إعلام قطر ودعم الإرهاب.. عرض مستمر في 2019
مع بداية عام 2019 تكمل قطر نحو 19 شهرا من العزلة الإقليمية والدولية، شهدت خلالها أزمات وخسائر، كثمن لمغامرة الدوحة في دعم الإرهاب.
في الوقت الذي تستقبل دول العالم عام 2019 بالاحتفالات والاستعداد لتنفيذ خطط وسياسات تهدف لتحقيق الرخاء والتنمية لشعوبها وتعزيز العلاقات البناءة مع الدول الصديقة والشقيقة، استقبلت قطر العام الجديد بشكل مختلف، حيث واصل إعلامها حملات التحريض والافتراءات والأكاذيب ضد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) والتدخل في شؤونها، بل والدعم العلني للإرهاب عبر استضافة قيادات الإخوان الهاربين والترويج لأنشطة الجمعيات المصنفة إرهابيا في أول أيام العام الجديد.
- إعلام قطر في عام على المقاطعة.. غرف للفبركة وتزييف الحقائق
- قائد بالجيش اليمني لـ"العين الإخبارية": إعلام قطر يخدم أجندة الحوثي
ملحق دعم الإرهاب.. وحصاد الخراب
جريدة "الشرق" الموالية لنظام الحمدين أصدرت، الأربعاء، ملحقا خاصا تحت عنوان "عام الحصاد"، وأفردت فيه عددا من صفحاتها للترويج لـ"جمعية قطر الخيرية" المُدرَجة ضمن قوائم الإرهاب في عدة دول عربية.
وفي إطار الدعم المتبادل بين قطر وجماعة الإخوان الإرهابية، استضافت الجريدة على صفحات الملحق 3 شخصيات مصرية هاربة من قيادات الجماعة الإرهابية والمقربين منها، للترويج لسياسات نظام الحمدين في مواجهة الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب، وهم: عمرو دراج ومحمد محسوب ومحمد الجوادي، تغنوا فيها بتعنت قطر في الاستجابة لمطالب الدول الأربع المقاطعة لها، لا سيما أن تنفيذ تلك المطالب يعني قطع التمويل القطري عنهم.
وكان موظف سابق بـ"جمعية قطر الخيرية" الإرهابية قال في يونيو/حزيران الماضي إن المنظمة تضطلع بدور كبير في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية.
وكشف مالك العثامنة، وهو إعلامي أردني مقيم في بروكسل، تولى إدارة تحرير المجلة التابعة للجمعية في تسعينيات القرن الماضي، في مقال له على موقع قناة الحرة الأمريكية، أن عضو مجلس إدارة الجمعية الحالي ورئيسها السابق عبدالله الدباغ كان يتفاخر بأنه من الذين قاتلوا مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أفغانستان.
كذلك سبق أن كشف موقع "دوروز" الفرنسي، المتخصص في التحقيقات الاستقصائية، عن جريمة جديدة لما يُوصف بـ"العمل الخيري القطري"، وهو قيام المؤسسة بعمليات ابتزاز جنسي للسوريات مقابل توزيع المعونات عليهن، مستغلة وقوع بعضهن تحت طائلة الفقر خلال الحرب الدائرة في بلدهن.
وأضاف الموقع، في تحقيق نُشِر في مارس/آذار الماضي، أن "النساء اللائي في غاية الفقر في مخيمات اللاجئين في سوريا أُجبِرن على الاستسلام بتقديم خدمات جنسية مقابل الحصول على معونة المؤسسات المدعية الخيرية، من بين هذه المؤسسات التي تعرض تلك الصفقات القذرة (قطر الخيرية)".
الجزيرة.. أكاذيب مستمرة
أما الجزيرة القطرية فواصلت في ٢٠١٩ حملاتها وافتراءاتها وأكاذيبها ضد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب عبر تخصيص نشراتها وبرامجها للإساءة لتلك الدول، حيث واصلت حملة التحريض ضد السعودية، والتدخل في شؤون مصر والبحرين بتغطيات سافرة داعمة للإرهاب، والإساءة للإمارات وتزييف الحقائق بشأن القضايا الداخلية لتلك الدول وسياساتها الخارجية، خصوصا في اليمن وسوريا وليبيا، حيث تقف الدول الأربع بالمرصاد لمحاولات نظام الحمدين دعم الحوثيين والإرهابيين وإحباط مخططاتهم.
قرار عودة السفارة الإماراتية في دمشق، الذي قوبل بترحيب عربي ودولي، وأكد خبراء أنه سيسهم في إعادة سوريا إلى حاضنتها العربية، كان هدفا لهجوم خاص من "الجزيرة"، وذلك في أولى حلقات العام الجديد من برنامجها "الاتجاه المعاكس"، فيما يبدو أن قرار الإمارات أوجع نظام الحمدين وأربك حساباته، خصوصا بعد أن ثبت تورطه في دعم الإرهاب في سوريا والتجارة بقضيتها.
التوجهات المخربة.. وفشل مستمر
وكان الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية قد توقع أن يشهد عام 2019 استمرارا لأزمة قطر، نظراً لعدم حدوث تغييرات كبيرة في "توجهاتها المخربة".
وقال قرقاش، في تغريدة على حسابه بـ"تويتر": "في تقديري أن مقاطعة قطر مستمرة في ٢٠١٩، لأنها مرتبطة بتغييرات واجبة في توجهات الدوحة المخربة".
وأردف: "سيستمر الفشل القطري في فك الإجراءات المتخذة ضدها رغم التكلفة الباهظة، الموقف القطري يحركه الأمير السابق وعبره يدافع عن إرث أوقع الدوحة في مأزقها".
ومع بداية عام 2019 تكمل قطر نحو 19 شهرا من العزلة الإقليمية والدولية، شهدت خلالها أزمات وخسائر غير مسبوقة، كثمن لمغامرة الدوحة في دعم الإرهاب.
وقطعت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين)، في يونيو/حزيران من 2017 العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، بسبب إصرارها على دعم التنظيمات الإرهابية في عدد من الساحات العربية.
وعلى مدار عام 2018، فوّتت قطر الفرصة تلو الأخرى للعودة إلى الصف العربي والخليجي، واستمرت في سياساتها المستهجنة دوليا، فعمقت أزمتها، وزادت عزلتها، وتفاقمت مشكلاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكثرت فضائحها، وتراجعت في جميع المؤشرات للخلف.