فضيحة قطرية في الجزائر.. تأشيرات عاجلة لمهاجمة الجيش على الجزيرة
"العين الإخبارية" تحصل على نص برقية مسربة تخص السفارة القطرية بالجزائر لمنح تأشيرات مستعجلة لمعارضين جزائريين لاستضافتهم على الجزيرة
بدأت خفايا الأجندة القطرية المسومة في الجزائر تظهر إلى العلن، إذ حصلت "العين الإخبارية" على برقية مسربة وموجهة من السفارة القطرية بالجزائر إلى وزارة الخارجية في الدوحة بعنوان "منح تأشيرة مستعجلة لشخصيات سياسية".
- جزائريون لأبواق قطر: ثورتنا سلمية والجزيرة إرهابية
- الجزائر في أسبوع.. دعوات لحل الحزب الحاكم وحملة لفضح مؤامرات"الحمدين"
البرقية المؤرخة في 21 يوليو الماضي والمختومة والموقعة من القائم بالأعمال في سفارة قطر بالجزائر، فضحت التحرك القطري الخفي لخلط أوراق الأزمة السياسية في الجزائر، عبر أبواقها الإعلامية في الدوحة.
وفي فقرتي البرقية، اتضح أن ضيوف قناة الجزيرة المنتقين بعناية فائقة والمعروفين بموافقهم الراديكالية تجاه الجيش الجزائري "جاء بأمر من الخارجية القطرية".
وجاء فيها "نفيدكم أنه طبقاً لتعليمات معاليكم، تم تفعيل إصدار منح تأشيرة مستعجلة لشخصيات سياسية جزائرية، المتمثلة في فضيل بومالة وكريم طابو ومحند راقاس حسب معلومات مرفق البرقية "المستند 2"، المعمول بها طبقاً لحكم مرفق من البرقية "المستند 1"، الصادر عن معالي وزير الخارجية سنة 2014".
وأضاف القائم بأعمال السفارة القطرية بالجزائر في رسالته الموجهة إلى الخارجية القطرية "حيث سيتم إصدار التأشيرة بصورة فورية لمدة شهر قابلة للتمديد بعد اجتياز الفحص الطبي طبقاً للإجراءات المقررة في حكم المادة (3) من القانون رقم (14) لسنة 2008، بتنظيم دخول وخروج الوافدين وإقامتهم، مع مراعاة تطبيق الشروط اللازمة لمثل هذا النوع من التأشيرات".
وفي الأسابيع الأخيرة، لاحظ الجزائريون التغير الكبير في سياسة قناة الجزيرة القطرية تجاه الأزمة السياسية في بلادهم، وهي التغطية التي أجمع كثير من الجزائريين على استهجانها ووصفوها بـ"العمل الإرهابي وتبني وجهة نظر أطراف مشبوهة".
وعلى مدار الأسابيع الماضية، حرص بوق "الحمدين" الإعلامي على استضافة معارضين متطرفين، استغلوا المنبر الإعلامي المسموم للتهجم على الجيش الجزائري واتهموه بقيادة "انقلاب عسكري في البلاد"، وطالبوا الجزائريين صراحة بـ"مواجهته".
وذكر عدد من المحللين السياسيين لـ"العين الإخبارية" أن نغمة انتقاد الجيش الجزائري تعد النغمة المفضلة لأبواق قطر الإعلامية، مؤكدين أن انتقاء الجزيرة القطرية لهذا النوع من الضيوف يعني "تبنيها لطروحاتهم ومواقفهم المتطرفة ومعاداتهم للجيش الجزائري".
غير أن البرقية المسربة -التي حصلت "العين الإخبارية" عليها- أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن تكالب إعلام الحمدين على الجزائر وجيشها تحديداً كان بأوامر فوقية من النظام القطري.
ويؤكد ذلك ما انفردت به "العين الإخبارية" من معلومات وتوقعات من مصادر أمنية ومحللين سياسيين، في تقرير لها بتاريخ 20 أغسطس الماضي.
إذ حصلت "العين الإخبارية" على معلومات دقيقة من مصادر أمنية جزائرية مطلعة، أكدت أن الأجهزة الأمنية الجزائرية وضعت يدها على ملف "التمويل القطري الخفي لبعض التيارات الإخوانية" في البلاد، وباشرت تحقيقات معمقة منذ نحو أسبوعين مع بعض القيادات الإخوانية.
وربطت المصادر الأمنية بين تلك المعلومات ودخول قناة الجزيرة القطرية على خط إثارة الفتنة في البلاد، في محاولة يائسة للضغط على السلطات الجزائرية لـ"عدم كشف المستور وما خفي منه".
كما كشف محللون ومراقبون لـ"العين الإخبارية" أن قطر كانت تراهن على بعض المجموعات الإخوانية لتصدر المشهد في الأزمة السياسية، وفي تشكيلة لجنة الحوار والوساطة ومسارها، غير أنها خسرت كل أوراقها بعد أن اتضحت تركيبة ومهمة هيئة الحوار، وهو ما يفسر إلى حد كبير الحملة الإعلامية القطرية على الجيش الجزائري المتحكم في الأزمة السياسية ومخرجاتها من الحلول المتوقعة.
ويتضح من فحوى البرقية المسربة أن النظام القطري حرك آليته الدبلوماسية والإعلامية لإرباك المشهد السياسي في الجزائر، الباحث أصلا عن مخرج لأزمة تعيش شهرها السادس، وسط تحذيرات متتالية من قيادة الجيش الجزائري من مخططات داخلية وخارجية لاختراق الحراك وجعله بوابة سهلة لها لتنفيذ أجنداتها المشبوهة عبر عملائها في الداخل.
وخرج مئات المتظاهرين في 16 أغسطس الماضي، منددين بالحملة الإعلامية القطرية المسعورة على بلادهم، حاملين لافتات فضحت مؤامرات إعلام "الحمدين" على الجزائر، من بينها "ثورتنا سلمية، الجزيرة إرهابية"، "الجزيرة قِدر الفتنة"، "أخي كن ذكياً أو تبقى فريسة للآخرين".
وكان الحال نفسها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ استهجن جزائريون الحملة الإعلامية المركزة لقناة الجزيرة القطرية ضد الجيش الجزائري مؤخراً، مؤكدين أنها محاولة جديدة للعب الدور نفسه في تخريب بلدهم كما فعلت مع دول عربية أخرى مثل ليبيا وسوريا واليمن، أو كما حاولت مع مصر وتونس.
aXA6IDMuMTM4LjEyNi41MSA= جزيرة ام اند امز