تقرير أمريكي: "آل ثاني" لا تحترم أمير قطر وتعد بديلا لتميم
تقرير لمعهد "واشنطن لدراسات الشرق الأدنى يؤكد أن عائلة "آل ثاني" الحاكمة في قطر تبحث عن بديل للأمير الحالي تميم بن حمد
ذكر تقرير لمعهد "واشنطن لدراسات الشرق الأدنى"، أن أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني البالغ من العمر 37 عاماً، وابن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أصبح في وضع غير آمن لحكم قطر، عقب ارتفاع الأصوات المعارضة داخل عائلة "آل ثاني" الحاكمة ضد سياسات تميم، لاسيما أنه لا يحظى بالاحترام الكامل داخل العائلة، نظراً لانحداره من أصول مختلفة من جهة والدته الأميرة موزة.
وأوضح التقرير، أن الأصول وحسابات شجرة النسب تعتبر أساس تولي القيادة في قطر، ما يجعل من وضع "تميم" أكثر تأزماً، فبعض الحقائق ليست في صالح حُكمه، وهي الأمور التي تجملها الدراسة المنشورة بعنوان "مؤامرة القصر الملكي في صلب الأزمة القطرية"، أن أصول والدة الأمير حمد بن خليفة، تعود لعائلة العطية وهي عائلة مختلفة من خارج شجرة نسب "آل ثاني"، ما يشكل نقطة سلبية في انتماء "تميم" للأسرة الحاكمة، ولذلك يُنظَر إلى والده "حمد" على أن انتماءه لعائلة آل ثاني غير مكتمل للعائلة الحاكمة، لكن اثنتين من زوجاته الثلاث ينتمين للعائلة، ما يدعم موقفه داخلها بشكل نسبي، بيد أن زوجته المفضلة – ووالدة تميم - هي موزة المنحدرة من عائلة المسند، لذلك فإن وضع تميم داخل عائلة آل ثاني حرج جداً، بل ويمكن القول إنه أقل أماناً من وضع والده في حُكم قطر.
أضاف أن كل المؤشرات أظهرت أن المجتمع القطري يرفض السياسات العدائية لتميم ضد المملكة العربية السعودية، التي يعتبرها القطريون الجارة الأهم، فيما يرفضون بذات الدرجة التقارب مع إيران التي تشكل الآن طريقاً لوصول الإمدادات الغذائية منذ بدء تنفيذ قرار المقاطعة، وتنوه الدراسة إلى أن عائلة "آل ثاني" تحاول تهيئة شخص بديل منها، يكون على علاقة جيدة بدول الخليج، ليتولى دور القيادة بعد أن ضاقت ذرعاً بتخبط "تميم" الذي أدى لعزل الدوحة عن محيطها.
ولم يغفل التقرير كذلك الدور الذي يضطلع به حمد بن خليفة في إدارة أزمة الدوحة مع جيرانها، مشيرة إلى أن ما يقوم به حالياً تجاه الدول الراعية لمكافحة الإرهاب، يعتبر ترجمة لما نقله دبلوماسي سابق عن عدائيته تجاه جيرانه، فهو وحسب وصف دبلوماسي غربي سابق كان يعمل في الدوحة:" لا يحب الإماراتيين والبحرينيين، ولكنه يكره السعوديين تماماً".
وأكد أن حمد - على ما يبدو - لا يستطيع أن يقاوم أي فرصة من أجل زعزعة أمن الدول الخليجية العربية المجاورة، حتى ولو أدى ذلك إلى تفكك "مجلس التعاون الخليجي"، أساس الأمن الإقليمي في الخليج.
وتكثر الأمثلة عن الأعمال التي قام بها لتهديد أمن دول الخليج والمنطقة، ففي مرحلة مبكرة من الحرب الأهلية السورية، سارعت الدوحة لدعم الجماعات المتطرفة ولازالت تستضيف قياداتها وتوفر دعماً مالياً سخياً لأنشطتها.
ونبه التقرير إلى أن رفض قطر لمطالب السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ستعمق من عزلة الإمارة الصغيرة، مشيرة إلى أن استجابة النظام القطري للمطالب يتوقف على مقدار الضغط الذي يتنامى داخل عشيرة "آل ثاني" الحاكمة، لكن وحسب الدراسة فإن الضغوط الداخلية لن تلعب الدور الحاسم وحدها لحسم فرص المصالحة وعودة الأمور إلى نصابها في الخليج العربي، حيث تشير التقارير إلى أن صحة "الأمير الوالد" قد تشكّل عاملاً مهماً، فمن الممكن أن يميل إلى التنازل في أي صراع على الحكم، نظراً لظروفه الصحية فبعد أن كان يعاني سابقاً من زيادة كبيرة في الوزن، أصبح الآن أكثر نحافة، ولكنه يبدو هزيلاً وليس بصحة جيدة، وقد عانى من مشاكل في الكلى، ويعتقد الدبلوماسيون في الدوحة أنه خضع لعملية زراعة واحدة على الأقل.