جزيرة قطر

حين يتم الانتهاء من حفر قناة "سلوى" تكون إمارة قطر قد تحولت من شبه جزيرة إلى جزيرة، تعاني من عزلة جغرافية أبدية.

حين يتم الانتهاء من حفر قناة "سلوى" في الأرض الفاصلة بين المملكة العربية السعودية وقطر؛ والتي ستمتد من منطقة سلوى إلى خور العديد، بغرض الإسهام في تعزيز السياحة بين دول الخليج عبر الرحلات البحرية، تكون إمارة قطر قد تحولت من شبه جزيرة إلى جزيرة، تعاني من عزلة جغرافية أبدية، ما سيؤثر بالطبع على حالها ومآلها.

 بدأت قوات حرس الحدود السعودية بالفعل استلام موقع "منفذ سلوى" الحدودي مع قطر بالكامل، تمهيداً لتنفيذ مشروع هذه القناة، بطول 60 كيلومتراً، وعرض يصل إلى 200 متر، وعمق يصل إلى 20 متراً، وبدت المملكة عازمة على إنجازه بتعاون إماراتي ومصري في أسرع وقت ممكن

تعد هذه الخطوة، هي أشد عقاباً لقطر على عدم تفاعلها الإيجابي مع مطالب الرباعية العربية المكافحة للإرهاب، وكف الدوحة عن دعمه، وهي في وجهها الآخر تأتي في وقت بالغ الدلالة، حين ظن تنظيم الحمدين أنه قد نجا من المقاطعة، وأن انفراجة قادمة في الطريق بضغوط أمريكية، تبقيه عند موقفه، بلا أي امتثال لمطالب الرباعية العربية المشروعة، وتجعل بوسعه أن يتحدث وهماً عن انتصار في هذه المعركة.

فالحمدان وأتباعهما اعتقدوا أن دول الرباعية ليس لديها أي جديد بعد المقاطعة التي أطلقتها، وأنه لا سبيل أمامها سوى التخلي عن مطالبها أو التخفيف منها والتعامل مع الأمر الواقع، بل إن الزمن كفيل بتذويبها تماماً، ولم يدر بخلد تنظيم الحمدين أن جعبة الذين لن ينفكوا عما يريدون إلا حين تقلع قطر عن سلوكها الشائن لا يزال بها الكثير، وما يفاجئ حكام القطر، ويصيبهم بدهشة تعقّد ألسنتهم، وتزيد من حيرتهم.

لقد بدأت قوات حرس الحدود السعودية بالفعل استلام موقع "منفذ سلوى" الحدودي مع قطر بالكامل، تمهيداً لتنفيذ مشروع هذه القناة، بطول 60 كيلومتراً، وعرض يصل إلى 200 متر، وعمق يصل إلى 20 متراً، وبدت المملكة عازمة على إنجازه بتعاون إماراتي ومصري في أسرع وقت ممكن، كي تتحول قطر، حسبما قال المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، لمجرد جزء من جزيرة سلوى التي تشمل قاعدة عسكرية سعودية في سلوى بالقرب من القواعد العسكرية الأخرى التي جلبها الصغير لأرضه، وسيذكر التاريخ أنه كانت هناك في تلك الأرض دولة".

وكان من الطبيعي أن يرد السعوديون على بعض مزاعم الدوحة وأتباعها بأن هذا المشروع ينطوي على عدم مشروعية، لتؤكد الرياض أن تلك الإجراءات لا تخالف القانون الدولي العام، بل يحق للسعودية وضع قاعدة عسكرية في تلك المنطقة، بل تستعملها كمكب للنفايات إن أرادت، وهذا ما سيحدث، لأنها تمارس سيادتها التي كفلها لها القانون، وتعمل بجدية على حماية حدودها، لاسيما بعد أن فتح تنظيم الحمدين قطر لعسكر أتراك وإيرانيين، ليس مرحباً بوجودهم في جزيرة العرب قاطبة.

إن بعض التحليلات ذهبت إلى حديث عن الفوائد الاقتصادية أو الثمار العملية لهذه القناة، لكن الأمر في حقيقته يتعدى الربح الاقتصادي إلى جني ثمن استراتيجي كبير، وتقديم درس بليغ لتنظيم الحمدين بأن اعتقاده في تحدي دول الرباعية، بل كل الدول العربية والإسلامية التي تقف في وجه التطرف والإرهاب، كان محض زعم ووهم وأضغاث أحلام.

إن هذا الإجراء الحازم الحاسم سيجعل حكام قطر يندمون على ما قدمت أيديهم الممدودة إلى أيدي الإرهابيين، بل سيُعلم الجيل الحالي واللاحق في قطر أن "الجريمة لا تفيد" وأن محاولة إيذاء الأخوة والجيران لن تفضي إلا إلى خسران مبين.