للأمام على ظهر مزايدات فارغة أساسها الترويج لمصطلحات "القانون الدولي"، و"حرية التعبير" و"السيادة الوطنية"، التي لطالما كررها في خطابه المرتبك، مدعياً أن ما تقوم به دول المقاطعة يتعارض مع الأعراف الدولية وينتهك السيادة الوطنية وحرية التعبير، وكأنه لا يطيق النظر في المرآة، ليرى تدخلاته ونظامه في شؤون الدول الأخرى، وانتهاكه المتكرر للأعراف والقوانين الدولية بتمويل الجماعات الإرهابية.
وكعادة الآلة الإعلامية القطرية التي تعمل على بيع هذه المصطلحات في سوق الإعلام العالمي تجميلاً لوجه الإرهاب، تناسى الأمير أن المحافظة على الأمن القومي للدول حق تصونه الشرائع والأعراف الدولية، سواء كان ذلك عبر المقاطعة أو غيرها طالماً كان فعلاً دفاعياً، متناسياً أن ما يتعارض مع الشرعية الدولية حقاً هو تمويل القتل والترهيب وزعزعة أمن الدول الأخرى.
كما أن حرية التعبير يمكن أن تعني كل شيء، لا يمكن أن تٌعرف في أي حال بالتحريض على القتل والتفجير والإرهاب، ولا تقديم جماعات إرهابية ومطلوبين دوليين على الشاشة على أنهم ملائكة، مثلما يحدث في القنوات القطرية وعلى رأسها "الجزيرة" التي ألمح في الخطاب لدورها في توطيد أركان حكمه وخدمة مطامعه في المنطقة.
تلاعب أمير الدوحة بالمصطلحات عبر انتقاء تلك التي تجد رواجاً في سوق السياسة العالمية، لكن عوامل عديدة لم تكن في صالحه، أهمها المنطق ووقائع الأرض، فهل يستقيم الادعاء أن في المقاطعة والعزل انتهاك للسيادة الوطنية، فيما تجوب دبابات القوات الأجنبية القادمة من تركيا وإيران شوارع الدوحة ليل نهار.
aXA6IDMuMTMzLjE1MS45MCA= جزيرة ام اند امز