مسؤول مخابرات قطري سابق يكشف دور مكتب الأمير في تدبير الاغتيالات
الموظف السابق في الاستخبارات القطرية علي عبدالله محمد الدهنيم، يروي كيف تحكم بلاده جماعة الإخوان في الدول العربية؟، ودعمها للإرهاب
كشف المعارض القطري، الموظف السابق في الاستخبارات علي عبدالله محمد الدهنيم، عن الدور الخفي الذي تلعبه قطر ضد دول الجوار ودول عربية وإسلامية، لاسيما دعمها للتنظيمات الإرهابية، ودورها في عمليات الاغتيال.
وقال في حديث لصحيفة الوطن السعودية إن قطر هي من تحكم جماعة الإخوان في كل الدول العربية، خصوصاً مصر وليبيا وتونس وسوريا، وهي الداعم السياسي والعسكري والمالي للتنظيمات المنبثقة عنها، مشيراً إلى الدور القطري في عدد من محاولات الاغتيال في المنطقة.
الدهنيم الذي عاش وسط خفايا العمل الاستخباراتي القطري، وتعرف على المخططات التي كانت تدار من داخل المكتب الأميري وسط الدوحة، تحدث عن استقبال أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وعلاقة بلاده بجماعة الإخوان، فضلاً عن تورط يوسف القرضاوي في عنف الجماعة ورصيده البنكي.
وأفصح المعارض القطري عن أسباب انشقاقه عن جهاز المخابرات القطري، مبيناً أن تفوقه في العمل، واطلاعه على كثير من المعلومات السرية أغضب رئيس الجهاز السابق حسن بن عبدالله بن محمد آل ثاني، الذي دبّر له اتهاما بالاتجار وتعاطي المخدرات لإدخاله السجن، وقال إن هذه الواقعة أثبتت غدر النظام القطري حتى بالمقربين منه، الأمر الذي جعله يتحول إلى المعارضة بعد إثبات براءته.
قمة الرياض
وفي سؤاله عن سر توقيت تصريحات أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني التي أعقبت قمة الرياض الأخيرة، أوضح الدهنيم أن بلاده تلقت صفعة كبيرة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي، حيث قدم الاثنان ملفاً خاصاً عن قطر وعلاقتها بالإرهاب، ودعمها المتواصل لزعزعة الدول المجاورة والدول العربية مثل مصر وليبيا، وكان الملف عبارة عن جهد استخباراتي شاركت فيه أجهزة عدة.
مزاعم اختراق الوكالة
وعن تقديره لمزاعم اختراق وكالة الأنباء، والشعبة التي يتبعها الإعلام القطري، وكم تنفق الدوحة على شبكاتها الإلكترونية، فبيّن المعارض القطري أن جهاز السنترال لاستقبال الأخبار والبيانات الرئيسي موجود في المبنى القديم والفرعي لجهاز أمن الدولة شعبة الصحافة، ويوجد عليه عمل بنظام الشفتات على مدار 24 ساعة، كما أن الحكومة عملت نظام حماية إلكترونيا كلّف الدولة 70 مليون دولار، يجعل من الصعوبة بمكان اختراق أي جهاز في أمن الدولة مع أنها ادعت أن وكالة الأنباء تم اختراقها، وهذا كذب كون التصريحات كانت مقصودة فعلاً، ومعدة بشكل جيد غير أن ردة الفعل من دول الجوار لم تكن محسوبة بشكل جيد واستراتيجي.
الإرهاب
وفيما يتعلق بملف الإرهاب، أكد علي الدهنيم أن قطر هي من تحكم جماعة الإخوان المسلمين في كل الدول العربية، خصوصاً مصر وليبيا وتونس وسوريا، وهي الداعم السياسي والعسكري والمالي لكل هذه الجماعات، خصوصاً حركة حماس.
وفي هذا الصدد استدرك متسائلاً : لكن المهم في الموضوع هو من صنع الإرهاب الجديد المسمى داعش ليكون الذراع الحصين لإسرائيل؟، مضيفاً أن قطر تلعب بورقة الإخوان المسلمين وورقة الإرهاب وورقة المال والإعلام للضغط على الدول، وهو ما كلف خزينة الدولة في حدود 65 مليار دولار.
تنظيم القاعدة
تنظيم القاعدة وتبني قطر له كان أيضاً محور اللقاء مع المعارض علي الدهنيم الذي ذكر أنه في عام 1996 تم إرسال طائرة خاصة أميرية إلى السودان، وعلى متنها وزير الداخلية عبدالله بن خالد آل ثاني لجلب أسامة بن لادن إلى قطر، ثم الذهاب به إلى إيران، ثم إلى أفغانستان، وتم في مطار الدوحة اجتماع سري بين أمير قطر السابق ووزيري الخارجية حمد بن جاسم والداخلية لمده 3 ساعات، حصل فيه بن لادن على أموال كبيرة وأسلحة أمريكية حديثة خفيفة هدية من الأمير.
العلاقة مع إيران
وفي الملف الإيراني، أكد الدهنيم إلى أن علاقة بلاده بطهران قوية واستراتيجية ومحورية، لها أهداف كثيرة، أولها العداء الكبير الذي تكنه الدولة القطرية لكل من السعودية والبحرين والإمارات، ثانيها لربط المخابرات الإيرانية مع المخابرات المركزية الأمريكية وشراء بعض المعلومات السرية التي حصلت عليها إيران في مجمع السفارة الأمريكية بطهران، حيث كانت هناك نسخة كاملة من أرشيف «سي أي أيه» في مجمع السفارة، فضلاً عن إضعاف العراق حتى لا يقوم فيه جمهورية إسلامية شيعية تنافس إيران.
تخريب الحج
وعلى صعيد تخريب موسم الحج، أوضح أن إيران تستغل جهل شعبها في الأمور العقائدية لعمل مشاكل وفوضى في الحج، وقطر دورها موالاة طهران في كل عمل مضر للسعودية في كافة المجالات، كون الأهداف مشتركة، وهي خدمة المصالح الإيرانية في المنطقة.
الأزمة اليمنية
أما اليمن، فقد لفت المعارض القطري إلى إسهام بلاده في استفحال الأزمة ودعم الحوثيين، مشيراً إلى أن طبيعة العلاقة بين المخلوع علي عبد الله صالح وحمد بن خليفة، كانت على أساس خداع الدول الخليجية، وهي من طلب من اليمن تقديم طلب الانضمام إلى مجلس التعاون لإحداث فتنة.
كما أن قطر قدمت النصيحة لصالح في التسوية الخليجية للتنازل عن السلطة، وهي من نصحته بالدخول مع الحوثيين في حروب كي يحصل هو على الأموال وحصول الحوثيين على السلاح، وبالتنسيق مع المخلوع ومن خلال دعمه بالأموال القطرية وافق على احتواء الإرهابيين اليمنيين من القاعدة في منطقة ذمار في اليمن كموطن لهم على أن يقوموا بأعمال إرهابية في السعودية فقط.
عملية الخبر بالسعودية
وعن أبرز العمليات الإرهابية في السعودية التي كان للدوحة دورا فيها، تحدث الدهنيم عن عملية الخبر التي تمت بتنسيق استخباراتي قطري إيراني، وأن المخابرات القطرية هي من جندت الأفراد لتنفيذ العملية، وهي من أرسلتهم إلى إيران.
عمليات الاغتيال
الحديث مع المعارض القطري تطرق لمحاولة اغتيال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف في رمضان قبل بضع سنوات، وعما إذا كانت لديه معلومات بشأنها، وفي هذا الصدد بيّن أن تنظيم القاعدة في اليمن والمخلوع علي صالح وابنه أحمد ورئيس المخابرات القطرية ناصر غانم العلي المعاضيد، هم من يقفون وراءها.
وعما إذا كانت هناك عمليات اغتيال أخرى، لفت الدهنيم إلى أن هذه العمليات تتم بالتنسيق بين الأمير ورئيس جهاز أمن الدولة والجهة المنفذة للعملية، لكن المعلومات المسربة تؤكد أن الحكومة القطرية على علم بكل العمليات الإرهابية في العراق ولبنان، ومن يقف وراءها، كما أن عملية اغتيال عماد مغنية في سوريا جاءت نتيجة عمل استخباراتي مشترك بين أجهزة الاستخبارات في سوريا وقطر وإسرائيل، وكلفت العملية مليارا و500 مليون دولار، تم إيداع المبلغ بحساب سري في سويسرا باسم رئيس المخابرات السورية في ذلك الوقت آصف شوكت، وما زال المبلغ في البنك بعد اغتيال شوكت.
القرضاي باخرة أموال الإخوان وعرّاب القاعدة
وحول أموال القرضاوي وموقفه من أعمال القاعدة، فقد أكد المعارض القطري أن هذا الرجل هو الباخرة التي تحمل الأموال الفاسدة للإخوان المسلمين من الجزائر إلى تركيا إلى غزة إلى الأردن، وتقدر ثروته في قطر بـ 3 مليارات ريال قطري، هذه ثروة عقارية فقط، أما بخصوص القاعدة فهو عرَّابها والوسيط فيها هو ووزير الداخلية السابق الشيخ عبدالله بن خالد بن حمد آل ثاني.