خبراء: تعنت قطر وطموحاتها أكبر خطر بالشرق الأوسط
خبراء دوليون يصفون التعنت القطري وطموحاتها الأنانية أكبر خطر يهدد منطقة الشرق الأوسط.
"الطموحات السياسية الأنانية والتحالف مع الإرهاب وتمويله أدت الى تدهور الحالة السياسة والأمنية في المنطقة بشكل كبير"، تلك كانت استنتاجات العديد من الباحثين والأكاديميين والخبراء الدوليين حول الوضع الذي تسببت به قطر من أزمة طال مداها المنطقة بأسرها.
والتالي هو استعراض لأبرز ما تناقلته وسائل الإعلام الدولية في هذا الصدد.
إدوين مورا، من موقع "بريدبارت" الإخباري الأمريكي، قام بعمل شرح لتاريخ الأزمات التي تسببت بها الحكومة القطرية منذ تولي تميم بن حمد ال ثاني الحكم عبر انقلاب على والده، والتي أساسها استضافة رموز بارزة من أبرز التنظيمات الإرهابية كالإخوان وحماس طالبان.
وأشار إلى أن العديد من العمليات الإرهابية التي حدثت في كل من البحرين ومصر وتونس والأردن كانت بتخطيط مباشر من القيادات الإرهابية التي جعلت قطر مركزا لها.
وبالنسبة لتأثير تواجد تلك القيادات على الغرب، يرى مورا أن هناك خطراً محدقاً على الدول الأوروبية وعلى القوات الأمريكية المتواجدة في القطر، وبالأخص في قاعدة العديد الجوية التي تعد مركزا مهما لتنسيق ضربات التحالف الدولي ضد داعش في كل من سوريا والعراق، حيث ثبت وجود صلات قوية وشبكات متقاطعة بين كل من قطر ومنفذي العمليات الإرهابية، وبالأخص التي حدثت في لندن.
ويرى الكاتب الأمريكي أن تبعات تلك السياسات القطرية على المنطقة كان لها تأثير سلبي كبير على الجانبين السياسي والأمني، حيث تسبب التعنت القطري، الذي أدى الى صدام متكرر مع عدد من الدول العربية الأخرى في المنطقة، إلى عمل انقسام شديد في جبهة موحدة ضد خطر التوسع الإيراني في الشرق الأوسط والذي يرى مورا أنه لن يمس الدول العربية، فحسب بل هو تهديد مباشر وصريح للمصالح الأمريكية الاقتصادية السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط.
دانيل بايمان، عميد كلية العلاقات الخارجية بجامعة جورج تاون الأمريكية ورئيس قسم التحليلات السياسية الدولية بمجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، يرى أن قطر تسببت في صدع كبير فيما يخص عملية الحرب على الإرهاب بشكل عام، حيث تواجد تنظيمات مصنفة على قوائم الإرهاب الدولي في بلد يعد حليفا في الحرب على الإرهاب هو تهديد لنجاح العمليات العسكرية والسياسية في الحرب ضد داعش، بالإضافة إلى كونها "خيانة" لميثاق دولي وقعت قطر عليه منذ 2001.
وشدد بايمان على أن استضافة تنظيم الإخوان، وبالأخص الإخواني يوسف القرضاوي (المدرج على قائمة الإرهاب) الذي يعد المرجع الأساسي للفكر المتطرف والإرهابي للعديد من الجماعات الإرهابية كالقاعدة وداعش وغيرها، يعد انتهاكا صارخا للجهود المبذولة في دفع الاستقرار في الشرق الأوسط واجتثاث جذور الإرهاب في المنطقة.
ويرى بايمان أنه أمر خطير وغير مسؤول من الحكومة القطرية، خصوصا وأن القرضاوي قد أصدر فتوى تجيز قتل الجنود الأمريكيين المتواجدين في المنطقة، بالإضافة إلى عدد من الفتاوى التي تبيح قتل المدنيين لتحقيق مكاسب على الأرض.
فرانك جاردنر، المحلل الأمني لشبكة "بي بي سي" البريطانية، نشر تحليلا حول الآثار السلبية التي تسبب بها التعنت القطري في حل الأزمة الراهنة مع الدول العربية، حيث وصف 3 أثار سلبية على المنطقة تسببت بها قطر، الأول هو تعطل الجهود في الحرب على الإرهاب بسبب استضافة إرهابيين قاموا بالتخطيط لعمليات إرهابية في عدة دول.
والثانية، بحسب جاردنر هو إتاحة الفرصة لإيران لاستغلال الأزمة في نشر نفوذها وميلشياتها في كل من العراق وسوريا مع انشغال المنطقة في الأزمة.
والثالث هو السماح للتنظيمات الإرهابية بإيجاد بديل للتمويل نشاطاتها الإرهابية ومسح أثار التمويل القطري، والذي يعتبر جاردنز أن ما كشف يعد مجرد القشرة الخارجية للوضع، لتلك المنظمات المتواجدة على الأراضي القطرية.
جون جامبريل، محلل الشؤون الدولية في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، يرى أنه بالرغم من قلة خبرة الرئيس الأمريكي ترامب في التعامل مع قطر، إلا أن موقفه الصارم تجاه تمويل قطر للإرهاب يعد الخطوة الأولى التي دفعت الدول العربية إلى اتخاذ القرار، وأن مستقبل المنطقة واستقرارها يعتمد بشكل كبير على نجاح الدول العربية في إما إثناء قطر عن سياساتها أو النجاح في دفع قطر للقبول بلائحة المطالب العربية لحل تلك الأزمة.
ويؤكد جامبريل أن طرد ممثلي الجماعات الإرهابية هو الحل الوحيد لاحتواء الأزمة، معتبرا المزيد من التعنت قد يؤدي إلى المزيد من الاحتقان في منطقة تواجه أخطارا محدقة من قبل الإرهاب والتوسع الإيراني،
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستضطر في تلك الحالة إلى اتخاذ قرار صارم بشأن قطر، ليس فقط عقوبات من قبل الكونجرس بل نقل القاعدة العسكرية الأمريكية بأسرها للحفاظ على مصالح الولايات المتحدة وبقية حلفائها في المنطقة.
aXA6IDUyLjE1LjIzOC4yMjEg جزيرة ام اند امز