رئيس الموساد في قطر.. زيارة سرية للعبث بالساحة الفلسطينية
محلل سياسي يؤكد أن الزيارة السرية تكشف طبيعة الدور الوظيفي الذي تؤديه قطر لصالح الأجندة الإسرائيلية
وسط صراع انتخابي إسرائيلي جاء تسريب خبر الزيارة السرية لرئيس الموساد يوسي كوهين، وقائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال هرتسي هاليفي لقطر قبل نحو 10 أيام، لتكشف جوانب من الدور الخفي للدوحة في العلاقة مع إسرائيل، والعبث بالساحة الفلسطينية.
- رئيس الموساد يزور قطر "سرا "ويلتقي مسؤولين بالدوحة
- قيادي بـ"فتح": قطر تشق الصف الفلسطيني بأموالها التي تمر من إسرائيل
وجاء الكشف عن الزيارة السرية بالتزامن مع زيارة سفير الدوحة محمد العمادي إلى غزة، حاملا هذه المرة حزمة جديدة من الأموال والمساعدات لحركة حماس، وهو أحد المسؤولين القطريين الذين التقوا قادة أمن إسرائيل.
ويذهب الدكتور صادق أمين، الكاتب والمحلل السياسي، إلى أن الزيارة السرية تكشف طبيعة الدور الوظيفي الذي تؤديه قطر وفق ما يطلب منها لصالح الأجندة الإسرائيلية.
وقال أمين لـ"العين الإخبارية" "علاقة قطر مع إسرائيل ليست جديدة، والزيارات متكررة تحت عناوين ولافتات مختلفة، ولكن المثير للريبة في هذه الزيارة أنها ضمت مسؤولين أمنيين إسرائيليين رفيعين، وسط حالة من التهديدات الإسرائيلية لغزة، حتى باتت الكثير من التقديرات أن هناك عملية عسكرية إسرائيلية واسعة لغزة".
وبدأت قطر علاقاتها مع إسرائيل بعد مؤتمر مدريد، وكان أول لقاء قطري إسرائيلي مع رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها شمعون بيريز بعد زيارته لقطر عام 1996 وافتتاحه المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة، وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.
وأشار أمين إلى أن مجيء العمادي بحزمة أموال ومساعدات جديدة وإضافية يفسر حالة الهدوء التي سادت في الأيام الأخيرة، سواء ما يتعلق بتوسيع مساحة الصيد أو التصاريح أو وقف البالونات.
واعتبر أن الخطير في الأمر أنه لا يتوفر الكثير من المعلومات عما يجري تحت الطاولة بين الثلاثي إسرائيل وقطر وحماس، في توقيت حساس تحاول فيه إسرائيل وأمريكا تطبيق صفقة القرن.
وبحسب صحيفة "والا" الإسرائيلية، فقد التقى مدير الاستخبارات الإسرائيلية يوسي كوهين والجنرال هارتي هاليفي كبار المسؤولين القطريين في وقت سابق من فبراير/شباط الجاري، لمناقشة استمرار المدفوعات القطرية لحماس.
وفقا للتقرير، جاءت الزيارة خلال الأسبوع الأول من فبراير/شباط الجاري، واستمرت أقل من 24 ساعة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم قولهم "إنه كان اجتماعا جادا رفيع المستوى".
ووفقا لهيئة البث الإسرائيلي (مكان)، فقد التقى مدير الاستخبارات الإسرائيلية وقائد المنطقة الجنوبية في إسرائيل عدة مسؤولين قطريين بينهم رئيس جهاز الاستخبارات القطري محمد المسند، وشارك في الاجتماع محمد العمادي المبعوث القطري إلى قطاع غزة.
ويعتبر اللواء المتقاعد يوسف شرقاوي الخبير العسكري أن قطر قناة اتصال خلفية للاتصالات بين حماس وإسرائيل.
وقال شرقاوي لـ"العين الإخبارية" "الزيارة حمالة أوجه، إما لعرض تفاهمات بشأن غزة كهدنة طويلة وإما بشأن الجنود الإسرائيليين في غزة أو نقل تهديدات لقيادة حماس".
وشدد على أنه لا يوجد ضمانات إسرائيلية حقيقية لأي وعود، فما يجري لن يحقق مصلحة للفلسطينيين.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن الاجتماع الإسرائيلي القطري ناقش الأوضاع في قطاع غزة والمساعدة المالية القطرية لحركة حماس، ولم توضح التقارير الإخبارية ما إذا كان قد تم إحراز أي تقدم أم لا.
وبشكل حاسم يؤكد الدكتور عثمان عثمان، المحلل السياسي، أن الزيارة في هذا الوقت غير محمودة، لأنها تطبيع أمني مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية.
ونبه عثمان في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن "قطر بطريقة أو بأخرى تريد أن تخفف الوضع في غزة كي لا ينفجر في وجه إسرائيل".
وأضاف "علاقة قطر بأمريكا أهم لها بكثير من علاقتها بالسلطة وحماس، وهي لا تريد معاداة واشنطن، لأن ذلك يعني معاداة إسرائيل، ومن هنا هي تسمح بزيارات إسرائيلية".
وأشار إلى أن "السفير القطري لا يستطيع الذهاب لغزة دون موافقة إسرائيلية، وهذا أمر معروف".
وكانت السلطة الفلسطينية اشتكت مراراً من الاتصالات التي تقوم بها قطر مع جيش الاحتلال وحركة حماس، وبات العمادي ضيفاً دائماً في إسرائيل.
وقال عزام الأحمد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة (فتح)، في وقت سابق، إن قطر تشق الصف وتسعى لتكريس الانقسام بين الفصائل بأموالها التي تدخلها عبر إسرائيل.
aXA6IDE4LjExNi40MC4xNTEg جزيرة ام اند امز